
حوار / محمد عبدالسلام –
الثورة انتصرت لليمن واليمنيين.. وأعادت للإنسان حريته وكرامته المسلوبة
إذاعة تعز أوصلت صوت الثورة .. وشكلت سبباٍ هاماٍ لمواصلة الدفاع عنها
برنامج (صوت الجنوب الثائر)ألهب الحماس وحفز الناس حتى نيل الاستقلال
الإذاعة كانت الصوت الشجاع لحصار السبعين يوماٍ .. وأججت روح المقاومة
أغنية (جمهورية ومن قرح يقرح ) أزعجت المرتزقة .. وانتصرت للثورة والثوار
حوار / محمد عبدالسلام
> إذاعة تعز صوت الثورة الهادر الذي ألهب حماس الجماهير إلى جانب إذاعة صنعاء رغم أن ميلادها جاء بعد الثورة لتواكب هذا الحدث التاريخي الهام وتعبر عنه .. وكان لقربها من الشطر الجنوبي المحتل بمثابة الحافز المهم والدافع الأكبر لتأجيج ثورة 14 أكتوبر عام 1963 حتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م من خلال البرامج الحماسية التي كانت تبثها .. وقد أدت دورها بكفاءة ونجاح وكانت تشكل احد أهم أسباب الوهج الحماسي والجماهيري وهو ما يؤكده الأخ المناضل / عبده علي الحاج احد كوادر إذاعة تعز منذ تأسيسها والذي تحدث عن أشياء مهمة عن الإذاعة ودورها في الثورة وحماية الجمهورية الوليدة في الحوار التالي :
> متى بدأ العمل بإذاعة تعز¿
- لقد تم تأسيس إذاعة تعز لإيصال صوت الثورة الوليدة إلى جميع إنحاء الوطن اليمني . وبدأت تجارب إرسال الإذاعة خلال عام 1383 هـ/ 1963 م ودْشن العمل رسمياٍ فيها في صفر 1384 هـ/ يوليو 1964 م وكان هذا الحدث الهام مقلقاٍ للملكيين كونه شكل أداة أخرى لتحفيز الناس وتشجيعهم على الدفاع عن العهد الجديد وتوعية الناس بذلك وضرورة البناء إلى جانب الدفاع عن الثورة التي تعتبر أهم المكتسبات التي جاءت بعد التضحية بالدماء الزكية وكان العمل في البداية متواضعاٍ لكنه كان له الأثر الكبير في نفوس الناس وكانوا يتابعون كل ما يذاع في هذه الإذاعة ويتفاعلون معه .
> ماذا عن دور الإذاعة في الثورة ¿
- لقد كان إنشاء إذاعة تعز قرارا سياسيا في المقام الأول وذلك لتكون بديلا لمحطة صنعاء في حالة إذا ما استولي الملكيون عليها باعتبار إن صنعاء محاصرة من الملكيين كما إن بث إذاعة صنعاء في ذلك الوقت لم يكن مسموعا بوضوح في المناطق الوسطي الجنوبية من البلاد وهو الأمر الذي استدعي إنشاء مثل هذا الإذاعة لاسيما إن من أهدافها الرئيسية دعم الثورة المسلحة التي اشتعلت في الجنوب عام 1963ضد الاحتلال البريطاني والأنظمة السلاطينية القائمة آنذاك .
ومن أشهر برامجها أثناء الكفاح المسلح برنامج (صوت الجنوب الثائر) وهو برنامج يومي مدته نصف ساعة استمر بثه منذ عام 1383 هـ/ 1963 م وحتى انتصار ثورة أكتوبر في 30 نوفمبر 1967 / 27 شعبان 1387هـ ـ وقد أسهم هذا البرنامج في تأجيج أوار الثورة وإيصال صوتها إلى مختلف مناطق الوطن اليمني .
كما لعبت الإذاعة دورا بارزا في إعلان الثورة وانطلاقا من المفهوم فان دور الإذاعة في المعارك الوطنية هاما جدا .وكانت تعز مركز الدعم والانطلاق والتجمع لا بطال من الفدائيين
وكانت لإذاعة تعز الدور الرائد في حصار السبعين يوما الذي تعرضت له العاصمة صنعاء علي يد القوي الملكية والرجعية فكانت الصوت الشجاع والمعبر عن موقف الثورة اليمنية ونظامها الجمهوري الوليد مدي سهامها الفاعل في تأجيج روح المقاومة الوطنية .
> صف لنا مشهد عشية الثورة ¿
- سمعنا قصف الدبابات علي قصر البشائر عشية الثورة و تأتي عظمة انتصار ثورة سبتمبر في خدمة الإنسان اليمني وحطمت قيود التخلف وأنهت عهود العبودية الإمامة والاهم من ذلك إن الثورة اليمنية أعادت للإنسان اليمني كرامته وحريته وحقه المسلوب وقد كان الناس قبل الثورة في حالة يرثى لها وكان مستعدون لتقديم الغالي والنفيس من أجل التخلص من هذا النظام الذي جثم على صدورهم لعقود والدليل على ذلك انه ما إن قامت الثورة حتى تقاطر الناس من كل مكان من أجل الدفاع عن الثورة والجمهورية حتى كتب لها النجاح وكان للكلمة
والأنشودة والقصيدة والخطاب والشعارات الحماسية من الإذاعة دور في دفع الناس للانخراط في أفواج المتطوعين للدفاع عن الثورة المباركة وجمهوريتهم الوليدة .
> من كان يعمل إلى جانبكم وماهي البرامج التي كانت تقدم ¿
- كان عدد العاملين في إذاعة تعز منذ التأسيس لايتجاوز عدد الأصابع وكان يعمل معنا خبراء مصريين من مهندسين ومذيعون وجميع من عمل معنا قد تم تكريمهم بأوسمة كمناضلين للثورة اليمنية وكتب لإذاعة تعز النجاح في تحقيق أهدافها رغم كافة الإمكانيات المتواضعة جدا التي كانت تعمل بها وللدلالة علي ذلك يمكنني القول إن إذاعة تعز بدأت العمل بأربع مسجلات اثنتين منها في مركز الإرسال في الحوبان واثنتين منها في احدي غرف دار الضيافة في النقطة الرابعة في تعز.
> ذكرياتكم عن هذه الفترة وما الذي كان يثير حنق الملكيين من الإذاعة ¿
- اذكر إن ما كانت تبثه الإذاعة في ذلك الوقت كان يثير أعداء الثورة من الملكيين الإمامين المرتزقة وكانت تلك سياسية إعلامية حكيمة من وزير الإعلام الأستاذ محمد عبده نعمان ومدير الإذاعة عبدالله حمران عندما وجهونا بإذاعة الأناشيد الحماسية للثورة .. ومنها مثلاٍ « ثورة ثورة جمهورية ومن قرح يقرح «