مرمرة»..ومجاهدة الغيظ العربي!! 

محررو الموقع


محررو الموقع

عبد الله حزامبامتياز أصبحنا نحن (أمة الضاد) نتقن فنون الشجب والاستنكار والتنديد.. كعزف مكرور على طريقة الأوبرا..ونؤمن بأن المخلص في موروثنا العربي الحديث لابد أن يأتي من خارج الحدود..وتماما كما أطباء بلاحدود وصحفيون بلا حدود..أصبحت مفردة..منقذ بلاحدود أمرا مفضلا لدينا كأطباق سمك الشروخ والجمبري ونحن هاهنا قاعدون..كما لو أن الاستسلام والخنوع ولد في بيئة أدت اتوماتيكيا إلى هذا الحال المهين.!!
انبجس الموقف عن آخره في مأساة قافلة الحرية “مرمرة”التي لم تغير من حال تصنمنا الذي طال ليله ولاشئ أكثر من تنقلنا ب”الريموت كنترول”بين القنوات الفضائية نرصد هالة التنديد والشجب العربي الإعلامي التي لاتناسب حال العنت الصهيوني الذي يبدو أنه انتهج سياسة المثل القائل”اذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة”وهكذا يفعل هذاالكيان الغاصب كل مرة..
 يمين الله أننا أصبحنا نحب الأتراك بعد أن صاروا (مقادمة)بلاد العرب أوطاني..وهذا ماثبت بالصوت والصورة وجسده شحم ولحم التضحية في حادث القافلة..وعدد الشهداء الأتراك فيه النبأ الذي لايحتمل الغمز واللمز..ولنا في هذاالموقف التركي الأسوة الحسنة..لأنها مواقف بعيدة عن العبارات الممطوطة والفضفاضة.
 كلام مقطف ..سحب سفيرها في تل ابيب وإلغاء ثلاث اتفاقيات عسكرية ..والتصريح بشرط رفع الحصار عن غزة كمقابل لبقاء العلاقة مع الإسرائيليين.. ومواقف لاحقة تبيض الوجه..!
لاحظوا الرد التركي الذي جاء ناريا وواصفا اسرائيل بالعدو وواصفا تعاملها مع قافلة الحرية بغير الأخلاقي..وهو رد يدق على وتر الأخلاق الذي ينهتك عن استارالاسرائيليين أبد الدهر.. لكن هذه المرة من دولة صديقة كتركيا.
 لقد فطن الأتراك لما تعامى عنه العرب وهو المأزق الإسرائيلي الذي تعيشه بعد تورطها ..وراهنوا على إمكانية رفع الحصار عن غزة..وقد ينجحون في ذلك.!
 اما نحن معشرالعرب فلم نغادر إجازة الضمير..بدليل أننا لم نستغل حتى واحدة من مخازي الاسرائيليين..وآخرها عملية “رياح السماء”ضد قافلة الحرية مع أن إسرائيل صمت أذان العالم بقضية محرقة “أفران الغاز” التي يروجون لها ثلاث مرات يوميا كالدواء في وسائل إعلامهم ليقولوا لنا بكل اللغات أنهم ضحايا التطرف الذي هو صناعتهم وبجودة عالية..بينما نكسل من أن نرفع صور جرائمهم واصبحنا كعنقود العنب سهل الفرط¿!
 أسألكم بالله ما الفرق بين إحراق الصهاينة أطفال غزة بغاز اليورانيوم وقتل أبطال الحرية¿..الجريمة واحدة والجريمة التي توازيها تعاطي السياسة العربية وإعلامها العربي مع هذه المذابح بلغة الزعيق والصراخ في بث مباشر يكرس حال البطل الضحية..الذي ينتهي بتعطيل أمريكي سافر وقد “بطل العجب لأن السبب معروف” !! ابتئسوا أكثر لأن لا رهان على صحوة ضمير عربي رغم فظاعة أمر مايجري فقد حسمنا أمرنا..ولن تحركنا سفينة الحرية ولاحتى سفينة نوح عليه السلام..! وكما هو حال السياسة والإعلام العربي.. هو حال شباب العرب “المنشغلون بالتصويت لأستار أكاديمي وإذا ما أحبوا الموقف التركي فضولا فلن يكون إلا من باب المسلسلات المدبلجة لأن مهند وأسمر يعنيهم أكثر من موقف أردوغان”.¿!
 معيب في حق العرب أن يخرج الأتراك ودول أوروبا للتظاهر منددين بمذبحة “مرمرة” قبلهم..عيب أن ندمن هذا السيناريو الماسخ إلى الأبد.!!
 إلى متى سنتعامل مع قضايانا المصيرية بجلمودية ونفاق مشفر أرخى سدوله حينا من الدهر ولا يزال¿!.
 لقد استسلمنا لمزلقة الوقت التي ذهبت بنا بعيدا نحو الترنح بين أحلام مبادرات السلام العربية ومشاريع هلامية قادمة لاتبل ريقا!!
 بقى أمل بارد نزاع رغم تثلجه إلى عودة عربية ليس بخطى السلحفاة طبعا لأن الوقت لاينتظر تبدأ بالاشتغال على استغلال حال العزلة التي ستطال اسرائيل بسبب عنترياتها مع قافلة الحرية.
افعلوها دون الحلم بتحرك أساطيل أوروبا لمنع إسرائيل من قرصنتهاالمعربدة..لأن ذلك محال حدوثه سوى مع القراصنة الصومال الذين ينهبون اويطلبون فديةولا يقتلون دائما كما تفعل اسرائيل!!.
 متى سنفهم أن العفوية والمبادرات لاتعيد الحقوق المغتصبة والمنتهكة وكفانا “مجاهدة للغيظ الذي هو أشد من الجهاد”..!! ولا عزاء للمتخاذلين.

قد يعجبك ايضا