سيارات النقل العام وأثرها على الحركة المرورية في أمانة العاصمة
قيس علي الأرياني –
> تعتبر وسائل النقل العام في أي مدينة في العالم هي عصب الحياة وبقدر تطورها وكفاءتها يشكل الانتقال بواسطتها رحلة ممتعة للراكب داخل المدينة وإذا لم تكن وسائل المواصلات مؤدية لغرضها بالطريقة المطلوبة فإنها تجعل حركة الركاب صعبة ولا تشجع على الانتقال عليها بل يحاول الراكب إيجاد وسيلة مواصلات عامة ومتطورة فإننا بذلك نقدم خدمة كبيرة للمجتمع ونساهم في خلق شراكة مجتمعية فاعلة.
إن وجود مواصلات عامة متطورة تجذب إليها الركاب وتساعدهم على عدم اقتناء سيارات خاصة بهم وهذا لن يتم إلا إذا كانت تحقق لهم الغرض المطلوب وتعمل على إيصالهم إلى الأماكن المطلوب الوصول إليها بيسر وسهولة وبكلفة أقل¡ أما إذا كانت وسائل المواصلات العامة غير كفؤة ومتعبة للراكب فإن اللجوء للسيارات الخاصة هو الحل لدى الراكب الذي يضطر لشراء وسيلة مواصلات خاصة به هربا من التعب الذي يلاقيه في وسائل المواصلات العامة مع ما يعني ذلك من زيادة العبء على الشوارع نتيجة لزيادة أعداد السيارات الخاصة التي تقوم بنقل راكب واحد بدلا من وسائل النقل العامة التي تنقل عددا◌ٍ كبيرا◌ٍ من الركاب.
إن الدول المتقدمة تحرص كل الحرص على أن يكون لديها وسائل مواصلات عامة ذات كفاءة عالية وتصل إلى جميع الأماكن التي يحتاج الراكب الوصول إليها وبأقل التكاليف وأسرع وقت ممكن حتى تقلل من استعمال السيارات الخاصة التي يؤدي زيادة عددها إلى حصول تلوث كبير للبيئة واختناقات مرورية لا داعي لها إذا وجدت وسائل مواصلات عامة تؤدي الغرض الذي يحتاج إليه الراكب وهو الوصول إلى مبتغاه عبر وسائل المواصلات العامة. ونحن في مدينة صنعاء نعاني من عشوائية وسائل المواصلات العامة ونعني بها السيارات الأجرة والباصات بجميع أشكالها ابتداء بميني باص (سبعة ركاب) والباص المتوسط 14 راكبا◌ٍ والحافلة ذات الستة والعشرين راكب¡ وفي جميع الأحوال فإن وسائل المواصلات الموجودة حاليا بدأت بالتواجد بنهاية الثمانينيات وزادت في تسعينيات القرن الماضي وقبل وجودها كان التاكسي هو وسيلة المواصلات الوحيدة سواء لنقل الراكب جماعيا أو فرادى ثم دخلت الباصات بالتدريج لتحل محل سيارة التاكسي بالنقل الجماعي للراكب وكانت أول الأمر تتحرك بحرية بحيث يقوم الباص بنقل الركاب إلى أي منطقة يريد دون التقيد بخط معين ثم استطاع مرور أمانة العاصمة في العام 1996م أن ينظم حركة الباصات بحيث يلتزم سائقوها بالحركة المنتظمة في خطوط محددة لا يجوز للسائق أن يتجاوزها¡ وتم إيجاد أماكن تجمع لهذه الباصات في فرز بدائية بحسب الإمكانيات المتاحة وكانت خطوة موفقة وتم فصل الباصات بحسب حجمها بحيث يكون هناك استقلالية لكل حجم على حدة حتى لا يكون هناك نوع من الاختلال في حركتها وأصبحت الباصات خلال الخمسة عشر سنة الماضية هي عصب الحياة لسكان مدينة صنعاء وهي تقوم بدور هام جدا في نقل الركاب بين أحياء العاصمة المختلفة بالرغم من السلبيات الهائلة المترافقة مع هذا النوع من المواصلات¡ ولا يمكن أن نتصور كيف سيكون حال سكان صنعاء لو لم يتم تنظيم حركتها منذ وقت مبكر.
إن وضعها الحالي لا يسر أحدا◌ٍ فحركتها في شوارع أمانة العاصمة يشوبها الكثير من السلبيات التي تؤدي إلى عرقلة لحركة السير فهي تؤثر تأثيرا مباشر على مجمل الحركة المرورية في المدينة وقد أصبح هذا النوع من وسائل المواصلات إحدى أهم أسباب عرقلة حركة السير لحصول العشوائية التي تؤثر تأثيرا سلبيا مباشرا◌ٍ على حياة السكان نتيجة لعدم قيام الجهات ذات العلاقة بواجبها في العمل على تحسين وضع هذا النوع من وسائل المواصلات وعدم وجود نظرة استراتيجية بعيدة المدى تساعد على جعل قطاع وسائل المواصلات العامة في حال أفضل مما هو عليه الآن ونحن ندق ناقوس الخطر في هذا المجال وندعو إلى إيجاد حلول سريعة لهذا القطاع على أن تكون هذه الحلول عملية وتراعي أحوال العاملين في هذا المجال وبما يؤدي إلى تحديث السيارات الأجرة بكل أنواعها بالتدريج وبما يتواكب مع التطور الهائل الذي تشهده مدينة صنعاء في جميع المجالات إلى مجال النقل العام الذي تم تركه لينمو نموا سرطانيا قاتلا للحياة اليومية في المدينة بسبب ما تشكله حركة الباصات وسيارات الأجرة من إرباك للحركة المرورية ما كان له أن يحصل لولا العشوائية التي رافقت وجود هذا النوع من وسائل المواصلات العامة.
سائلا من الله التوفيق للجميع في خدمة وطننا الحبيب إن الله على كل شيء قدير وللحديث بقية.
* مدير مرور أمانة العاصمة