كتب/ حسن شرف الدين –
نظم منتدى مدينة المعرفة صباح أمس في مؤسسة العفيف الثقافية ندوة علمية حول “الاستشراق في الوطن العربي” والتي القى ورقتها الرئيسية الدكتور عبدالحافظ نعمان وزير التعليم الفني والتدريب المهني.
وفي الندوة أشار الدكتور نعمان إلى أن الاستشراق هو عملية متواصلة ومهمة متواصلة في الثقافة الغربية نحو تأسيس لوعي غربي في الشرق¡ بهدف إعادة صياغة العقل العربي بما يتواءم وينسجم مع مصالح الغرب في شرقنا.
ونوه إلى أن هناك قلة من المثقفين العرب ممن أدرك خطورة هذا النوع من الفكر الاستشراقي وعمل على الحد من تأثيره ومدخلاته في وعينا وعقولنا وثقافتنا.. جزء كبير مما لدينا نحن من محصلة ثقافية هو امتداد ونتاج لهذا النوع من الاختراق الثقافي الاستشراقي.
وأكد على ضرورة المطالبة بأن يعاد تفكيك النص الغربي بما ينسجم مع حقائق الواقع الراهن وانعكاس هذه الحقيقة على وعينا ومصالحنا وذاتنا.. معبرا عن أسفه لوجود ثغرة في جدار وعينا غير قادرين نحن حتى الآن صدها فقد تمكن الاستشراق أو الثقافة الغربية من اختراقنا المستمر وإعادة تشكيل وعينا بما ينسجم مع هذا الغرب.. وهذا ما تعكس حالتنا الراهنة¡ فالواقع الراهن متشاكل عربيا¡ وهذا التشاكل يخدم المصالح الغربية¡ ونحن للأسف الشديد نعي هذا وهم كذلك يعونه ولكن لا نستطيع أن نعمل شيئا إزاء ما يجري على ساحتنا العربية.
وأضاف: هناك وسائط متقدمة للاستشراق وأكثر تعقيدا◌ٍ مما كان عليه في الماضي.. لكن اليوم وسائط الاختراقات كثيرة منها الثقافي وعبر المعلومة ومنها القسري ومنها الطوعي أيضا¡ هناك نوع من التبعية الطوعية نحن نعرض أنفسنا على الآخر¡ وبالتالي نمكن الآخر من أن يعيد صياغة ثقافتنا ووعينا وهويتنا وانتمائنا لوطننا بما يخدم هذه المصالح.
واختتم الدكتور عبدالحافظ نعمان حديثه بالقول: الواقع هو نتائج للرؤى الاستشراقية التي عاثت فسادا في واقعنا نحن وفي مجتمعاتنا¡ والمجتمعات التي حاولت أن تحد من تأثير هذا النفوذ¡ حوربت للأسف الشديد ليس من المعسكر الغربي¡ وإنما حوربت من بعض الدول التي ارتبطت بهذا المخطط والتي ترى في نجاح هذا المخطط تأمين استمراريتها وحكمها في الوطن العربي.