مقاه◌ُ‮ ‬ومنازل تحكي‮ ‬تفاصيل المشهد الثقافي‮ ‬والفكري‮ ‬والنضالي‮ ‬لأبناء الحديدة


فتحي‮ ‬الطعامي‮/‬الحديدة –

< كثيرة هي‮ ‬المعالم والآثار التي‮ ‬ارتبطت بحركة النضال اليمني‮ ‬سواء ما‮ ‬يتعلق بالعمل الثوري‮ ‬أو ما‮ ‬يخص المعتقلات والقلاع والحصون التي‮ ‬استخدمها الإمام أحمد لاعتقال الثوار‮ .. ‬وقد تكون الحديدة من أكثر المحافظات من حيث عدد تلك المعالم والحصون الإمامية التي‮ ‬استخدمت لاخضاع مناوئي‮ ‬الحكم الإمامي‮ ‬فمنذ انطلاق الحركة الوطنية اليمنية أصر الإمام أحمد على زيادة تلك القلاع والسجون لاعتقال المناضلين حتى من خارج محافظة الحديدة‮.‬
وعلى الجانب الآخر نشطت البيوت الثورية التي‮ ‬كان الثوار‮ ‬يتدبرون فيها أمورهم ويعقدون اجتماعاتهم‮.‬

فتحي‮ ‬الطعامي‮/‬الحديدة

قهوة التركي‮ ‬منتدى ثقافي
كانت العديد من المقاهي‮ ‬في‮ ‬الحديدة قبلة للقاء الشخصيات الثورية‮ ‬يقيمون فيها منتدياتهم الفكرية والثقافية ويوزعون فيها المنشورات النضالية ولعل أبرز تلك المقاهي‮ ‬هي‮ (‬قهوة التركي‮) ‬الواقعة في‮ ‬باب مشرف وبالتحديد مقابل حيث كان الثوار من كل أنحاء اللواء‮ (‬الحديدة‮) ‬يجتمعون فيها بهدف إقامة الأمسيات الثقافية والفكرية وإلقاء القصائد المحرضة على الاعمال الثورية‮.‬
بل إن قهوة التركي‮ ‬كانت محطة لكل الثوار سواء كانوا من‮ (‬الأحرار أو من المفكرين أو من المعنيين بتشكيل الخلايا الثورية والذين كانوا‮ ‬يستقطبون أعضاءها ممن كانوا‮ ‬يتواجدون في‮ ‬القهوة‮) ‬لا تزال قهوة التركي‮ ‬موجودة وحاضرة تحكي‮ ‬سفراٍ‮ ‬من التاريخ النضالي‮ ‬للحركة الثورية ونسرد قصص مناضلين كانوا هنا‮ ‬يتبادلون أحاديثهم فمنهم من قضى شهيدا ومنهم من وافته المنية والباقي‮ ‬يستذكر تلك الذكريات الرائعة للزمن الثوري‮.‬
في‮ ‬مستشفى العلفي‮ ‬محاولة الاغتيال
‮- ‬يقول الاستاذ عبد الله الكولي‮ ‬إن الثوار خططوا لمقتل الإمام أحمد داخل مستشفى العلفي‮ ‬بعد أن أخبروه‮ (‬في‮ ‬وقت متأخر من المساء)أن سائقه في‮ ‬حالة خطرة مما أضطر الإمام إلى زيارته إلا أن الثوار‮ (‬العلفي‮ ‬واللقية والمهندس الهندوانة‮) ‬كانوا قد استعدوا للاغتيال لتنفذ العملية التي‮ ‬لم‮ ‬يكتب لها النجاح‮.‬
بيت الرصاص ملجأ العلفي
بعد محاولة الاغتيال التي‮ ‬قام بها الشهيد العلفي‮ ‬والتي‮ ‬ظن أنها نجحت توجه العلفي‮ ‬إلى منزل الرصاص الواقع في‮ ‬حارة السور‮ (‬والرصاص هو أحد أبناء الحديدة المناضلين الذين ارتبطوا بالحركة الثورية‮) ‬وحارة السور هي‮ ‬إحدى حارات الحديدة القديمة بل إنها أصل الحديدة‮.‬
يقول الأستاذ عبدالله الكولي‮ ‬إن منزل الرصاص كان بيتاٍ‮ ‬تدير فيه الحركة الثورية أعمالها وللعلاقة الوطيدة بين العلفي‮ ‬والرصاص صاحب المنزل‮ .. ‬كما أن المنزل كان‮ ‬يحيط به العديد من منازل رجال الثورة‮.‬
القلعة اليمانية‮ (‬معلم أثري‮ ‬ومعتقل إمامي‮) ‬
تعتبر القلعة اليمانية من أشهر القلاع في‮ ‬الحديدة وأقدمها وأكثرها منعة وتحصيناٍ‮ ‬يقول مدير مكتب الثقافة بالحديدة إن القلعة اليمانية سميت بهذا الاسم كونها تقع في‮ ‬جنوب مدينة الحديدة وفي‮ ‬الحديدة‮ ‬يطلق على الجنوب‮ (‬يمن‮) ‬بضم الياء وهي‮ ‬عبارة عن حصن من أربع حاميات تم بناؤها من قبل العثمانيين استخدمها الإمام أحمد معتقلاٍ‮ ‬للثوريين والمناضلين ويقال أن فيها اعتقل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر‮ .. ‬وغيره من الثوار‮ .. ‬ما تزال هذه القلعة حاضرة وشاهدة على المباني‮ ‬الحصينة التي‮ ‬كان الإمام‮ ‬يحتجز فيها الثوار ويقوم بتعذيبهم‮.‬
دار البوني‮ (‬القصر الجمهوري‮) ‬هنا علق العلفي‮.‬
يقع دار البوني‮ ‬في‮ ‬شارع القصر الملكي‮ (‬القادم من شارع النخيل بالحديدة‮) ‬وكان بمثابة القصر الملكي‮ ‬الرسمي‮ ‬للإمام أحمد حميد الدين وهو الآن‮ (‬القصر الجمهوري‮) ‬بناه البوني‮ ‬باشا أحد ولاة الاتراك في‮ ‬الحديدة أثناء سيطرة العثمانيين على المنطقة‮ .. ‬ورممه الإمام أحمد وكان‮ ‬يستقبل فيه الضيوف والزوار الرسميين‮ .. ‬لكن كثيراٍ‮ ‬من الآباء والأجداد الذين عايشوا تلك الحقبة لا‮ ‬يزالون‮ ‬يتذكرون جثة الشهيد العلفي‮ ‬وهي‮ ‬معلقة أمام هذا القصر وفي‮ ‬إحدى أشجار النخيل‮ (‬بوابة القصر الغربي‮).‬

قلعة وقصر الطائف
وهي‮ ‬قلعة وحصن تاريخي‮ ‬بناه الثائر الجنيد والذي‮ ‬سجل التاريخ مقاومته للحكم الإمامي‮ (‬أثناء حكم الإمام‮ ‬يحيى‮).. ‬وكما تذكر بعض المراجع التاريخية أن قلعة الطائف هي‮ ‬القلعة التي‮ ‬تم التوقيع فيها بين طرفي‮ ‬الحرب‮ (‬اليمن والسعودية في‮ ‬ثلاثينيات القرن المنصرم‮) .. ‬ولا تزال هذه القلعة موجودة بالرغم من تساقط بعض معالمها وتهدم أجزاء منها إلا أنها لا تزال حاضرة تحكي‮ ‬وتقص على الأجيال حروب العزة والتضحية التي‮ ‬خاضها أبناء الساحل التهامي‮ ‬أثناء تلك الحقبة الظالمة‮.‬
قصر ومعتقلات السخنة‮ ‬
كانت السخنة هي‮ ‬محطة الإمام أحمد حميد الدين فيها‮ ‬يقوم بالاستجمام بالمياه المعدنية بهدف الاستشفاء‮ ‬لكن ولأنه‮ ‬يمكث في‮ ‬هذه المنطقة شهور خاصة في‮ ‬فترة الشتاء فإن الإمام قد قام ببناء قلاع وحصون ومعتقلات وأعاد ترميم القصر الذي‮ ‬بناه الايطاليون في‮ ‬خمسينيات القرن ليحولوه الى قصر خاص به‮ .. ‬استخدم الإمام منطقة السخنة منطقة رسمية بالنسبة له وكان أغلب ثوار اليمن‮ ‬يقتادون إليه وفيها‮ (‬السخنة‮ ‬يتم سجنهم‮) ‬كما فعل بالشيخ عبد الله الأحمر وغيره‮.‬
كما استخدمت السخنة مقراٍ‮ ‬للحكومة وقيادة الجيش نظرا للتواجد المستمر للإمام فيها‮.‬
كما وجد في‮ ‬الحديدة العديد من القلاع والحصون التي‮ ‬قام الإمام أحمد ببنائها بهدف احتجاز واعتقال وملاحقة المناضلين المناوئين لفترة حكمه مثل إدارة الفتوح‮ (‬إدارة الأمن والمرور حاليا‮) ‬إضافة الى حامية في‮ ‬شارع صنعاء جوار البنك المركزي‮ ‬حاليا وتستخدم الآن‮ (‬قسم شرطة الداعري‮) ‬وكانت هذه القلعة أو الحامية خارج مدينة الحديدة في‮ ‬حينها‮ .. ‬وحامية أخرى في‮ ‬مدينة التعاون وهي‮ ‬قلعة جوار المنازل التي‮ ‬قام الروس ببنائها ولا تزال آثار هذه القرية موجودة الى‮ ‬يومنا هذا‮..‬
وحامية أخرى في‮ ‬حارة القلعة‮ (‬وسط شارع الحمدي‮) ‬ولا‮ ‬يوجد لها أي‮ ‬أثر حيث لم‮ ‬يتم الحفاظ عليها من قبل الدولة كما أن العمران والاستحداثات طمست بعض المعالم وتم بناء البعض على أنقاضها‮.‬
كل تلك المعالم والقلاع تدل على اهتمام الإمام بالمعتقلات وإن كان بعضها بناه الاتراك‮ ‬إلا أن الحكم الإمامي‮ ‬قد استفاد من تلك المباني‮.‬

حكاية أمكنه
عبد الرحمن مراد

قد يعجبك ايضا