تم خطفهم من المياه الدولية وتعرضوا لمعاملات لا إنسانية شديدة القسوة

< صيادون يمنيون يحكون قصصاٍ مؤلمة من التعذيب والتنكيل على أيدي الجنود الاريتريين:
< تعرضنا للضرب المبرح والإهانات وأجبرنا على تكنيس الشوارع وتنظيف القاذورات
تعذيب وتنكيل وسجون ممتدة على طوال الشريط الساحلي الأريتري وإهانات متعددة وإهمال من السفارة اليمنية وأعمال شاقة من تكسير للأحجار الكبيرة إلى تنظيف القاذورات هذا ما حكاه الصيادون اليمنيون العائدون من قبضة القوات الأريترية قبيل عيد الفطر المبارك 121 صياداٍ حكوا للصحيفة ما لاقوه على يد الجنود الأريتريين خلال 6 أشهر بعد أن تم اختطافهم من وسط المياه الإقليمية الدولية في 23/ 2/ 2012 وحتى تاريخ عودتهم حين تم تخييرهم بين البقاء في السجن والنفي أو الموت على قارب صغير يتم حشر خمسين صياداٍ منهم فكان الخيار الثاني قارب صغير تتقاذفه الأمواج من كل مكان والموت يحدق بهم مع مرور كل دقيقة حينها أيقنوا أن المنجى الوحيد لهم هو من لا يرد دعوة المضطر إذا دعاه حين الكرب.
الحديدة/فتحي الطعامي
اختطفوهم من المياه الدولية و عاملوهم كحيوانات
{ في صورة يرثى لها وصل ما يقارب من 121 صياداٍ يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر رمضان المنصرم إلى ميناء الاصطياد بمحافظة الحديدة ملابس ممزقة وأقدام مليئة بالشقوق والجروح نتيجة الأعمال الشاقة وأجسام نحيله ووضع مزرُ يحكي تفاصيل ما تعرض له هؤلاء الصيادون خلال 6 أشهر مضت حكوا كيف تم القبض عليهم بدون وجه حق من قبل الجنود الأريتريين في المياه الدولية وبالتحديد بالقرب من جزيرة كبريت بينما كانوا الصيادون يحلمون برزق وفير يؤمن لهم تسديد ما عليهم من مستحقات مالية ويوفر لأبنائهم لقمة عيش كافية تغنيهم السؤال لكن الهراوات الأريترية كانت أقرب اليهم من الاسماك حيث انهال عليهم الجنود بالضرب والشتم م اقتادهم إلى الساحل الأريتري ليتم احتجازهم في أحد السجون الضيقة التي لا تصلح لأن تكون زريبة حيوانات إلا أن اليمنيين في نظر الأريتريين أقل من الحيوانات) للأسف وهناك بدأ مسلسل التعذيب والتنكيل الذي عجز الصيادون عن وصفه يقولون إنهم فقدوا الشعور بالإنسانية في كثير من الأوقات بسبب تلك المعاملات القاسية التي كانت تمارس عليهم حتى أكلهم لم يكن ليناسب الحيوانات أيضا لكنهم أجبروا على أكله أيام وليالُ قاسية عدوا فيها الدقائق والثواني كما يقولون.
مضروب في أريتريا .. مطلوب في بلده
{ حكى لنا الصياد محمد حسين العائد من خلف البحر كيف تحول أمله في حياة رغيدة إلى تعاسة وحزن بعد أن سلبه الاريتريون قاربه الذي تبلغ قيمته خمسة ملايين ريال يمني قام باستلافها على أن يقوم بتسديدها مما يجنيه من قيمة الأسماك إلا أن الأريتريين قطعوا عليه هذا الحلم ومع خروجه للمرة الثانية للاصطياد تم القبض عليه من قبل القوات الأريترية ومصادرة قاربه وهو الآن لا يستطيع العودة إلى منزله وقريته خوفا من مطالبة صاحب الدين له بالتسديد ولا يعرف – كما يقول – كيف يتدبر التسديد جلس محمد حسين على الأرض يبكي حزنا على قاربه وألماٍ على المصير المنتظر من قبل الدائن المطالب بمبلغ خمسة ملايين ريال : يا أخي العيد باقي منه أيام كيف أرجع إلى زبيد¿ ماذا أقول لعيالي¿ أحسن لي أبقى هنا في الحديدة واللِه يعين.
قصص مؤلمة من التنكيل
{ يقول الصيادون العائدون من منطقة دهلك الأريترية إن الأيام التي عاشوها هناك كانت أسوأ أيامهم على الإطلاق فهناك فقدوا الشعور بإنسانيتهم بسبب المعاملة السيئة التي تلقوها حيث يتم ضربهم بشكل يومي من قبل الجنود الأريتريين ويؤمرون بتنظيف القاذورات من الشوارع كما اجبروا على تكسير الأحجار الكبيرة تمزقت أقدامهم ومرض العديد منهم ولم تتم معالجتهم بل إن الأفظع من ذلك كله هي العبارات المهينة التي كانوا يتلقونها يوميا من قبل الجنود الاريتريين سواءٍ الموجهة إليهم شخصيا أو الموجهة إلى اليمن أما التغذية فهي أسوأ ما أكلوه طوال فترة حياتهم.
ويضيفون أنهم عندما وطالبوا المطالبة بتحسين وضعهم فإن الضرب يكون مبرحاٍ حتى تتقطع ملابسهم.
المئات يستغيثون من السجون
{ يؤكد الصيادون أنهم لاحظوا آلاف القوارب التي تم احتجازها من قبل القوات الأريترية موجودة على الساحل وعشرات المباني التي يتم فيها احتجاز مئات الصيادين البعض منهم تجاوزت فترة احتجازه أكثر من عام جميعهم يلاقون أسوأ أنواع التعذيب سجون لا تتناسب حتى مع مواش بينما يتم احتجاز اليمنيين فيها ومع هذا الاحتجاز يتم تعطيل مصدر رزق العديد من الصيادين الذين يحرم أبناؤهم من لقمة تسد بطونهم.
يقول الصياد محمد حسين إنه قام باستلاف مبلغ خمسة ملايين ريال يمني لشراء قارب يقتات من خلال الصيد ما يسد بطون أبنائه ويعمل على تسديد دينه الذي سيطالب به في أقرب وقت إلا أنه ومع خروجه للمرة الثانية للاصطياد تم القبض عليه من قبل القوات الأريترية ومصادرة قاربه وهو الآن لا يستطيع العودة إلى منزله وقريته خوفا من مطالبة صاحب الدين له بالتسديد ولا يعرف – كما يقول – كيف يتدبر التسديد جلس محمد حسين على الارض يبكي حزنا على قاربه وألماٍ على المصير المنتظر من قبل الدائن المطالب بمبلغ خمسة ملايين ريال.
سفارة غائبة ومناشدات لم تلق آذاناٍ صاغية
{ يحكي الصيادون ودموعهم تنهمر قصصاٍ مؤلمة وحكايات تفطر القلب ومن تلك الحكايات أنهم وبعد وصولهم إلى الساحل الأريتري برفقة الجنود لاحظوا وجود قارب صيد مصري تم القبض عليه إلا أن الصيادين المصريين رفضوا النزول من قاربهم حتى يأتي السفير المصري وهو ما حصل بالفعل حيث جاء السفير المصري وعمل على الإفراج عن المصريين مع قاربهم في الحال بينما ظل اليمنيون يطالبون بحضور السفير اليمني إلا أنه لم يفكر حتى في السؤال -عنهم طوال الستة الأشهر – كما يقولون – حزن اليمنيون هناك وأدركوا.. كما يقولون – أنهم لا بواك لهم ولا دولة تحميهم ولا سفير يقوم بمهامه التي ينبغي أن يمارسها تجاه اليمنيين الذين يتعرضون للاحتجاز غير القانوني والتعذيب اللاإنساني طوال فترة وجودهم هناك ومع طوال فترة الاحتجاز ظل أولياء الصيادين وذووهم يطرقون أبواب الوزارات الحكومية المعنية (الداخلية – الخارجية – المحافظة – فاكسات للسفارة هناك) كل تلك مناشدات توجه بها أولياء أمور الصيادين – كما يقول الحاج عوض بطاح – إلا أن الدولة ظلت غير آبهة لما يعانيه اليمنيون هناك بل إن أحد المسؤولين في إحدى الوزارات قال بصريح العبارة : (ليس معنا دولة) وهكذا ترك الصيادون رهن إرادة السلطات الأريترية فهم المعنيون بمصيرهم.
منظمات حقوقية تطالب الدولة بالقيام بواجبها
{ من جهتها نددت منظمة تهامة الشعبية بتقاعس الجهات الحكومية في المطالبة بالإفراج عن اليمنيين المحتجزين في اريتريا وحملت المنظمة وزارة الخارجية والسفير اليمني في أريتريا المسؤولية الكاملة عن عدم قيامه بمسؤولياته تجاه اليمنيين المحتجزين هناك.
وقال المهندس عبدالغني المعافا أمين عام منظمة تهامة بالحديدة : إن الدولة اليمنية لا تقوم بواجبها تجاه هؤلاء الصيادين الذين زادت معاناتهم في البحر وفي السجون الأريترية بل إن القطاع السمكي في اليمن خاصة في الحديدة تضرر كثيرا نتيجة القرصنة الأريترية في المياه الدولية والتي تطال الصيادين اليمنيين في ظل غياب كامل لدور خفر السواحل اليمنية والبحرية.
وقال المعافا : إن الدولة اليمنية هي المعنية اليوم بالمطالبة بالإفراج عن أولئك الصيادين الذين يضطهدون يوميا في البحر وأصبح الواحد منهم لا يأمن على نفسه أو على قاربه لأنه لا دولة تحميه.
وكشف المعافا عن وجود مئات الصيادين اليمنيين المحتجزين في السجون الأريترية تمارس ضدهم أنواع وأشكال من العذاب والتنكيل
وقال المعافا : إن المنظمة بصدد رفع دعوى قضائية تطالب الدولة بتعويض الصيادين اليمنيين الذين تعرضوا للابتزاز والتعذيب والنهب لقواربهم من قبل القوات الأريترية وذلك بسبب تقصير الدولة اليمنية في القيام بواجبها في حماية هؤلاء الصيادين الذين يعتبرون مواطنين وعلى الدولة حمايتهم من أي اعتداء قد يحصل لهم داخل الوطن أو خارجه.

قد يعجبك ايضا