الثورة نت
أكد اللقاء الموسع لخطباء المساجد والمرشدين بمحافظة حجه والذي عقد اليوم أهمية الارتقاء برسالة المسجد وتوجيهها للحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار.
وناشد اللقاء برئاسة أمين عام المجلس المحلي أمين صالح القدمي وضم خطباء المساجد والمرشدين في مديريات المحافظة – كافة الأطياف السياسية في الساحة الوطنية إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والعودة لطاولة الحوار تجنبا لحدوث الفتنة وجر البلاد إلى مالا يحمد عقباه.
وأهاب بالقوى الحية والعقلاء إلى التدخل ونزع فتيل الأزمة الراهنة التي من شأنها زعزعة السكينة العامة وإراقة الدماء. مؤكدين أن استمرار تفاقمها سيلحق الضرر بجميع أفراد المجتمع.
وثمن اللقاء مبادرات القيادة السياسية بهذا الشأن وأهمية أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المعارضة كون ترجمتها إلى أرض الواقع كفيل بمعالجة التحديات الراهنة وإعادة الأمور إلى سابق عهدها.
وقد صدر عن اللقاء بيانا اعتبر أن ما هو حادث في امتنا العربية اليوم من فرقة وتمزق وشتات ونزاع وإذكاء للفتن في بعض البلدان العربية ما ظهر منها وما بطن يأتي تنفيذا لمؤامرات ومخططات أجندة خارجية من أعداء الأمة والدين.
وقال البيان “إن مثل هذه الأعمال مخالفة لتعليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي دعانا عند حدوث هذه التداعيات إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومصداقا لقوله تعالى ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ).
ولفت البيان إلى أن الواجب الديني ثم الوطني يحتم على الجميع تحديد الموقف الشرعي حيال ما يدور في الساحة لأهمية الأمر وخطورة ما يدور في بعض المناطق اليمنية من ممارسات ودعوات منبوذة ونعرات شاذة لإثارة الفوضى والتخريب والتنازع والتمزق والشتات وزعزعة الأمن والاستقرار والإضرار بمصالح الوطن.
وأوضح البيان أنه واستشعارا للواجب الديني وأمانه الدعوة الملقاة على عواتق العلماء فقد تم عقد هذا اللقاء لعلماء وخطباء ومرشدي محافظة حجة بغية مناقشة ما يجري في الساحة الوطنية الأمر الذي يستوجب علينا الإسهام في تجنيب الوطن مغبة الفتن وتحديدا لموقفنا تجاه تلك التداعيات.
وأكد البيان على ضرورة تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يدور من الاختلاف والاختلال لقوله تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا ).
وكذا وجوب طاعة ولي الأمر بالمعروف ممثلا برئيس الجمهورية وتحريم الخروج عليه كونه لم يأمر بكفر بواح أو معصية ولم يبطل شعيرة دينية لقوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ولقوله صلى الله عليه وسلم ( من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم وكون ولي الأمر تم اختياره بطريقة الشورى وعبر صناديق الاقتراع بحرية من كل أفراد الشعب قال تعالى ( وأمرهم شورى بينهم).
وشدد البيان على وجوب الحفاظ على مصالح الأمة وحقوق الناس وعدم التعدي على أموالهم وممتلكاتهم وأعراضهم مهما كانت التداعيات والأسباب لقوله صلى الله عليه وسلم ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) متفق عليه مع التأكيد على مبادرات فخامة رئيس الجمهورية ودعوته إلى الحوار عملا بقوله ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) وعلى اعتبار الحوار هو السبيل الأمثل والخيار الوحيد لبحث وحسم أي مطالب أو خلاف وتقديم مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات الشخصية والضيقة وسرعة تنفيذ تلك المبادرات والإصلاحات التي وجهها إلى الحكومة.
وأشار بيان خطباء ومرشدي محافظة حجة إلى تحريم استغلال النصوص الشرعية والقانونية التي تبيح حرية الرأي والتعبير في إثارة الفوضى والخروج عن الطاعة وتفريق جماعة المسلمين والقتل أو السلب أو النهب وهو ما يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
وأكد حتمية التمسك بالثوابت الدينية والوطنية ووجوب حماية منجزات الثورة والوحدة والتصدي لكل ما من شأنه إثارة الفتن والصراعات أيا كان مصدرها لقوله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) والعمل على تعميق أواصر المحبة والإخوة والتسامح بين أبناء الشعب ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ كل مظاهر التطرف والتشدد والعنف والإرهاب.
ودعا كافة أبناء الشعب اليمني العظيم بمختلف شرائحه وأطيافه وقواه قيادة وأفرادا إلى التصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن وأمنه واستقراره ووحدته ومبادئه والاهتمام بالتعليم الديني وتحصين الشباب من الانحراف فكريا وعلميا للاضطلاع بمسئولياتهم الوطنية والدينية وتجسيد مبدأ الولاء الوطني باعتباره فريضة شرعية وواجب ديني مقدس.
كما دعا إلى ترسيخ مبدأ الشورى والمشاركة السياسية والتداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة عبر صناديق الاقتراع وعدم استغلال النهج الديمقراطي والتعددية السياسية التي تتمتع به البلاد واستخدامه كمعول للتخريب والتضليل والزج بالشباب والمواطنين البسطاء في أعمال تخريبية تنافى مع أخلاقيات وقيم الدين الإسلامي الحنيف وبما يخدم أجندات خارجية أو مصالح حزبية ضيقة.
وناشد البيان المشائخ العلماء والمرجعية الإجلاء والخطباء والمرشدين في كافة محافظات الجمهورية بتحمل مسئولياتهم الدينية تجاه الوطن ووجوب الحفاظ على وحدته وسلامة أبناء شعبه وأن يقولوا كلمة الحق والنصح وبتحكيم العقل والعودة إلى جادة الصواب وطاولة الحوار لبحث وحسم تلك
الخلافات في إطار الشرعية الدستورية.
معربا عن إدانته وشجبه واستنكاره لكل أعمال التخريب والممارسات الإجرامية التي حدثت من بعض العناصر التخريبية في بعض المحافظات من قطع الطرق وإزهاق الأرواح وسفك الدماء وترويع الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ ومن أعمال السطو والتخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة.
كما ناشد خطباء ومرشدي محافظة حجة رئيس الجمهورية في بيانهم إلى البدء باتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ المبادرات المقدمة من العلماء والمبادرات المقدمة من فخامته. مؤكدين حرمة سفك الدماء وحرمة استخدام جميع الوسائل المؤدية إلى ذلك ومن مظاهرها حمل السلاح عملا بحديث رسول الله ( من حمل علينا السلاح ليس منا). مطالبين الدولة القيام بمهامها لصون أمن الوطن واستقراره.
داعين في ختام بيانهم كافة أبناء الشعب اليمني العظيم إلى الوقوف صفا واحدا ويدا واحدة ضد من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار وسيادة الوطن كائن من كان وتغليب المصلحة العليا للوطن فوق كل الاعتبارات.
سائلين المولى عز وجل أن يحفظ اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وولي أمره و سائر بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يدفع عن الجميع كل سوء ومكروه والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.