ملامح العيد في خطاب الأخ الرئيس 

محمد حسين النظاري


محمد حسين النظاري

محمد حسين النظاري

> هل يأتي العيد¿ ¿ هل يهل علينا¿ هل نراه على وجوه أطفالنا¿ أسئلة يجب ألا تطرح !لأنه من البديهي و المنطقي أن يعقب شهر رمضان المبارك عيد الفطر السعيد…ولكننا في اليمن السعيد أصبحنا نشك بأن يأتينا العيد المنتظر .

> الكل متوجس وخائف وقلق لا يدور بذهنه ما كان يدور كل عام من أمور شتى منها: ملابس العيد وحاجياته وأوقات الزيارة والتواصل وأماكن اللهو واللعب والمرح ومقايل ودواوين التخزين .

> لقد تبدل الحال وأصبح الكل يتساءل هل سنجد وسيلة مواصلات توصلنا للمصلى ولبيوت الأهل والأقارب¿ هل سنجد شحنا لهواتفنا لنتبادل التهاني في ما بيننا في ظل الانقطاع الدائم للكهرباء¿ هل ستتاح الفرصة لأطفالنا بأن يلعبوا على أقل تقدير في الحدائق والمتنزهات¿ بعد أن حرم أغلبهم من اقتناء ملابس وألعاب العيد لأن الضائقة المالية بلغت ذروتها على ذويهم ناهيك عن الملابس فلوازم العيد الأخرى قلتú إن لم نقل أنها اختفت مثل: اللحوم والحلويات والمكسرات كالزبيب واللوز والفستق وهي التي دأبت الأسر اليمنية على توفيرها لضيوفها المهنئون بالعيد السعيد .

> لم يعد للعيد موقع في أحاديث الناس في يمننا الحبيب كيف لا¿ والكل لا كلام لديه إلا عن الأزمة السياسية الخانقة التي خنقت كل فرد في الوطن .. فأسئلة العيد تبدلت من السؤال عليه لتتحول لسؤال عن ما سيعقب هذه الأزمة المقيتة فيتساءل أحدهم هل سينفجر الوضع لحد الاحتراب الكامل لا قدر الله¿ ويضيف آخر هل سيدع المسلحون أبناءنا يلعبون في المتنزهات¿ بعد أن أصبحوا يسيطرون على الأزقة ويعتلون أسطح المنازل¿ ويردف ثالث هل نأمن على بناتنا ونسائنا من أن يصبن بأذى في ظل وضع كهذا¿

> حتى أن طرق ووسائل التهنئة أضحى البعض يتخيلها على غير عادتها في كل عام فيتنذر البعض بسخرية هل سيعلن عن صلاة العيد بالمدافع في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي¿ وهل سيكون صوت الرصاص بديلا عن تكبيرات العيد¿ والأدهى والأمر والمبكي والمحزن هل سينصرف بعض الذئاب البشرية من ذبح كباش العيد لذبح رجال الأمن والمساكين والغافلين¿ ليتحول العيد عند ذوي هؤلاء إلى أتراح بدلا من أفراح .

> طبعا سيتفنن اليمنيون في الوصول إلى منازل أقاربهم وحتما أنهم قد أعدوا خريطة طويلة يستطيعون فيها تجاوز المتاريس والقفز على الحواجز والتواري عن نقاط التفتيش غير الشرعية وسيحملون معهم الفوانيس لمعرفة مخارج الحارات ومداخلها و(الكوريك) لرفع الأحجار التي سدت الشوارع !! 

> أما المتفائلون فبعد سماعهم لخطاب الأخ الرئيس بمناسبة عيد الفطر فإنهم يمنون أنفسهم بأن تنقشع الأزمة بأن يلتقي الفرقاء على طاولة الحوار وان تنفرج بحلول مرضية لجميع الأطراف .. وكم كنا نتمنى ألا يأتي علينا الفاتح من شوال إلا وقد وجدنا مخرجا طيبا مما نحن فيه ولكنها مشيئة الله تعالى التي تجسدت في أنانيتنا وحرصنا على الدنيا وسعينا نحو السلطة والمحافظة عليها مهما كانت العواقب وخيمة على الوطن والمواطنين ولكننا نقول ما اشتدت إلا فرجت .

> لا أريد أن أعكر صفو إخواننا ولكنه الواقع المرير الذي أصبح يعيش فيه أحباؤنا في اليمن العزيز ومع هذا فاليمنيون وهم المبدعون في كل شيء لن يعجزوا عن ابتكار وسائل تلطف على أهلهم ومحبيهم الأجواء غير السارة ولن تبتعد عنهم روحهم المرحة وحبهم للفرح والسرور ولن يستطيع أن يقهرهم قلة قليلة جندت نفسها لإفساد فرحهم ولجعل أيامهم مظلمة كلياليهم حتى صعب التفريق بين الليل والنهار !! .

> لهذا كله أتساءل ومعي الحالمون بعيد سعيد هل سيأتي العيد¿ حتما بأن يوم الثلاثاء الأول من شوال المصادف الـ30 من اغسطس2011م هو يوم العيد بحسب رؤية الهلال – مع أن هلالنا توارى عن الأنظار واستحالت رؤيته تماما كفرحنا – ولكن بحسب رؤية الفرح والسرور فعيد اليمنيين لم يعلن عنه بعد – وان كانت بوادره هلت بفحوى خطاب الأخ الرئيس – كيف لا والمسلحون في الشوارع أكثر من المدنيين وفرق الرعب أكثر بكثير من فرق اللهو والمرح ! .نسأل الله أن يكون يوم (الجائزة) الربانية على اليمنيين يوم خير بعيدا عن إراقة الدماء وترويع الآمنين وقطع الكهرباء والماء والدواء .

> رغم كل ما ورد في بداية كلامي من تشاؤم حتمته علي الظروف التي يعيش فيها الوطن إلا أن خطاب فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح – حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه – بمناسبة عيد الفطر السعيد أثلج الصدور وأزاح بعض الكرب والذي أكد فيه قدرة الشعب اليمني العظيم على إيجاد العديد من المخارج الدستورية التي تعيننا على تجاوز هذه المرحلة الخطيرة من تأريخ الشعب اليمني والتي صارت تهدد وحدتنا وحريتنا وديمقراطيتنا عبر التمسك بسبل الحوار ونقل السلطة سلميا وفق المبادرة

قد يعجبك ايضا