
الثورة نت / تقرير عبدالكريم مهيوب –
تحتفل دول العالم باليوم الدولي للسلام في 21سبتمبرمن كل عام وحمل شعارهذاالعام “سلام مستدام لمستقبل مستدام”حيث خصصت الجمعية العامة هذاالتاريخ لتعزيزالمثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفي مابينها.
وفي هذا العام اجتمع زعماء العالم مع المجتمع المدني والسلطات المحلية والقطاع الخاص في ريو + 20(مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتنمية المستدامة الذي عقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية) لتجديد الالتزام السياسي بتنمية مستدامة طويلة الأجل.
فلا يمكن أن يكون هناك مستقبلا مستداما بدون سلام مستدام حيث أنه لا بد من بناء السلام المستدام على أساس من التنمية المستدامة.
والأسباب الجذرية لعديد الصراع تتصل اتصالا مباشرا بالموارد الطبيعية القيمة مثل الألماس والذهب والنفظ والخشب والمياه. فإذا لم تكن هي الأسباب الجذرية المباشرة فإن هذه الموارد تزيد الأسباب الأخرى – أيا كانت – تأججا. والتعامل مع مسائل ملكية الموارد الطبيعية والسيطرة عليها وإدارتها هو أمر حاسم لصون الأمن في البلدان الخارجة من الصراع وإنعاش الاقتصاد فيها.
ويمكن لإدارة الموارد الطبيعية ادارة حسنة أن يضطلع بدور في بناء السلام المستدام في المجتمعات الخارجة من الصراع.
ويتيح اليوم الدولي للسلام للناس على الصعيد العالمي يوما مشتركا للتفكير في الكيفية التي يمكن لهم من خلالها المساهمة – على الصعيد الشخصي – في ضمان إدارة الموارد الطبيعية إدارة مستدامة وهو الأمر الذي يؤدي إلى التقليل من احتمال حدوث النزاعات وتمهيد الطريق لمستقبل مستدام .. المستقبل الذي نبتغيه.
وقد أظهرمؤشرالسلام العالمي الذي أصدرة معهد الاقتصاديات والسلام في يونيو الماضيالذي يتخذ من أسترالياوالولايات المتحدة مقراٍلةأنة وبالرغم من تصاعد الصراع في سوريا والاضطربات المدنية في اوروبا أصبح العالم أكثرسلاماٍ خلال
عام2012عن العام الماضي بعدتحسن ملحوظ في إفريقياوأنه للمرة الأولي لم تعد منطقة إفريقياجنوب الصحراء أقل مناطق العالم سلاماٍ.وفقدت هذاالتعريف الذي انتقل إلي منطقة لشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد انتفاضات الربيع العربي فقدشهدت دول مثل مدغشقروالجابون وبتسواناتحسنا ملحوظاٍ عن العام الماضي وشهدة المنطقة أيضاٍ تحسناٍ كبيراٍ في علاقات هذة الدول مع الدول المجاورة بدءاٍ من عام 2009إلى عام2012.
ويري مراقبون أن الخطوط الفاصلة بين السلام والحرب لم تعد واضحة فالسلام لم يعد يعني منع نشوب الحروب والعنف فقط بل يعني توفيربنيات تحتية فعالة على المستوي الأقتصادىوالاجتماعيوالثقافيوالسياسيلضمان استمرارالسلام كمايعني توفيرالاحتياجات الأساسية للإنسان مثل الحق في الحياة والبقاءولعيش الكريموالحريةوالهوية. ولضمان أيضااستمرارالسلام يتطلب العمل من أجل تحقيق العدالة فلا سلام بلاعدالة ولاعدالة بلا انصاف .
وحذر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الشباب حول العالم من الانزلاق إلي تيارات التطرف وذلك في رسالة وجهها إليهم بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 21 سبتمبر من كل عام.
وقال بان كي مون في بيان لمركز معلومات الأمم المتحدة بالقاهرة: نحتفل اليوم بالمناسبة السنوية لليوم العالمي للسلام وهو يوم مكرس لوقف اطلاق النار ونبذ العنف مضيفا أنه نظرا للقيمة الكبري التي يحظي بها السلام لابد من رعايته وصونه والدفاع عنه.
وتعهد كي مون بالعمل يوميا من أجل تحقيق السلام وبذل وساطته بين الخصوم والانذار بالاخطار التي تلوح بوادرها في الافق من جراء العنف في العديد من بقاع العالم.
وأضاف كي مون ان الأمم المتحدة تكرس يوم السلام هذا العام للشباب محذرا من أنهم معرضون للانزلاق مع تيارات التطرف قائلا: لذلك أدعو جميع الحكومات حول العالم ببذل المزيدمن أجل الشباب وتهيئة عالم يسوده السلام والتسامح من أجلهم.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة في المنتدى الخاص بثقافة السلام قال إنه عند النظر إلى المعاناة في العالم فإننا ندرك الحاجة الملحة لثقافة السلام.
وأشار إلى الأحداث التي تشهدها سوريا ومالي وأحداث العنف الأخيرة التي استهدفت القنصلية الأمريكية في ليبيا والأزمة الاقتصادية وتفاقم كره الأجانب وغيرها من أشكال التميير الخطيرة والقاتلة. وقال:
“في أوقات التوتر نحتاج للهدوء والعقل. إن الإرهاب والاتجار بالبشر وانتهاكات الحقوق والعنف ضد النساء يهدد ملايين المواطنين. وتتسبب الحرب في أكبر نطاق من الدمار ولكن حتى في الدول التي تنعم بالسلام فإن العنف الذي لا معنى له يحصد العديد من الأرواح”.
وأضاف السيد بان أن الضحايا الذين استمع إليهم قالوا إنهم قد أرهقوا من الحروب وإنهم غاضبون وأصبحوا فقراء بسبب قرارات الإنفاق على الأسلحة على حساب الصحة والتعليم و المستقبل وإنهم يطالبون بثقافة السلام. ولكنه أضاف:
“إن الكثيرين من صناع القرار لا يدركون هذا المنطق البسيط. فما ينفقه العالم في يوم على السلاح يشكل ضعفين ما تنفقه الأمم المتحدة على مهمتها العالمية الخاصة بالسلام وحقوق الإنسان والتنمية في عام. فقد أنفق العام الماضي ألف وسبعمائة مليار دولار على الأسلحة. إن ذلك يعد تكلفة هائلة بالنسبة للمواطنين الذين ينامون جوعى والأطفال الذين يموتون لانعدام المياه النظيفة والمزارعين الذين لا يتمكنون من حرث الأرض لأنها ملوثة بالألغام”.
وقال الأمين العام إنه جعل من نزع السلاح أولوية على جدول عمل الأمم المتحدة لخمس سنوات مشددا على الوقاية التي أضاف أنها تعنى أكثر من مجرد فصل الأطراف المتحاربة أو تهدئة التوتر وأن معالجة جذور الصراع تقتضي تعزيز فهم الإنسانية المشتركة إضافة إلى ثقافة تحترم الكرامة والحياة.