النقطة الرابعة .. مسمار الرئيس الأمريكي هاري ترومان في تعز


عباس السيد –
استخدمها الأمريكيون غطاء لأهدافهم واستغلها القوميون لمواجهة الإمام والغرب

بعد نجاحه بتولي الرئاسة الأمريكية لفترة ثانية حدد الرئيس الأمريكي هاري ترومان سياسة بلاده الخارجية في أربع نقاط أساسية أعلنها في خطابه الافتتاحي الذي ألقاه في 20 يناير 1949م . وقد كانت النقاط الأربع تهدف إلى زيادة النفوذ الأمريكي في العالم في مواجهة المد السوفيتي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبدء مرحلة جديدة من المواجهة بين المعسكرين ـ الشرقي والغربي ـ عرفت بالحرب الباردة .
وقد تضمنت النقطة الأولى في برنامج الرئيس ترومان الاستمرار في دعم هيئة الأمم المتحدة وزيادة فاعليتها وتأثيرها في السياسة العالمية .
فيما تضمنت النقطة الثانية مواصلة برامج تحسين الاقتصاد العالمي عن طريق دعم الاقتصاد الأوروبي وإزالة العوائق التي تحد من التجارة العالمية في حين ركزت النقطة الثالثة على دعم الولايات المتحدة لحرية الشعوب وحمايتها من مخاطر الاعتداءات وتقديم الخبرات والوسائل العسكرية اللازمة .
وقد كانت النقطة الرابعة “” Point Four Program في برنامج الرئيس هاري ترومان هي الأهم والأكثر تأثيرا في السياسة الخارجية حيث تضمنت أفكارا ووسائل جديدة مكنت الولايات المتحدة من زيادة نفوذها وتدخلها في دول العالم المختلفة من خلال سلسلة من برامج المساعدات الغذائية والصحية ومشاريع البنى التحتية كالمياه والطرقات وغيرها ولهذا الغرض افتتحت مكاتب حملت اسم ” النقطة الرابعة ” في العديد من دول العالم وأسند إليها تنفيذ تلك البرامج المخصصة للدول النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وقد أْقر البرنامج من قبل الكونغرس الأمريكي في 5 يونيو 1950م وخصص له مبلغ 25 مليون دولار أمريكي للسنة المالية 1950م كما شكلت لجنة في وزارة الخارجية الأمريكية تحت اسم مجموعة المساعدات التقنية أشرفت على البرنامج .
وقد وصف رئيس الوزراء البريطاني تشرشل الرئيس الأمريكي هاري ترومان بأنه قائد عظيم حيث قال : لقد استطاع ترومان حماية الحضارة الغربية عبر سياساته الخارجية التي تضمنت ” برامج النقطة الرابعة “

النقطة الرابعة في تعز
تأسست النقطة الرابعة في تعز عام 1958 م وتولت تنفيذ عدد من المشروعات في مجال المياه والطرقات والصحة بالإضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية ومن أهم المشاريع التي نفذتها النقطة الرابعة مشروع مياه تعز والذي لا يزال الناس من كبار السن في تعز يتذكرونه ويسمونه ” مشروع مياه كندي ويضيفون : الله يرحمه ” وكان الرئيس الأمريكي الديمقراطي جون كندى قد أعاد إحياء برامج النقطة الرابعة بعكس سلفه الديمقراطي إيزنهاور الذي خلف ترومان .
كما يعد مشروع طريق تعز ـ المخا من أهم مشروعات الطرق التي نفذتها النقطة وقد كانت تدير أعمالها من المبنى الذي استأجرته من رجل الأعمال والمناضل الوطني عبد الغني مطهر وظل المكان يعرف بنفس الاسم حتى بعد إلغاء النقطة الرابعة وتحول وظيفة المبنى إلى مرفق صحي باسم ” المستشفى اليمني السويدي للأمومة والطفولة قبل أن يتم هدم المبنى القديم وإعادة بنائه على ما هو عليه الآن ويضم المبنى حاليا المركز الوطني لمكافحة السرطان إلى جانب المستشفى السويدي الألماني .
عودة إلى الخمسينيات
قبل ذلك كان قلق الأمريكيين مشتعلا من توسع المد السوفيتي في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وكانت الولايات المتحدة تشعر أن اليمن ـ هو الآخر ـ يكاد أن يلتحق تماماٍ بالمعسكر السوفيتي وخصوصا بعد تعزيز العلاقات اليمنية السوفيتية لتشمل مجالات عديدة كما أن بعض المسؤولين في اليمن كانوا يجاهرون بانحيازهم للمعسكر الشرقي وكان ولي العهد ” محمد البدر ” متهما بالاشتراكية من قبل النخب والدوائر السياسية في الغرب وفي خطاب له بمدينة الحديدة في فبراير 1958م عقب عودته من زيارة شملت عددا من دول أوروبا الشرقية والصين اعلن البدر صراحة عزم اليمن على تعزيز علاقاتها مع الدول الإشتراكية التي قال أنها دولا غير استعمارية وتقدم مساعداتها دون شروط وأورد في خطابه تفاصيلا لزيارته إلى الصين وتشيكوسلوفاكيا وأبدى إعجابه بمستوى التطور الذي حققته الصين التي عانت من الاستعمار أسوة بالدول العربية وكان البدر قد وقع خلال تلك الزيارة عددا من الاتفاقيات من بينها إنشاء مصنع الغزل والنسيج في صنعاء وآخر لصناعة الزجاج . كما جاء في صحيفة النصر عدد فبراير ومارس 1958م.
في حين كانت الولايات المتحدة تراهن على ” سيف الإسلام عبد الله ” الذي عين مندوبا لليمن في الأمم المتحدة والذي كان يعلن أن لا بديل لليمن من التعاون مع الولايات المتحدة والإتفاق معها للتنقيب على النفط كي يخرج اليمن من حياة العزلة والتخلف إلى مصاف الدول المتحضرة ولكن الولايات المتحدة فقدت هذا الحليف بعد إعدامه في حجة على إثر الانقلاب الذي قاده ضد أخيه الإمام أحمد عام 1955م في تعز.
وكان الإمام يحيى قد وقع معاهدة مع الإتحاد السوفيتي عام 1928م وسميت ” معاهدة الودية والصداقية والتجارية ” وفي أواخر العشرينات حاولت الولايات المتحدة الحصول على موطئ قدم في اليمن حيث أرسلت بعثة لغرض التنقيب عن النفط ولكن هاجس الإمام وخوفه من الغرب جعله يرفض العرض الأمريكي فانتقلت البعثة الى المملكة السعودية وأسست ما بات يعرف لاحقا باسم ” أرامكو”
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وبدأ الحرب الباردة بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي كررت الولايات المتحدة المحاولة مرة أخرى غير أنها لم تحصل سوى على اتفاقية قنصلية تجارية وقعت في 4 مايو 1946م.
وبعد مقتل الإمام يحي وتولي نجله أحمد مقاليد السلطة في اليمن عاودت الولايات المتحدة قرع الأبواب اليمنية من جديد وبإصرار وكان أهم إنجاز حققته في عهده هو دخول ” النقطة الرابعة ” التي كان همها معقودا على كسب ثقة اسرة الإمام وحاشيته من كبار المسؤولين .
تنظيم سري للعمال
استوعبت مشروعات النقطة الرابعة في تعز كثيراٍ من العمال وخصوصا في مشروعات الطرقات بما في ذلك العمال والكوادر القادمة من عدن سواء أولئك الذين انتقلوا إلى تعز طواعية أو الذين تم ترحيلهم من قبل الاحتلال البريطاني وقد وصل عددهم خلال 1958م نحو 240 عاملاٍ.
وقد شهدت النقطة الرابعة تشكيل واحدة من أهم الخلايا السرية للحركة العمالية في اليمن وذلك في إطار القطاع الإداري لمشروع الطرقات التابع للنقطة وكان هذه الخلية على ارتباط وثيق بحركة القوميين العرب وكان على رأسهم المناضل عبد الله محمد ثابت سيف على مقبل حسن الجراش ناشرحمامة ومحمد الفلسطيني وقد استمر هؤلاء في قيادة الحركة العمالية في تعز بعد تشكيل ” النقابة العامة لعمال تعز ” في مايو 1963م.
القوميون يخترقون النقطة
ويذكر سعيد الجناحي في ندوة وثائق الثورة تعز الجزء الخامس حول دور العمال المنتسبين للنقطة الرابعة ما يلي :
” كان تأثير حركة القوميين بينهم يتسع مع كل استقطاب لعضو جديد كانت القاعدة تقوم على اختيار أفضل العناصر من المنتمين إلى الطبقة الوسطى من العمال والموظفين والطلاب والحرفيين والعسكريين ويعني الاختيار استقطاب عضو طليعي لا ينتمي إلى الحركة منفردا بل يحمل معه تأثيره على من حوله في المجتمع وما يتميز به من وعي وقدرة على التطور من خلال برامج التثقيف السياسي والفكري الذي يتلقاه العضو في إطار الحركة .. من هذا المنطلق أصبح تنظيم الحركة بين عمال المشاريع والحرفيين في مستوى التأثير في المجتمع .. لذا انتقلت الحركة بنضالها إلى وضع جديد .
ففي منتصف عام 1962م أصدرت العدد الأول لنشرة (الثورة) كان صدورها استجابة لتوسع النشاط الحزبي بين العمال والطلاب والمثقفين على وجه الخصوص بهدف التوعية ولتكون النشرة نافذة لاختبار الأنصار أو من يتصل بهم وممهدة لاستقطابهم إلى الحركة.
ويضيف الجناحي : كانت الحركة قد تغلغلت بين صفوف العمال والحرفيين وخاصة بين أولئك المهاجرين العائدين أو الذين تعرضوا للنفي البريطاني من عدن إلى الشمال وكان اغلب هؤلاء عمالا فنيين سرعان ما حصلوا على العمل في المشاريع التي كانت قائمة.
شكل أعضاء الحركة من العمال نقابة سرية للمطالبة بحقوق العمال المشروعة والتي حجبها عنهم أرباب العمل – واقصد هنا النقطة الرابعة الأمريكية ومشروع مياه كندي – وأعضاء تلك النقابة هم : علي سيف مقبل عبدالله محمد ثابت حسن الجراش يحيى عبد الملك عبد الله الحرازي محمد ناشر حمامه نعمان الشريف إبراهيم شمسان حسن الطويل محمد عبد الغفور القرشي ناشر القادري علي عبد الله القباطي ابن مرجان .
كانت البداية توعية العمال بحقوقهم ثم تطور النشاط العمالي إلى مجاهرة المسئولين الأمريكان بتلك الحقوق إلا أنهم لم يستجيبوا بل كانوا يسخرون عند الحديث معهم .
بدأت خطوات تهدد بالإضراب .. وفي يوليو 1962م اضرب العمال مما أزعج الأمريكان والإمام في آن واحد .. واجه الإمام الإضراب بالتعسف فقد آمر باعتقال كل “خضعي ” واعتقل عكفة الإمام عشرة هم .. عبد الله محمد ثابت علي عبد الله القباطي نعمان الشريف حسن الطويل يحيى عبد الملك إبن مرجان عبد الله الحرازي احمد فارع النجاة إبراهيم شمسان علي الهلالي .. من الذين ربطوا إلى الأشجار في ميدان العرضي.
لقد ربط عكفة الإمام رقاب العمال في سلسلة واحدة واقتادوهم إلى سجان المقام الشريف وتعرضوا إلى الضرب المبرح بالعصي .. وفي السجن تعرض علي عبد الله القباطي الى الصلب على باب السجن بحجة انه شتم الإمام ووصف الأمر الشريف بأمر ساقط .. بعد مدة من السجن أفرج عنهم وكلف الإمام الأمير الحسن بن علي بأن يتولى معالجة أمور العمال والتوسط بينهم وبين المسئولين الأمريكان .
النقطة الرابعة والعلاقة مع الجمهورية
ويضيف الشهاري في كتابه : وقد كانت حكومة الثورة تدرك أن ” النقطة الرابعة ” التي كان مقرها في تعز ” العاصمة الثانية ” للبلاد تحولت إلى وكر خطير للتآمر على الثورة مستغلة الإمتيازات الكثيرة الممنوحة لها والأسلحة والأجهزة التي كانت تدخلها إلى البلاد سرا ومنذ سبتمبر 63 كان هناك نية لإلغاء الإتفاقية الموقعة بين حكومة الإمام والولايات المتحدة ” وكالة التنمية الأمريكية ” في 8 نوفمبر 1958م والتي أنشأت بموجبها النقطة الرابعة بعد أن تأكد قيامها بالتجسس والإتصال بالملكيين وخروج مظاهرة حاشدة في تعز تندد بالأمريكيين وتطالب بإغلاق النقطة الرابعة.
وفي مطلع ديسمبر 1966م قامت السلطات اليمنية بإعتقال عدد من موظفي النقطة الرابعة واتهمتهم بالتآمر وجمع المعلومات وتجنيد الجواسيس ضد حكومة الثورة وطلبت منها تسليم مشروعاتها إلى المسؤولين أو مغادرة البلاد كما قطعت عنها أجهزة اللاسلكي التي كانت تمتلكها وتمكنها من الإتصال بعملائها داخل وخارج البلاد .
وفي منتصف إبريل 1967م ألقت سلطات الأمن في الراهدة القبض على موظف اميركي يعمل في النقطة الرابعة كان قادما من عدن ويدعى “ريتشارد بيجاليف ” حيث عثرفي سيارته على ثلاث بنادق و 144 طلقة وبندقية خرطوشة للصيد وآلة تصوير .
وفي 25 إبريل 67 ألقت السلطات الأمنية القبض على أمريكيين يعملان في النقطة الرابعة يدعيان ” ستيف ليابس ” و ” هارولد هاتمان ” كانا قد أطلقا في نفس اليوم أربع قذائف بازوكا على مخزن للذخيرة في مدينة تعز وعلى مقر القيادة العربية والكلية الحربية وقد كان ذلك سيؤدي إلى نسف المدينة بأكملها لولا عناية الله ـ حسب بيان حكومي يمني ـ وقد أدى ذلك الحادث إلى مقتل جندى يمنن وآخر مصري وجرج مصريين آخرين .
مظاهرة جماهيرية ضد النقطة
وفي الوقت الذي خرجت فيه مظاهرة عارمة في تعز هاجمت مبنى القنصلية الأمريكية والنقطة الرابعة أتخذت الحكومة اليمنية برئاسة السلال قرارا بمحاكمة المتهمين الأمريكيين المرتكبين للحادث وطرد ” العناصر الأمريكية الخطرة ” وإلغاء الإتفاقية التي وقعت مع والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي وقعت أواخر 1958م والتي منحت بموجبها العديد من الإمتيازات حيث كان للنقطة الرابعة طائرة خاصة بها تستخدم في التنقل وتهريب الأسلحة والعملاء ـ
وجاء في بيان الحكومة : ” لقد اتضح فيما مضى أن الوكالة الأمريكية للتنمية ـ ممثلة بالنقطة الرابعة ـ كانت وراء معظم المخربين وبالرغم من أننا لفتنا نظر الحكومة الأمريكية إلى خطورة ما يقوم به أفراد هذه الهيئة إلا أنها استمرت في مخططها ” .
وأضاف بيان الحكومة اليمنية : ” إن تفتيش مبني النقطة الرابعة قد أثبت وجود طلقات بازوكا من نفس النوع المستخدم في قصف مخازن الذخيرة كما عثر في المبني على أجهزة لاسلكية غير مرخص بها وكذلك أسلحة يحظر استيرادها ” .
وأورد البيان : ” وقد خرجت مظاهرة سلمية في تعز للتنديد بالحادث خلال تشييع جثامين ضحاياه وعند مرورها من أمام مبنى الوكالة قام أفراد من المكتب بإطلاق الرصاص على المتظاهرين ولولا يقظة رجال الأمن لكانت الكارثة ” .
إلغاء الاتفاقية
واختتم البيان بإعلان عدد من الإجراءت الحازمة وقال : ” وإزاء هذه الأحداث ونظرا لما تكررمن هذه الهيئة من مخالفات صارخة تهدد أمن البلاد واستقرارها فقد قررت حكومة الجمهورية العربية اليمنية ما يلي :
أولا : إنهاء العمل بالاتفاقية المبرمة في 8 نوفمبر 1959م مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجميع الإتفاقيات والملاحق المتفرعة عنها .
ثانيا : سحب الترخيص لطائرة الهيئة .
ثالثا : إبعاد العناصر المخربة من موظفي الهيئة من أراضي الجمهورية فورا وذلك استنادا إلى حق الحكومة في اتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية لتوفير الأمن في أراضيها . رابعا : تقديم المسؤلين عن هذه الاعتداءات إلى السلطة القضائية المختصة للجمهورية طبقا للقوانين المحلية النافذة بها .
لم تعبأ الحكومة اليمنية برد الفعل الأمريكي على هذه الإجراءات والمتمثل في إعلان الولايات المتحدة لوقف مساعداتها لليمن والبالغة ثلاثة ملايين دولار وتهديدها بسحب اعترافها بحكومة الجمهورية إذا لم يتم إطلاق سراح الموظفين الأمريكيين اللذين قالت أنهما يتمتعان بالحصانة .
في حين أنكرت الحكومة اليمنية أن يكونا متمتعين بالحصانة الدبلوماسية ورفضت الإنذار الأمريكي المتعلق بسحب الاعتراف بالجمهورية . . وقال السلال : ” لقد تآمروا ولما انكشفوا أنذروا ونحن لا نقبل التآمر ولا نقبل الإنذار ” وأضاف : ” يريدون تخليص المتآمرين ولا يهتمون بمصير ضحاياهم كأنما حرية الأمريكيين ـ حتى وإن قتلوا ـ أهم من دماء الآخرين ـ حتى وإن أهدرت بالغدر والجريمة ـ ” فتاة الجزيرة 2مايو 67 7 مايو 1967 .
إزاء هذا الموقف الحازم سحب الأمريكيون تهديدهم كما سحبوا أكثر من مائة أمريكي من اليمن في الوقت الذي أطلقت فيه حكومة الثورة سراح الموظفين الأمريكيين بطلب من الحليفة مصر .. حيث أن الهدف الأساسي تحقق وهو انكشاف تآمر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ـ كما جاء في صحيفة الأهرام ـ
المراجـــــــــع :
كتاب نظرة في قضايا الثورة اليمنية للدكتور محمد علي الشهاري
سعيد احمد الجناحي ورقة في ندوة وثائق الثورة ـ تعز ـ الجزء الخامس A Chronicle of Truman’s Point Four Program
Mr. Housto – April 11, 2005 – Emily Bates – AP History

قد يعجبك ايضا