مشاهد يومية,, الطبيب حامل القلم د . أحمد الحملي 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

{ لن يفارق ذاكرتي ذلك الوقت الذي سجöل على شاشة تليفوني كانت الساعة (8.34) دقيقة من مساء 15 نوفمبر 2010م وكان الاتصال من المرحوم الصديق الدكتور أحمد الحملي – رحمه الله – ورأيت الاتصال مسجلا في خانة الاتصال الذي لم يرد عليه قلت في نفسي : سأتصل صباحا وأقر الآن أنني أخطأت لكن عذري – أيضا – أن منú يعلم الغيب وحده أرحم الراحمين وقد تعودت مع الدكتور أحمد – رحمه الله – أنه كلما اتصل أجلت ردي حتى أننا نظل نتندر على بعضنا إلى حد الضحك من الأعماق يسألني : لماذا ياخي تؤخر ردك علي أنا أحبك¿ فأرد ضاحكا : أرتاح حين أعذöبك يرد : إذا كان كذلك فلك أن ترد متى شئت المهم أسمع صوتك ياخي ولم أتصل هذه المرة حتى متأخرا.

صباح 18 نوفمبر 2010م فتحت تليفوني كالمعتاد لتتسمر عيني على رسالة من الصديق ناصر العبسي : «توفي د . أحمد الحملي المقبار في حمöل بعد صلاة الظهر وعظم الله أجر الجميع» انعقد لساني وشل تفكيري ورحت أردد : لا حول ولا قوة إلا بالله.

وعند الظهر كنت في حمöل وبعد العصر لم أستطع الذهاب إلى العزاء وإلى اللحظة لا أزال أؤنöب نفسي ولن أسامحها أبدا.

دكتور أحمد الحملي بالنسبة لي لم يكن صديقا – فقط – بل كان أشياء كثيرة جدا من كثرتها لن أستطيع أن أبينها كلها وبالنسبة للوطن ظل الرجل يحمله هاجسا لا ينفك يردد حلمه به إلى أن توقف قلبه أنا واثق من ذلك.

الدكتور الحملي لم يكن طبيبا مجتهدا ناجحا معايشا لهموم الناس متلمسا آلامهم وآمالهم حاملا على ظهره الصغيرة والكبيرة لا ينفك كلما التقينا يتحدث عنهم عن أمراضهم عن علاجها عن وعن وعن كان الحملي أديبا ومثقفا بكل ما تعنيه الكلمة ليس لأنه صاحب «الفجر» وبركتنا بل إن الحقيبة التي أمامي وقد حملني إياها فتحمل مسلسلا لم ير النور بسبب قصر النظر!! مسلسل ملأت أوراقه الحقيبة قال لي ونحن في حديقة بيته المتواضع الصغير : خذها اقرأ شوف هل يستحق أن يخرج للناس هذا العمل وإن لم يعجبك فارمه مثلهم ليس في رمضان الفائت بل الذي قبله أعطاني الحقيبة لا تزال أمامي بداخلها «سنوات الجمر» بداخلها أحمد الحملي الإنسان الذي يحب هذا البلد وقليل هم الذين أحبوه.

عرفته يوم أن عملت معه حوارا لـ «الثورة» بعد أن شاهدته في الشارع يجمع بيده الأكياس البلاستيكية والأوراق كان متحمسا لبيئة نظيفة لوطن ناصع البياض.

كان العنوان البارز الذي اخترته لحوار غطى صفحة كاملة «هذا الرجل شمعة تحترق في سبيل الآخرين» كان يومها الأستاذ حسن العلفي – أطال الله عمره – رئيسا للتحرير حين رأى العنوان علق : «زودتها» قلت : أبدا الرجل يستحق.

في ديوان الصديق العزيز الدكتور يحيى الحيفي وعبر سنوات توطدت علاقتنا اقتربت من الدكتور الحملي أكثر فأكثر عرفنا بعضنا أكثر فأكثر صرنا أصدقاء وبمعنى أن تكون الصداقة سموا وإيثارا وتضحية وفي العام حبا للوطن الذي تحت سمائه تعارف الشامي بالمغربي إذا صح التعبير.

سنوات خلالها تعرفت على الرجل كإنسان فاكتشفت أنه من ذلك النوع النادر من المعادن الأصيلة رجل يحمل في عقله الهم العام وفي قلبه الحب لكل الناس تراه يكتب ومن الإذاعة يتحدث وبالصورة يظهر من التلفزيون يحدöث الناس بلهجته المحببة وطريقته في الإقناع التي للأمانة أسلوب خاص به بسيط سلس قريب من النفس يستطيع أن يصل إلى المتلقي بسهولة أسلوب يؤسöس لمدرسة في الإعلام الجماهيري منú يلتقط الخيط¿

غبنا عن بعض طويلا لنلتقي فجأة في ندوة في ورشة عبر التليفون وأول ما نلتقي : يا أخي تعال نلتقي في الشهر مرة في الشهرين حدöد أنت فأبتسم أنا وآخر مرة قلت : يا دكتور أحمد لقد قال المساح : صنعاء تكبر وهو «يزúغر» فضحك طويلا : يعني هذا هو حالنا¿ قلت : يبدو أننا نزغر ونخاف أن تلتهمنا المدينة.

لا أدري ما أقول أكثر من هذا وإن كان لدي الكثير لكن شعوري بالخسارة وتأنيبي لنفسي لأنني لم أرد على الاتصال سيظلان يهيمنان على عقلي وقلبي إلى أبد الآبدين … وداعا دكتور أحمد الحملي.

}  }  }  }

د . محمد ردمان

{ من أشهر أطباء الأسنان وله يدان بيضاوتان في فعل الخير وتقديمه للمحتاج فقط هنا نسأل عنه نتذكره نقول : تذكروا أمثال هؤلاء المبدعين في مجالهم.

أطال الله في عمر الرجل الخلوق الدكتور محمد ردمان والشكر له باسم كل منú وصله خيره وهم كثر.

قد يعجبك ايضا