الثورة نت / تقرير / عبدالكريم مهيوب –
أن الديمقراطية قيمة عالمية تستند إلى إرادة الشعوب المعبر عنها بحرية في تحديد نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإلى مشاركتها الكاملة في جميع نواحي حياتها.
هذا ما اكدته الامم المتحدة التي اختارت تعليم الديمقراطية شعار اليوم العالمي للديمقراطية الذي بحتفى به في 15 سبتمبر من كل عام .. وتقول رغم وجود سمات مشتركة بين النظم الديمقراطية فليس ثمة نموذج وحيد للديمقراطية فأن أنشطة الأمم المتحدة دعما لجهود الحكومات الرامية إلى تعزيز الديمقراطية وتوطيدها يضطلع بها وفقا للميثاق وبناء على طلب محدد من الدول الأعضاء المعنية فقط .
وشجعت الجمعية العامة في قرارها A/62/7 (2007) الحكومات على تعزيز البرامج الوطنية المكرسة لتعزيز وتوطيد الديمقراطية بطرق منها زيادة التعاون الثنائي والإقليمي والدولي مع مراعاة النهج الابتكارية وأفضل الممارساتº كما قررت الاحتفال في 15 أيلول/سبتمبر من كل عام اعتبارا من دورتها الثانية والستين باليوم الدولي للديمقراطية الذي ينبغي لفت انتباه جميع الناس إليه للاحتفال به .
موضوع هذا العام ضروري لنجاح الديمقراطية نجاحا طويل الأمد. فجيمع المواطنين في كل الأمم يحتاجون إلى أن يفهموا حقوقهم وواجباتهم فهما كاملا خصوصا في البلدان التي شهدت مؤخرا انتقالا إلى مجتمعات أكثر ديمقراطية. وتظل أسئلة — مثل “لماذا يجب أن أصوت¿ ” و “كيف يمكنني التأثير في قادتي¿” و “ما الذي يمكنني أن أتوقعه توقعا منطقيا من المسؤولين المنتخبين¿” أو السؤال “ماهي حقوقي الدستورية¿” — في حاجة للإجابة عليها من خلال المؤسسات المدنية في الصحافة الحرة وفي الفصول الدارسية. ولا يمكن أن تظهر ثقافة ديمقراطية مستدامة إلا من خلال وجود المواطنين الواعين.
وقال الأمين العام للامم المتحدة في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية إننا ننظر اليوم إلى عام آخر حافل بالأحداث المثيرة في قصة الديمقراطية وهي قصة ما زال يكتب سطورها أناس تواقون للتمتع بالكرامة وحقوق الإنسان ووضع حد للفساد والمشاركة في صنع مستقبلهم والحصول على فرص عمل وإقامة العدل والتقاسم المنصف للسلطة السياسية.
وقصة هؤلاء ما زالت في بدايتها. فالديمقراطيات لا تولد بين عشية وضحاها وصرحها لا يْبنى في ظرف عام واحد أو من خلال انتخاب أو اثنين. بل هي عملية تتطلب عملا متواصلا ومضنيا. وهي طريق لا رجعة فيه.
واضاف : ويجب أن يكون الإصلاح حقيقيا. فالناس لا يريدون حكما تسلطيا مقنعا بقناع إنساني بل يريدون حلقة مثمرة من الحقوق والفرص في ظل سيادة القانون ومجتمعا مدنيا نابضا بالحياة وقطاعا خاصا قوامه روح المبادرة وهي عناصر ينبغي أن تكون مدعومة بمؤسسات دولة سمتها الكفاءة والمساءلة.
والحوار الشامل لجميع الأطراف أمر بالغ الأهمية. فالتنوع مصدر من مصادر القوة. لذا يجب أن نعمل على تعزيز التعددية وحماية حقوق الأقليات والفئات الضعيفة. ويجب أن تكون المرأة في صلب الجهود الرامية إلى بناء مستقبل ديمقراطي. فلطالما كانت المرأة في طليعة الحركات المطالبة بالتغيير. ولها الحق في أن تشارك مشاركة حقيقية في شؤون الحكم وصنع القرار.
وقال : يجب لأصوات الشباب أيضا أن تْسمِع وأن تجد آذانا صاغية. فالضغوط الديموغرافية الشديدة في جميع أنحاء العالم تفرض ذلك. وأمام انسداد الآفاق وعدم استجابة الحكومات سيهب الشباب لتولي زمام مستقبلهم بأنفسهم.
وثمة شرط أساسي من الشروط المسبقة لتحقيق الديمقراطية – وهو شرط لا بد منه للنجاح على المدى الطويل – ألا وهو التوعية بالديمقراطية الذي يشكل موضوع احتفال هذا العام. فهي ضرورية حتى يتسنى لجميع المواطنين في جميع الدول بما فيها الديمقراطيات الحديثة والقديمة والراسخة والهشة فهم حقوقهم ومسؤولياتهم على أكمل وجه. وهي ضرورية خصوصا في البلدان التي حققت مكاسب ديمقراطية في الآونة الأخيرة حتى لا يذهب التقدم المحرز هباء.
و أكد ان الأمم المتحدة ملتزمة التزاما راسخا بالعمل مع شركائها من أجل إعداد مبادرات عالمية ومحلية تجعل من التوعية بالديمقراطية جزءا لا يتجزأ من جميع المبادرات التثقيفية وعنصرا من عناصر استراتيجيات الحوكمة على المدى الطويل. فدعونا نقيم شراكات بين الخبراء الدوليين في مجال التثقيف والحكومات لتحديد أفضل الممارسات ونشرها. ودعونا نرسخ ثقافة المشاركة في الحياة المدنية لاستكشاف الفرص التي تتيحها وسائط الإعلام الجديدة ودعم البلدان في وضع مناهج وأساليب تدريبية في هذا المجال.
وبمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للديمقراطية هذا العاميقول مون دعونا نستخدم كل ما أوتينا من قدرات إبداعية للنهوض بهذه المهمة. ودعونا نعمل من أجل إتاحة أنشطة التوعية بالديمقراطية للجميع ولا سيما للمجتمعات التي تمر بمرحلة انتقالية وتحتاج إليها أكثر من غيرها .