يستفزون العرب ..
محررو الموقع
محررو الموقع
عندما أظهرت الكاميرا بعضا من المشجعين البرازيليين وهم يرفعون العلم الإسرائيلي خلال مواجهة فريقهم مع هولندا في ربع نهائي بطولة كأس العالم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا فقد أثار ذلك استياء من تابعوا المباراة في العالمين العربي والإسلامي وخصوصا أن عشاق السامبا كثيرون في منطقتنا ومثل ذلك السلوك لا شك أنه ينعكس سلبيا والعديد من الأصدقاء ممن ساندوا البرازيل قالوا ” تستاهل الخروج من البطولة ” بعد مشاهدتهم لذلك المنظرالاستفزازي.
صحيح أنهم قلة من المشجعين ولا يعبرون عن عامة الشعب البرازيلي لكن يفترض على الرئيس لولا دا سيلفا أن يوجه بالتحقيق في الأمر خصوصا وأنه منذ توليه زمام الحكم في أكبر بلدان أمريكا اللاتينية أحدث تقاربا في علاقات بلاده مع البلدان العربية والإسلامية واحتضنت البرازيل قبل نحو عامين أول قمة عربية لاتينية ..
ومؤخرا قاد تحركا مشتركا مع القيادة التركية لإيجاد مخرج مقبول بشأن الموقف الدولي من الملف النووي الإيراني.. وبالتالي ليس لطيفا بحق البرازيليين أن يسيء اليهم نفر دفعتهم جهة صهيونية لرفع علم الدولة العبرية استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين.
ومثل هذه الأعمال المدفوعة من قبل جهات تعمل لمصلحة اسرائيل تكررت في السابق كما حصل في بطولة كأس العالم الماضية 2006م التي أقيمت في المانيا عندما قام أحد لاعبي منتخب غانا برفع العلم الاسرائيلي بعد إحرازه الهدف الثاني لفريقه في مرمى منتخب التشيك وهو ما أثاررد فعل غاضب لدى الجمهور العربي الذي ساند غانا طوال المواجهة قبل أن يتفاجأ بذلك الفعل القبيح ويتحسر على أنه تعاطف مع منتخب لكونه يمثل بلدا فقيرا وناميا وعانى من عنصرية الألوان طويلا.
بل إن كثيرين طالبوا بقطع العلاقات مع غانا أو أن يكون هناك اعتذار رسمي وهو ما حدث بالفعل حين قدم الاتحاد الغاني لكرة القدم اعتذارا عبر ناطقه الرسمي عن ما اعتبره فعلا ساذجا قام به لاعب هو أساسا محترف في أحد الأندية الاسرائيلية ووعد بعدم تكرار ذلك الموقف ثانية.
وفي العام 2006م أيضا خرج علينا اللاعب البرازيلي الشهير رونالدينهو بتصريح غريب ومستفز أدلى به لصحيفة ” الموندا” الأسبانية أعرب فيه عن تأييده الكامل لما يقوم به الجيش الاسرائيلي في عدوانه على لبنان بل وأبدى تعاطفه التام مع الكيان الصهيوني مؤكدا أنه سيرسل لأطفال اسرائيل الهدايا من أجل التخفيف من روعهم كما أنه تمنى أن تنتصر اسرائيل في عدوانها على لبنان وأبدى استعداده المطلق لدعم الدولة العبرية والوقوف بجانبها في حربها على حزب الله.
ونتذكر جميعا حينما قام أسطورة كرة القدم الارجنتيني دييجو مارادونا في ثمانينيات القرن الماضي بزيارة لحائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى في مدينة القدس وقام بالصلاة فيه معربا عن تضامنه مع الكيان الصهيوني بسبب ما يتعرض له من أعمال إبادة على حد زعمه مما أثار سخط وحفيظة الفلسطينيين والعرب الذين استهجنوا منه هذا الموقف وأدى ذلك إلى انخفاض شعبيته بشكل كبير بين متابعى كرة القدم في الوطن العربي..
غيرأن مارادونا عاد بعد حين وقد تحول بمقدار 180 درجة واختار الاقتراب من دول أميركا اللاتينية التي تتقاطع في مواقفها السياسية مع أميركا وإسرائيل على وجه التحديد فكانت صوره مع الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز قد أثارت الجدل وحفيظة الاسرائيليين في الوقت ذاته لا سيما وأن مارادونا أعرب عن أمله في لقاء الرئيس الايراني أحمدي نجاد حيث أهدى مارادونا القائم بالأعمال الإيراني في العاصمة الأرجنتينية في نوفمبر2008م قميصا يحمل توقيعه وطلب منه إهداءه للشعب الإيراني وهو ما أثار حفيظة واحتجاجات الجمعية اليهودية في الأرجنتين.
ومثل هذه المواقف وإن جاءت ساذجة واستفزازية إلا أن علينا في المقابل أن نقرأ قدرة الطرف الآخر على استمالة الرأي العام العالمي وخصوصا المشاهير والنجوم وخلق تصور لديهم يقوم على أن مثل هذه الأفعال هي مساندة ودعم لمن يعانون من ظلم وإرهاب المتطرفين العرب والمسلمين.
alhayagim@gmail.com