
إعداد / شوقي العباسي –
خمسون عاما مضت على قيام الثورة اليمنية منذ اندلاع شرارتها الأولى في الـ26 من سبتمبر عام 1962م حيث مثلت حدثاٍ تاريخياٍ بارزاٍ هز كل أرجاء الجزيرة العربية والعالم العربي ودارت حولها الكثير من التكهنات والأقاويل والمزاعم عن نجاحها أو فشلها إلا أنها مضت واكتسحت الألغام التي زرعت في طريقها وقد نجحت الثورة وواصلت مسيرة البناء والتعمير والتعليم والتغيير في كل مناحي الحياة. في الوقت نفسه الذي دافعت فيه عن كيانها من بقايا الحكم البائد والذين كانوا يؤيدونهم.
عقب قيام الثورة الخالدة في السادس والعشرين من سبتمبر توجهت الأنظار إليها لمتابعة هذا الحدث الذي وصفته معظم وسائل الإعلام بالعظيم والمفاجئ وكانت لهذه الوسائل تناولاتها وتغطيتها للحدث مستقلة من حيث الرؤية ونقله أو من حيث الحدث ومدلولاته وكانت إذاعة صنعاء وما بثته من بلاغات وبيانات وأخبار هي مصدر هام وأول لمعظم وكالات الأنباء والصحف العربية والعالمية.
وسائل الإعلام العربية والعالمية أجمعت على نجاح الثورة ومراحل الإعداد التي سبقت تفجيرها وموعد إعلانها لتخلص الشعب اليمني من نظام رجعي متخلف حيث تناولت وسائل الإعلام التضحيات الجسيمة والبطولية التي قدمها أبناء الوطن منذ الإرهاصات الأولى لقيام الثورة والمحاولات المستمرة والمتجددة التي قام بها الثوار الأحرار لقلب النظام الاستبدادي في الأربعينيات والخمسينيات والتي لم يكتب لها النجاح حتى تحقق نصر الثورة في 26 سبتمبر 1962م في تلاحم رائع وحميم جسده أبناء الوطن في الدفاع عن الثورة ونصرتها.
إعداد / شوقي العباسي
رفع الروح المعنوية وشحذ الهمم
وسائل الإعلام العربية العالمية هدفت من خلال تناولها لأخبار الثورة في اليمن إلى رفع الروح المعنوية وشحذ الهمم لاستكمال ما تبقى من مشروع توثيق الثورة اليمنية بصورة لا تحتمل التحريف أو التأويل وقد أجمعت وسائل الإعلام تلك على نجاح الثورة ومراحل الإعداد التي سبقت تفجيرها وموعد إعلانها لتخلص الشعب اليمني من نظام متخلف وكانت الكثير من وسائل الإعلام العربية والدولية سجلت أحداث ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة وعلى وجه خاص الصحافة المصرية التي كانت تترجم روح التضامن والدعم اللامحدود لنجاح ثورة اليمن حيث أصدرت الصحف المصرية والعربية التي صدرت منذ 26سبتمبر 1962م وحتى نهاية شهر أكتوبر من العام نفسه وثائق منشورة عن الثورة وأحداث ليلة الثورة والأيام التالية لقيامها وكانت بمثابة بانوراما تاريخية فريدة خلصت في النهاية إلى حقيقة أن ثورة 26سبتمبر أخرجت اليمن من عهود الظلام وقيود العبودية إلى النور والتحرر.
ملحمة تسجلها الصحف المصرية
أنها ملحمة سجلتها صحف الأهرام والأخبار والمساء ومجلات المصور وروز اليوسف وأخر ساعة وأخبار اليوم وغيرها عندما توقف التاريخ يوم 26سبتمبر 1962م ليشهد بإجلال وخشوع موقعة التخلص من نظام رجعي ظالم أدخل اليمن في نفق مظلم .
في يوم 27سبتمبر 1962م صدرت صحيفة المساء المصرية بعنوان كبير يقول “ثورة في اليمن.. الثوار يعلنون الجمهورية ويقولون انهم تخلصوا من الإمام البدر”وفي يوم 28 سبتمبر خرجت صحيفة “الجمهورية: المصرية بمانشيتات عريضة تقول : اعلان الجمهورية في اليمن.. الجيش يحاصر قصر الإمام ويضربه بالمدافع ويهدمه على من فيه البلاغ رقم واحد يعلن: قامت الثورة لتحقيق الحرية والعدالة والوحدة العربية بيانات الثورة تذاع باسم القيادة العليا للجيش اليمني كما نشرت الصحيفة بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بيومين موضوعا حمل عنوان (أسرار ثورة اليمن) حاولت كشف الحقيقة التي أسقطها الإمام البدر في الأيام العشرة التي تولى فيها الحكم وتطرقت لمظالم 300 إمام.. قضت على الملكية المستبدة لتحل محلها جمهورية الشعب الجمهورية اليمنية وإنهاء حكم الملكية الغارقة في ظلام الاستبداد والتخلف في الانعزال عن ركب الحياة ومضت الصحيفة في سردها لأحداث الثورة فذكرت ما عانى منه الشعب اليمني والواقع الدامي الذي عاشه هذا الشعب وتطرقت الى جانب من معالم المعركة الضارية منذ عام 1919 حتى الآن حتى يرى الشعب العربي صورة محددة نسبيا.
وجاء في تفاصيل الخبر الذي كتبته وكالة انباء الشرق الأوسط ان ثورة قامت في اليمن وأعلن الثوار قيام جمهورية اليمن الحرة احتلوا مبنى الاذاعة في صنعاء واعلنوا من راديو صنعاء انهم تخلصوا من الامام محمد البدر
إلى ذلك نشرت صحيفة الأخبار في 30 سبتمبر تحت عنوان : عبدالناصر يعلن الوقوف مع شعب اليمن كما صدرت جريدة الأهرام في 30 سبتمبر 1962 بمانشيت عريض يقول: اعترفت القاهرة رسمياٍ بحكومة الثورة في اليمن.. برقيات متبادلة بين السلال قائد الثورة وجمال عبدالناصر.. القوى الرجعية والاستعمارية في المنطقة تحاول نسج مؤامراتها حول الثورة الجديدة.
كما نشرت الصحيفة بتاريخ 30/9/1962م نص البرقيات المتبادلة بين الرئيس عبدالله السلال والرئيس جمال عبدالناصر تحت عنوان” تفاصيل ثورة أحرار اليمن ضد الإمام “نشرت صحيفة المساء تحقيقا شاملا عن الثورة اليمنية وأبرزت الصحيفة عددا من العناوين البارزة التي تصدرت الموضوع منها: الإمام يشكل لجنة رباعية لمحاكمة 379 طالبا ويأمر بإصدار أحكام قاسية لإرهاب الشعب.. والمظاهرات تحطم مبنى وزارة المعارف وتهاجم “المفوضية السعودية ومقر القائم بالأعمال العراقي.. والقبائل تثور ضد الإمام بسب غدره بالزعماء الهاربين وإلقائهم في السجون بعد منحهم الأمان.
وتحت عنوان فرعي “رواية القادمين من اليمن” قالت الصحيفة أكد القادمون الى عدن من اليمن أن السجون اليمنية لم تشهد من قبل مثل هذا العدد الضخم من الشباب الذين وجهت إليهم تهمة التظاهر وأكدوا أن حالة المعتقلين الصحية قد ساءت ووصلت الى حد التدهور بسبب رداءة السجون ورداءة الأغذية التي تقدم لهم وامتلائها بالمرض والحشرات وأنه لا توجد أية رعاية طبية في هذه السجون.
مجلة روز اليوسف نشرت موضوعاٍ في الأول من أكتوبر 1962 بقلم الصحفي جمال حمدي بعنوان أسرار ثورة اليمن الثورة قامت قبل موعدها بأربعة أيام وأكد الموضوع أن الثورة اليمنية لم تكن مفاجأة بل سبقتها عمليات تمهيدية وسارت طبقاٍ لخطة موضوعة.
أما صحيفة المساء المصرية وتحت عنوان “ثورة في اليمن.. الثوار يعلنون الجمهورية بها ويقولون أنهم تخلصوا من الإمام البدر” جاء في الخبر: قامت ثورة في اليمن وأعلن الثوار قيام (جمهورية اليمن الحرة) واحتلوا مبنى الإذاعة في صنعاء وأعلنوا من راديو صنعاء أنهم تخلصوا من الإمام محمد البدر وأذاع راديو صنعاء أن جيش الثورة اليمني قد تخلص من الاستبداد وأعلن قيام جمهورية في البلاد.
اليمن السعيد يقهر الشقاء
وتحت عنوان “اليمن السعيد يقهر الشقاء” نشرت مجلة المصور في 5 أكتوبر 1962م في صفحتها الأولى: هذه هي صنعاء عاصمة أئمة اليمن منذ ألف سنة.. وجاء ضمن الموضوع: استقبلت صنعاء صباح الثورة وعيناها مفتوحتان على الحدث العظيم المدهش الذي سحق الطغيان والتف الشعب في الشوارع حول الجيش الباسل الذي حطم الطغيان بعد أن استقر في اليمن وفي 2 نوفمبر 1962م بدأت الصحف تتحدث عن معارك عسكرية على حدود اليمن وأكدت أن قوات اليمن سحقت المرتزقة.
وقالت صحيفة “الأهرام” في 3 نوفمبر أن المرأة اليمنية ظهرت لأول مرة في مظاهرة شعبية.. حيث اشتركت النساء في حشود كبيرة من المطار إلى مدينة تعز لاستقبال الزعيم عبدالله السلال واشتركت النساء في ترديد الهتافات المرحبة به.
الى ذلك تناولت الصحف المغربية أخبار الثورة اليمنية حيث علقت صحيفة التحرير المغربية على الموقف في اليمن فقالت: أن شعب اليمن عاش حياة بدائية منذ مئات السنين وكان انفجاراٍ طبيعياٍ وضرورياٍ.
الصحف السورية وتناولها للثورة اليمنية
الصحف السورية كان لها دور بارز في تناول أخبار الثورة اليمنية الخالدة حيث قالت صحيفة النصر في 5 أكتوبر 1962م أن جمهورية اليمن تشكر سورية على موقفها المشرف من دعم ثورة اليمن ونشرت صحيفة الأخبار في 5 أكتوبر رسالة من عبدالناصر إلى الزعيم السلال وقالت: القاهرة نفذت ميثاق جدة منذ اللحظة الأولى لثورة اليمن و يعتبر الميثاق اي عدوان على اليمن عدواناٍ على الجمهورية العربية المتحدة وفي نفس العدد نشرت الأخبار تحت عنوان كل شيء هادئ أن وزارة الخارجية البريطانية تلقت رسالة من كريستوفر جاندي -الوزير البريطاني المفوض في اليمن- قال فيها ان كل شيء هادئ في تعز عاصمة اليمن الثانية.
وتحت عنوان “كيف استولت الثورة اليمنية على إذاعة صنعاء” كتبت صحيفة الأخبار نقلاٍ عن محسن العيني -وزير الخارجية- في 5 أكتوبر 1962م قوله أن العمليات العسكرية ليلة الثورة تمت في هدوء وسرعةكما نشرت صحيفة الأخبار في 9 أكتوبر 1962م ان راديو لندن يعترف بانتصار ثورة اليمن أما صحيفة الصدى العام نشرت في 6 أكتوبر 1962م موضوعاٍ طريفاٍ قالت فيه أن ثورة قامت ضد الثورة في اليمن.
إلى ذلك نشرت صحيفة الأخبار في 9 أكتوبر عنوان موضوع “كل شيء في اليمن يدل على انتصار الثوار”.. ومما جاء فيه: انتصرت الثورة الهادئة التي قام بها الزعيم عبدالله السلال في اليمن وكانت هذه أول عبارة في التحقيق الصحفي الذي بعث به الصحفي البريطاني رونالد باتشيلود من قلب اليمن وكان رونالد – مراسل وكالة رويتر للأنباء- أول صحفي غربي يدخل اليمن بعد الثورة ومعه خمسة صحفيين آخرين وضمن التحقيق تحدث السلال إلى الوفد الصحفي وقال لهم ان ثورة 26سبتمبر استغرقت 10 ساعات فقط لإتمامها.
وفي 31 أكتوبر 1962م نشرت “الأخبار” نبأ ميثاق لقبائل اليمن لتأييد الثورة جاء فيه أنه تم وضع ميثاق بين القبائل القاطنة في شرق اليمن وعددها 12 قبيلة تنتشر من صنعاء حتى مأرب على تأييد الثورة تأييداٍ مطلقاٍ وتقديم المعونات اللازمة لها في مختلف المجالات.
الصحف اللبنانية وثورة اليمن
الصحف اللبنانية تناولت أخبار ثورة اليمن وإعلان الجمهورية في اليمن واحتلت أخبارها الصفحات الأولى ففي صحيفة الجديدة: قالت أن ثورة اليمن هي أخطر مما يبدو لا بالنسبة إلى اليمن وحدها وهي علي ما هي عليه من التخلف وقلة التفاعل مع أوساط الدول العربية بل هي خطيرة بالعدوى التي يمكن ان تسببها إلى مناطق أخرى.
إلى ذلك قالت صحيفة الأنوار لا نخال أحداٍ يأسف على العهد الذي ولى في اليمن إلا الذين كانوا يعتبرونه بمثابة دعامة للمرجعيات في بعض البلاد العربية.
اماصحيفة الشعب اللبنانية فكتبت وعلى صدر صفحاتها إذا لم يكن لثورة اليمن من مغزى سوى أنه كشف للعالم شعباٍ يعيش ويحيا أذن لكفى ولقد كانت اليمن أشبه بصحراء مجدبة فإذا الانقلاب يحيل جدبها اخضرارا وصحراءها واحة وقالت صحيفة النهار: أعلنت الأنباء ولا تزال تعلن قيام الجمهورية العربية اليمنية على أنقاض نظام ملكي منحرف في تخلفه إلى حد التندر به ومنحرف في استقلاليته إلى حد أن أبطال الجمهورية سيتهمونه بكل شيء إلا بوطنيته.
وأشارت الصحيفة إلى الجمهوريات التي قامت خلال السنوات العشر الأخيرة في العالم العربي على أنقاض النظام الملكي في مصر وتونس والعراق وإلى وجود ظاهرة واحدة مشتركة هي الجيش كقوة ثورية تقدم نفسها بديلاٍ أو حلاٍ أو منقذاٍ.
الصحف الأجنبية
صحيفة التايمز اللندنية قالت في مقالها الافتتاحي عن الثورة اليمنية أن نموذج الثورة اليمنية أصبح عادياٍ في العالم العربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. وأضافت أن كل ما يمكن قوله عن اليمن هو ان تلك الثورة قد وصلت إلى المرحلة الأولى من العمليات الثورية ولقد كانت الثورة كامنة هناك منذ أمد وقد تمكن الأمام أحمد دائماٍ من صدها وإرغامها على اتباع طرقها القديمة.. غير أن ذلك الإمام لم يعد له وجود هناك وأشارت الصحيفة إلى أن الثورة لم تحرز نجاحاٍ أولياٍ ولو على النطاق المحلي فإن اليمن ستواجه فترة من الفوضى.. وستكون لدى الغرباء فرصة للصيد في هذه المياه وان العسكريين الذين استولوا على محطة الإذاعة إذا ما واجهوا صعوبات سينطلقون إلى مصر لكي تمدهم بشيء أكبر من التأييد والتشجيعوقالت الصحيفة وعلى الرغم من أن عدن الواقعة على الجانب الآخر من الحدود ليست أقل اهتماماٍ بمراقبة الوضع فإنها غير راغبة في أي تدخل من جانبها مهما يكن شكل الحكومة التي تختارها اليمن لنفسها.
صحيفة”الصانداي تايمز” البريطانية قولها أن فرص إعادة الحكم الملكي الى اليمن أخذت تتضاءل يوماٍ بعد يوم وقالت ان الامل ضئيل امام تحقيق أمنية الأمير الحسن الذي أعلن انه الوريث الشرعي لعرش اليمن.
أما صحيفة الجارديان فقالت في مقالها الافتتاحي عقب إعلان ثورة 26 سبتمبر 1962م ليست هناك حكومة تواجه مخاطر تزيد عن تلك التي تواجهها حكومة تحاول ان تفك قيود استبداد سابق.. وبالإضافة إلى ذلك فإن ثورة الجيش بدلاٍ من أن تكون عبارة عن ردود الفعل المنعزله لإجراءات لا يرتضيها كبار الضباط تبدو وكأنها قد أعدت بمهارة سلفاٍ بحيث تكون ثورة بمعناها الصحيح إذ ان زعماءها قرروا أنهم يريدون النظام الجمهوري واعدوا خططهم على هذا الأساس.
وفي نبأ لوكالة رويترز عن عدن أن الثوار أذاعوا من راديو صنعاء أن الثورة أقامت جمهورية اليمن الحرة وأن الثوار قد تخلصوا من الإمام محمد البدر الذي خلف والده الراحل الإمام احمد وجاء في نبأ عاجل من راديو صنعاء أن تعز تؤيد الجمهورية اليمنية التي قامت في اليمن وقالت وكالة رويتر أن الحديدة أعلنت أيضا تأييدها للثورة التي قامت في صنعاء وتأييد قيام الجمهورية اليمنية كما قالت الوكالة أن مظاهرات وطنية كانت قد قامت في يوم 10 أغسطس الماضي ضد الإمام احمد وأن البوليس أطلق النار على الثوار فقتل عددا كبيرا.
اعتراف بريطانيا وأمريكا
صحيفة “المساء” نشرت في 18 أكتوبر 1962م أن صحيفة “الجارديان” تدعو بريطانيا للاعتراف بحكومة الثورة اليمنية. المراسلون الأجانب اجمعوا على أن الحكومة مسيطرة تماماٍ على الموقف.
وأشارت “الجارديان” إلى أن الأسابيع التي مرت على قيام الثورة في اليمن لم يسمع احد حتى الآن عن قيام القبائل الزيدية التي زعموا أنها تؤيد الإمام السابق بأي تمرد ضد الحكومة الجمهوريةمضيفةٍ بأن المراسلين الأجانب الذين لم يسمح لهم في العهد الملكي بزيارة اليمن قد دخلوا هذه البلاد وشاهدوا الأحداث الجارية هناك وهم يجمعون على أن حكومة الزعيم السلال مسيطرة تماماٍ على الموقف.
وفي 20 أكتوبر 1962م نشرت صحيفة “أخبار اليوم” المصرية أن أمريكا تبحث الاعتراف بحكومة اليمن وان الزعيم عبدالله السلال استقبل أمس القائم بالأعمال الأمريكي في اليمن حوالي نصف ساعة والذي أبلغه أن حكومته تبحث موضوع الاعتراف بالوضع الجديد في اليمن وانه يأمل أن يتم هذا الاعتراف قريباٍ.
وفي نفس العدد جاء خبر آخر يقول أن العمليات العسكرية مستمرة في اليمن.. القوات اليمنية تسيطر سيطرة تامة على منطقة الجوفوفي خبر ثالث في نفس العدد من “أخبار”اليوم” يقول: السلال يعلن أن قوات الجمهورية العربية المتحدة تشترك في حماية اليمن وفيه: لقد استعنا بالجمهورية العربية المتحدة وبجمال عبدالناصر الذي بذل جهده لحماية الثورة وقد جاءتنا قوات كثيرة ضاربة لحماية بلدنا من كل معتد إلى جانب جيشنا إننا استعنا بإخواننا العرب لا بالأمريكيين ولا البريطانيين.. وفي تاريخ 21 أكتوبر 1962م نشرت صحيفة “الأخبار” أن قوات جديدة من الجمهورية العربية المتحدة وصلت إلى اليمن وستقوم هذه القوات بحماية الجمهورية اليمنية من تدخل القوات الرجعية.
قدر محتوم للتغير
في الأخير يمكن القول أن الاحتفال بالذكرى الخمسين لثورة السادس عشر من سبتمبر الخالدة هذا العام يحمل في طياته معنى أن اليمن كان على موعد وقدر محتوم لتغيير الوضع المأساوي الذي كان يعيشه وتصحيح مساره التاريخي العريق تلك الثورة التي ارادت انتشال اليمن من عصر الحرمان والقهر والنسيان إلى عصر الانفتاح على العالم بأسره ليحتل فيه اليمن مكانه في مصاف الدول المتقدمة.. وكان للقوات المسلحة وأبطالها الميامين الدور الرئيس والأساس في اندلاع الثورة والدفاع عنها وتحقيق أهدافها السامية في كل الميادين.
كما كان لوسائل الإعلام العربية والعالمية دور هام في دعم ومساندة هذا الحدث الكبير الذي تناقلته تلك الوسائل مشيدة بالتغيير الذي حصل في اليمن من اجل التخلص من الاستبداد والظلم الذي عانى منه الشعب اليمني لعقود مضت.