كتاب الهجرات اليمنية عبر التاريخ إلى شرق أفريقيا الحلقة الأولى

عرض وتحليل/حيدر علي ناجي –
< كتاب الهجرة اليمنية عبر التاريخ إلى شرق أفريقيا تأليف الصحفي العزي الصلوي والذي أصدرته وزارة عام 2004م بمناسبة صنعاء ,عاصمة للثقافة العربية أعتبر أن الهجرة اليمنية ظاهرة حضارية متميزة¡ وسمة يمنية أضافت إلى التاريخ الإنساني صفحات ناصعة البياض ¡ وأصبحت مصدر فخر واعتزاز كل يمني ¡ فإلى جانب أنها كانت رافدا◌ٍ أساسيا◌ٍ للتنمية والبناء في الوطن¡ فإنها كانت أيضا مساهمة في بناء وتطور وتنمية البلدان التي هاجرت إليها ليس بهدف الجوانب المادية والعمرانية فحسب بل في نشر القيم وبناء الفكر والإنسان نفسه ولازالت آثارها شامخة وساطعة وراسخة ومؤثرة حتى الآن .
ولم يكن الفقر هو الدافع الرئيسي للهجرة اليمنية فقد تعددت الدوافع واختلفت باختلاف الظروف والعوامل التي أحاطت بكل فترة وبكل دولة ومن الصعب الإحاطة بكل منها في هذه العجالة ولكن يمكن إلقاء نظرة سريعة على أهم الهجرات اليمنية حسب تسلسلها التاريخي في السطور الآتية
1- في فترة ما قبل التاريخ يقدر علماء السلالات أن اليمن كان الموطن الأول للجنس السامي فسميت لذلك صنعاء مدينة سام بن نوح¡ ثم حدثت حركات طبيعية رفعت الصحراء الشرقية فانعدمت المياه وتصحرت التربة¡ وسببت موجات من الهجرة يشكلون اليوم كل العنصر السامي في العالم.
2- بعيدا◌ٍ عن التخمين السابق نجد موجة أخرى من الهجرة مؤكدة في القرن السادس قبل الميلاد إلى شرق إفريقيا نتيجة حملة عسكرية قادها ( كرب إل وتر ) ضد مملكة أوسان في الجزء الجنوبي الغربي من اليمن وأباد هذه المملكة والجا حكامها ومواطنيها إلى الهروب عبر البحر¡ كما ورد في نقش النصر الذي سجله بعد الحم زلة ولا يزال حتى اليوم في صرواح وهو أكبر نص حتى الآن . إن هذه الهجرة لم تكن كما هو واضح بدافع الفقر¡ وإنما بدوافع سياسية . ولهذا تضمنت الهجرة قيادات عسكرية وإدارية وخبرات زراعية ومهندسين . فنقلوا تفوقهم وتقنياتهم التي لم تكن موجودة في شرق إفريقيا ومنها الكتابة وتقنيات الزراعة كالمحراث والسدود ونظام الري وقد تمكنوا من كسب السكان الأصليين والسيطرة عليهم وإدارتهم ¡ وأقاموا مملكة الاكسوم في الحبشة وبدأوا مرحلة جديدة من التأثير على مجريات الأحداث في اليمن الأم في محاولة استعادة السيادة والسيطرة على اليمن والحبشة معا¡ فظهر تشابه في التراث والآثار بل والأحداث . ويوجد من أثر هذه الهجرات إلى شرق إفريقيا خمس لغات سامية¡ متداولة إلى اليوم وفي مقدمتها اللغة الامهرية لغة الحبشة الرسمية والتي لازالت تكتب بحروف المسند الذي انتقل مع هؤلاء المهاجرين اليمنيين¡ الذين تركوا في الحبشة معالم حضارة سامقة لا يمكن نكرانها .

< مدير عام الشئون الثقافية والتعليمية بوزارة المغتربين

قد يعجبك ايضا