انتفاضة «قافلة الحرية» … ماذا بعد¿ 

محررو الموقع


محررو الموقع

عبدالحليم سيفقضية «قافلة الحرية» لكسر الحصار الجائر والظالم وغير الإنساني عن قطاع غزة وبكل تداعياتها على إسرائيل قضية حية ترتبط بأنبل قضية في العالم إنها قضية فلسطين وهي – أيضا – قضية تتساوى مع حقوق الإنسان في العدل والمساواة والحرية والكرامة والأرض والشرف كما أنها تتفق مع الحق الإنساني في التضامن والمقاومة المشروعة لإزالة كل أشكال العنصرية والاحتلال والاستيطان والاقتلاع والإبادة والتهويد للمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وفي هذا الشأن لا يمكن أن يتحدث البعض – من حلفاء إسرائيل – عن مصطلحات ومفردات من نوع «الدفاع عن النفس والسلام والمفاوضات والتسوية» طالما وحكومة إسرائيل المتطرفة والمتغطرسة خططت للعدوان العسكري البربري على «أسطول الحرية» – ست سفن مدنية- وارتكبت أمام كاميرات التلفزة الفضائية جريمة جديدة بحق البشرية حيث قام جيش الاحتلال والإرهاب ببوارجه وطائراته الحربية بقتل نحو (19) شخصا وإصابة (50) آخرين واختطاف (681) من نشطاء قافلة الحرية في المياه الإقليمية الدولية في البحر الأبيض المتوسط فجر الاثنين الأسود وهؤلاء المدنيون من (32) دولة عربية وإسلامية وأوروبية من مختلف الأعمار من المثقفين والبرلمانيين والصحفيين ونحوهم من المسلمين والمسيحيين بينهم ثلاثة من النواب اليمنيين : «محمد ناصر الحزمي هزاع المسوري عبدالخالق عبدالحافظ بن شبنون» جاءوا ومعهم الدواء والغذاء لأهل غزة الذين يعانون من أبشع حصار عنصري منذ يوليو 2007م وقبل ذلك بكثير!! وفي هذا الإطار المأساوي والدموي في آن نجد أن المجتمع الدولي لم ينشغل عبر السنوات والأشهر الأخيرة بما هو أكثر من الانشغال بأقوى إدانة لجريمة إسرائيل الإرهابية بحق النشطاء المدنيين العزل من السلاح من المتضامنين مع شعب فلسطين فقد تفجر الغضب الشعبي العفوي وغير المسبوق في أرجاء الدنيا وارتفعت أصوات المسيرات والمظاهرات الهادرة التي عمت مختلف المدن من اليمن إلى تركيا ومن طنجة وحتى جاكرتا ومن واشنطن ولندن وبرلين وباريس وحتى تاون تندد بجرائم النازيين الجدد في تل أبيب وفي الأحزاب والنقابات والبرلمانات تطالب برفع الحصار فورا عن قطاع غزة مع اتخاذ مواقف استثنائية شجاعة أقلها قطع العلاقات الدبلوماسية وإلغاء مبادرة التسوية العربية وفرض عقوبات اقتصادية وملاحقة القتلة الصهاينة وتقديمهم للعدالة الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب.
واستطرادا يمكن القول إن العالم بكل فعالياته وإعلامه ما زال منشغلا بعودة الأسرى والاحتفاء بمن أفرج عنهم وهذا شيء جميل بيد أن الأهم من ذلك هو توثيق شهادات المتضامنين الذين قدöر لهم أن يتعرضوا لجرائم إسرائيل بحيث يتم رصد شهاداتهم بالكلمة والصوت الحقائق والوقائع وترجمتها بمختلف لغات العالم لتفضح ادعاءات إسرائيل وأكاذيبها وتضليلها الرأي العام وكذا إظهار مدى بربرية الاحتلال وعنصريته وحقده وكراهيته للسلام ودعاة الحرية والمحبة والتسامح.
أما وقد أعادت «قافلة الحرية» الوهج الحقيقي للقضية الفلسطينية ووضعت إسرائيل في مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي وحتى لا تخفت التحركات الرسمية وإدانة مجلس الأمن الدولي في بيانه الرئاسي «الثلاثاء» جريمة إسرائيل النكراء ومطالبة الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والأمم المتحدة برفع الحصار فورا عن قطاع غزة وحتى – أيضا – لا تلحق قرارات وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالأمس سابقتها وتكون مجرد «رنين» عند إسرائيل فالمطلوب أكثر من الإدانة.
بتعبير آخر لا بد من تحرك عربي وإسلامي مكثف رسمي وشعبي نحو الولايات المتحدة وأوروبا لاستثمار صحوة الضمير وبالمقابل دعم تركيا في كافة المحافل الدولية لأن ما هو قادم قد لا يكون في مصلحة العرب وقبل هذا وذاك فعلى إخوة المصير المشترك في فلسطين المحتلة وخارجها سرعة إنهاء الخلاف السياسي والانقسام العبثي بين «حماس» و«فتح» واللقاء حول مصالحة وطنية تفضي إلى وفاق وطني واستراتيجية موحدة لمواجهة الهم الأساسي المتربص بهم جميعا «إسرائيل» ويكفي تلاعبا ومقامرة بقضية فلسطين وحقوق شعبها ودماء أعز أبنائها وعذابات أسراها.
__________
ahalim-227@yahoo.com

قد يعجبك ايضا