كل عام واليمن أبقى 

جميل مفرح



جميل مفرح

جميل مفرح
> أعاده الله على وطننا الحبيب وشعبنا الكريم بالخير واليمن والبركات .. انقضى شهر رمضان المبارك ورفرفت تلويحاته بوداع إلى لقاء حميم متجدد بين حبيب عزيز مقدس وأحبة يملأون البقاع المعمورة على الأرض امتلاء قلوبهم وأفئدتهم بالإيمان ولي شهر العبادات والحسنات ونحن بالمثل نودعه بقلوب وأرواح مكتظة بالأماني والآمال العريضة أن يعود علينا وقد صرنا ووطننا من حال إلى خير من هذا الحال ومن واقع إلى واقع أبهى وأزهى وأكثر أمانا وسكينة لشعب يستحق أن تتحقق له تلك الأمنيات الأولية البسيطة.

> انقضى الشهر الكريم والوطن بحمد الله تعالى ولطفه ما يزال في دائرة الخير والسلامة رغما عن أنف تلك التكهنات المشلولة والتهديدات المعاقة التي كان يبذرها البعض في أرضية مجتمعنا الطيب نبتة خبيثة غرضها المحق والتلف ودولبة كرات النار والفتن القميئة والتي أثبتت قدراتها من وقت لآخر منذ بدء الأزمة السياسية الراهنة أنها قاصرة وفاشلة لأسباب كثيرة أهمها أنها لا تهدف إلى الخير والسلام إطلاقا ولا تسلك طرقاتهما من جانب ثم لأنها واجهت شعبا مسلحا أبيا واعيا كل الوعي بما يعتمل حواليه وعارفا أين تكمن مصالحه الكبرى التي لا ينحصر ارتباطها وجدواها على سين من الساسة ولا على عين من العامة.

> غادر الشهر الكريم حاملا معه الكثير من الذكريات لمواقف وأحداث هامة في واقع بلدنا الحبيب خلال هذه الأزمة نتمنى بل كلنا أمنيات وآمال وطموحات أن يعود علينا ونحن نتذكرها تذكر المنتصر على كل العوائق والناجي من مختلف العثرات أن يأتي وفم الوطن يفتر عن ابتسامات الانتصار العريضة على كل من يحاولون النيل من قوائمه وثنيه ولي أذرعه التي لم تمتد يوما إلا بكل ما هو خير وكل ما هو سلام أن يعود علينا هذا الشهر ونحن نفتش الذكريات للعبرة والاستفادة فقط بينما أعيننا وآمالنا وأعمالنا ترنو إلى آفاق أجد وغد أجمل ويمن كأبهى ما يستحق اليمانيون أن يكون.

> ودعنا الشهر الفضيل وهو يزيدنا تأكيدا وإيمانا بأننا نحن اليمانيين نستحق صفة «غير» بعد أن أحرقنا أوراق المتآمرين وأسقطنا مرابحات ومراهنات أولئك الذين تعتاش كياناتهم وتقتات بورصاتهم الدراكولية من نزف الاوطان وقهر الشعوب.. ودعنا شهرنا الكريم ونحن نعدم بأن تكون ضيافتنا له في العام المقبل خيرا مما كانت عليه هذا العام وكم نحن متلهفون حد الشغف لأن نفي بوعودنا له وعهودنا لأنفسنا بأن نكون حماة حافظين لهذا الوطن ولكل مكتسباته وأن نكون الدرع الحصين في وجه كل من أراد أو يريد له شرا أو سوءا أو حاول المساس بأمنه واستقراره أو أي من مكتسباته.

مجددا.. هاهي تباشير العيد تتهاوى مع أولى دفقات ضوء هذا الصباح المبارك البهي وهاهو اليمن كما سيظل ما يزال يمن الحكمة وما يزال يراهن رهانا كبيرا بأبنائه لمعرفته الوثيقة لهم ما يزال يؤكد على أنهم اليمانيون الشم ذوو القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة مهما مالوا أو زاغت أبصار بعضهم فسيظلون ذوي الصفات النبيلة والمكارم الأصيلة.. ما يزال يثق بأن هؤلاء الأبناء لا يمكن إلا أن يتصفوا بالبر والاستقامة حتى من أخطأ منهم مؤكدا ومتأكدا بأن من زاغ أو مال أو انحرف عن مسار الحق سيؤول إليه يوما وما علينا في مناسبة مثل هذه إلا أن ندعو المولى عز وجل أن يرجع كلا إلى صوابه قبل أن يفقد الصواب وأن يتوب كل من أخطأ منا ومن إخواننا قبل أن يدنو العقاب وأن يجنب وطننا كل السوء ويقيه من السيئين وأن يهدي كل من لم يجد هدى أو تجنب الهدى وأن يحفظ وطننا من الفتن والأزمات والملمات ويبقيه صامدا شامخا أبيا إن لم يكن من أجلنا فمن أجل أجيالنا القادمة التي تستحق بأن تكون بمنأى عن كل ما عشناه ونعيشه من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية وكل عام والوطن وبنوه في خير وسلام وتقدم وازدهار ومن العايدين إن شاء الله تعالى.

gamofarreh@gmail.com
 

قد يعجبك ايضا