رؤية تحليلية لدلالات وأبعاد خطاب رئيس الجمهورية ..

عبدالملك الشرعبي –
ألقت اعمال التفجيرات الإرهابية التي حدثت مؤخرا سواء في صنعاء او بعض المحافظات والتي كان آخرها الحادث الإرهابي الغادر الذي استهدف مبنى الاذاعة والتلفزيون ومبنى الأمن السياسي في عدن – بظلالها على الكثير من الاسر اليمنية وولدت القلق والمخاوف في اوساط المجتع سيما في ظل التهديدات التي يطلقها الإرهابيون بانهم سينفذون هجمات إرهابية في الاسواق والمحلات التجارية الكبيرة وفي الاماكن العامة وغيرها خلال الايام القادمة.
مظاهر الاحتفاء التقليدي بعيد الفطر في امانة العاصمة وعواصم المحافظات صاحبها الكثير من التوجسات والقلق لما قد تحمله الأيام التالية من مفاجآت غير سارة في العاصمة والمدن الساحلية وغيرها من قبل عصابات الشر والإرهاب وأنصارهم من الذين يستهوون الفوضى والعبث بأمن واستقرار المواطن والوطن ..في ظل الوضع الأمني الحالي وحاجته للكثير من اوجه الدعم اللوجستي والمادي لتعزيز سيطرته على الجانب الأمني واعادة الاستقرار المفقود وفرض هيبة النظام والقانون واستئصال جذور الشر والإرهاب وانهاء مظاهر الفوضى على امتداد رقعة وطننا الحبيب.
ان تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب وما تعكسه من آثار سلبية ومدمرة تقوض أسس الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي تتطلب من الجميع دولة وحكومة واحزابا ومنظمات مجتمع مدني ومشائخ ووجاهات ومواطنين معنيون محاربة هذه الظاهرة الخطيرة والخبيثة معا واستئصال جذورها .. وهو ما تجلى بوضوح في خطاب رئيس الجمهورية عشية عيد الفطر الذي وجهه لابناء الوطن في الداخل والخارج .. (أن الإرهاب ببشاعة فعله وتوحش نزوعه لا ينتمي إلا للشيطان ولا يهدف إلا لتدمير الأوطان ..وهو ما يجعلنا نؤكد مجدداٍ أن محاربة الإرهاب هي قضية دينية ووطنية وأن الوقوف لمحاربته والقضاء على أخطاره أمر يوجبه الله وتفرضه شريعته ويستدعيه واجب الحفاظ على الوطن وامن المواطنين بل هو واجب يجب أن يتصدى له جميع أبناء الشعب وكل أجهزة الأمن والدولة فالإرهاب لا يراعي حرمة دين أو وطن).
ولان بلادنا تعيش اليوم مرحلة دقيقة وحساسة من تاريخها وتواجه تحديات امنية واقتصادية كبيرة هي اليوم بحاجة ماسة اكثر من أي وقت مضى – للتكاتف والتلاحم ورص الصفوف وتعزيز الجوانب الأمنية للتغلب على هذه التحديات والخروج بالوطن الى بر الامان .. وذلك ما اكده رئيس الجمهورية بقوله ( إن خطورة المرحلة وحساسية المواجهة مع الإرهاب تستدعي استنفار كل الجهود ونبذ التقصير وتتطلب درجة عالية من اليقظة بما يتوجب على جميع أجهزة الدولة والأمن منها على وجه الخصوص الشعور بأهمية الاستعداد الدائم لكل المخاطر والتهديدات وتفويت الفرصة على الإرهابيين وأعداء الوطن ).
ولاشك ان على العلماء ورجالات الدين والمثقفين والاعلاميين والمرشدين وغيرهم تقع مسؤولية كبيرة في نبذ الغلو والتطرف وتبصير الناس بمخاطره وشروره كلا من موقعه وبما يجنب وطننا وشبابنا من الوقوع في الانزلاق وحبائل الشيطان من خلال إبراز اخلاقيات وقيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف – دين الوسطية والاعتدال والتسامح والسمو بالنفس البشرية والتحاور مع الآخر للوصول الى لغة مشتركة وأسس ومرتكزات يتفق عليها الجميع لبناء وطن قوي وموحد وآمن ومستقر .. وهو ما عبر عنه الرئيس عبدربه منصور هادي ودعوته لأصحاب الفضيلة العلماء وحملة رسالة العلم والثقافة وكل المستنيرين في الوطن والأمة الاضطلاع بدورهم ومسئوليتهم وواجبهم الديني والوطني في أن ينيروا عقول الأجيال الشابة وتحصينها من الانزلاق نحو متاهات ومهاوي الجهل والتطرف والفساد والانغلاق والتبعية وغرس قيم التسامح والوسطية في نفوسهم والأخذ بأسباب النهوض والحضارة والعزة والتقدم.).
ولا يخفى على احد ان ما تحقق من نجاحات وتقدم خلال الفترة الماضية من عمر المرحلة الانتقالية في اطار التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي بفضل الجهود الكبيرة للقيادة الساسية والحكومة وتعاون المجتمع الدولي كان محل اشادة وتقدير على المستويين الداخلي والخارجي لانه جنب الوطن الانزلاق في اتون الفوضى والحرب الاهلية .. لكن الوقت يمضي وبقي الكثير من المهام والمحددات التي تضمنتها المبادرة الخليجية والتي ينبغي تنفيذها قبل انتخابات 2014م وفي مقدمتها مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر عقده آوخر العام الجاري .. وهو ما بدا واضحا في خطاب رئيس الجمهورية.
الذي جدد التاكيد على المضي في طريق الوفاء بالالتزامات تجاه الوطن والشعب باستكمال تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي قد قطعنا فيها مراحل جيدة رغم العوائق والصعاب التي اعترضت طريق تنفيذها.
وقال اننا نعول على شعبنا بكافة شرائحه واطيافه العمل على إنجاح الحوار الوطني المقبل كقضية مصيريه يتوقف على إنجازها رسم معالم المستقبل المزدهر لليمن.
داعيا في ختام خطابه الجميع للعمل علي تحقيق الآمال التي ينتظر شعبنا إنجازها وتجاوز كل حساسيات الماضي والتوجه نحو بناء مستقبل اليمن ورقيه وازدهاره .. وهي دعوة تستوجب علينا جميعا التعاطي الايجابي والفاعل معها والسير معا بقلوب صافية وموحدة وارادة قوية لتحقيقها وتغليب كافة المصالح الشخصية الضيقة اذا ما كنا فعلا نحب هذا الوطن ونريد له الأمن والاستقرار والسلام والنماء والازدهار ..من اجلنا ومن اجل اطفالنا والاجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا