تحقيق/أسماء حيدر البزاز –
* لا شك أن بلادنا تضم مختلف الاتجاهات والتوجهات الإعلامية بمختلف وسائلها وتفرعاتها المتعددة كالصحف والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية الحكومية أو الخاصة ومع تطور التكنولوجيا الحديثة صاحبت تطور هذه الوسائل وظهر ذلك جليا في آلية سير عملها وتقديمها وتعددها الملحوظ بشكل كبير على الساحة لأغراض وغايات مختلفة..
دعنا من هذا وذاك.. ولننطلق من زاوية شبابية بحتة في كيفية نظرتهم للإعلام المحلي وما درجة تأثيره عليهم وما الجديد الذي أضافه إلى حياتهم¿ (الشباب) ناقشت ذلك في زمام التحقيق التالي..
تحقيق/أسماء حيدر البزاز
لا أتابع ولا أحب متابعة القنوات ولا الصحف والإذاعات المحلية على وجه الإطلاق.. بهذا الرفض بدأت الشابة لينا الشيباني-20 عاما- حديثها عن الإعلام المحلي مشيرة إلى أن هذه الوسائل بكمها الهائل لا تعنى بالشباب ولاتهتم بقضاياهم مملة في الشكل والجوهر روتينية الطرح والمضمون اللهم بما تحاول الآن الوسائل الإعلامية إضافته بتخصيص زاوية محددة لمناقشة قضاياهم ولكنه طرح أسبوعي ومناسباتي لا أقل ولا أكثر!!
لا نعرف سوى اسمها
❊وتقول الشابة إيمان أحمد ياسين- خريجة الكلية العليا للقرآن الكريم: والله لا أتذكر أبدا بأنني قرأت أي صحيفة محلية طوال حياتي!! فمجتمعنا لا يهتم بالقراءة ولا يشجع الشباب عليها وبالمقابل فإن المواضيع الموجودة على الصحف ليست جذابة وليس لها أي أهمية في حياتي بل تراها بكوم والناس بكوم آخر مضيفة أما قنواتنا الفضائية فصدقوني لو قلت لكم بأني لا أعراف منها سوى اسمها!!
غير مقنعة
❊ أحمد القادري- ماجستير لغة عربية قال: للأسف أنا لا أرى لإعلامنا المحلي أي فائدة تذكر في الاهتمام بالشباب إلا ما ندر وبشكل بسيط ومحدود جدا يكاد ألا يكون خاصة إزاءهذا الوضع الراهن الذي جعل معظم الوسائل الإعلامية سواءالمقروءة أو المسموعة بالإضافة إلى المحطات الفضائية تعزف تماما عن كل تطور تنموي يخدم القضايا المتعلقة بهموم الشباب وبما يعانونه في واقعهم من البطالة أو الفقر واتخاذهم مجرد أتباع وبدلاٍ من جعلهم قادة يجوبون التاريخ بأفكارهم النيرة وعقولهم المبدعة كان التهميش هو قدرهم فقنواتنا بأنواعها وتوجهاتها المختلفة تصب جل اهتمامها وتركيزها على القضايا السياسية أو أهداف حزبية خاصة وإن عرضت برامج شبابية وما أندرها إلا أنها تعرض بشكل هش وأسلوب ركيك غير مقنع ولا مؤثر.
مضيفا: لهذا فأنا أميل دائما إلى متابعة القنوات العربية التي تهتم بعرض برامج شبابية وهادفة ولو أنها في ساعات محددة إلا أنها غاية في الروعة والتشويق كالتي تقدمها قناة أبو ظبي الأولى وفور شباب ون وتو والشبابية وبعض برامج اقرأ تخصص زوايا يومية ودينية تعنى بتطلعات شباب الحاضر والمستقبل بأسلوب حديث ومؤثر.
معظمها مشوش
❊ بشرى المنصوري من جامعة صنعاء- قالت إنها تجد في الإعلام العربي قضاياها وبغيتها وذلك رغم أن بلادنا تزدحم بمختلف وسائل الإعلام الحديثة ولكن معظمها مشوش في عرض برامجه فتارة يميل إلى السياسة ويظل هكذا برهة من الزمن ثم ينقلب إلى الفن والفكاهة وبعد ذلك يتحول إلى منبر خاص لاستقبال المحللين والسياسيين فهذا يخطب باسم حزبه عن الشباب وذاك يتشدق باسمهم والنتجية صفر على أرض الواقع.
مضيفة: ولكن الحق يقال بأن قناة السعيدة واذاعة الشباب وراديو يمن إف أم بالاضافة إلى التنوع الجديد الذي بدأ يطرأ على قناة اليمن كان له صداه الايجابي وتلك نماذج متميزة لها واقعها الملموس في حياتنا من خلال طرح القضايا الاجتماعية والتنموية والشبابية بأساليب راقية ومبدعة بعيدة كل البعد عن المماحكات السياسية مقارنة مع بعض الوسائل الاعلامية الاخرى.
توسيع دائرة الاختلاف
أما الاعلامي الشاب حسن راجح فهو يقول: أي دور وأي فائدة أضافها إعلامنا المحلي العام أو الخاص الى حياة الشباب حيث أن هناك العديد من الوسائل الاعلامية التي تدعو الى الفرقة والشتات وتعزيز مبدأ الحزبية والطائفية وتوسيع دائرة الاختلاف بين الناس إلى درجة فقدت فيها تلك الوسائل المصداقية والواقعية.
موضحا: فكم هي تلك الصحف والمجلات والقنوات التي جاءت لذلك الغرض ولكن هذا لم يمنعني من المتابعة البسيطة للوسائل الاعلامية الاخرى التي أراها تماما بعيدة عن هذا النهج وأجد فيها بغيتي واهتماماتي لاسيما التي تميل الى وضع اسكتشات وحلقات متنوعة بأسلوب شبابي جذاب أضف إلى ذلك دعم المواهب الفنية والانشادية الشبابية التي أقدمت عليها بعض القنوات وكان لذلك أثره في نفوس الشباب المبدعين والموهوبين.
وهذا ما نتمناه من مختلف الصحف والمجلات بأن لا تركز على قضية معينة وإنما تنوع في برامجها وصفحاتها بشكل يلبي جميع متطلبات وتطلعات الجمهور بطريقة قريبة من واقعه فليس المهم تغطية وخلاص بقدر ما يهمنا كيفية عرض الموضوع وربطة بواقع الشباب.
الاعلام الالكتروني
أمة الإله عثمان قالت: أنا لا أبالغ إن قلت لكم إني من المدمنات على النت لذلك فثقافتي الاعلامية لا أقتنيها إلا من مواقعه فهو بالنسبة لي التلفاز والراديو والصحيفة والمجلة لكونه سهلاٍ وسريعاٍ من العك البرامجي الموجود في القنوات أو الدش الممل الموجود على الصفحات التي تطرح نفس المواضيع بنفس الشكل والاسلوب والعرض فأين هو ذلك التفنن في التقديم التفنن في الكتابة التفنن في التصوير¿!! بحيث يشوق الناس على حب الاطلاع والقراءة والتثقيف الاعلامي الناجح مواكبة للعالم الخارجي.
إعادة النظر
أحيي المبادرة الطيبة التي أقدمت عليها صحيفة الثورة بتخصيص صفحة اسبوعية تعنى بكل ما له صلة بهمومهم وقضاياهم لكونهم سر تقدم الشعوب وازدهارها.. هكذا استهل الاعلامي محمد زبارة نائب مدير قناة سهيل الفضائية حديثه معنا موضحا: بلا أدنى شك اليمن مرت بأحداث وتغيرات جوهرية كان الشباب هم صانعوها وقادتها وهذه حقيقة لا ينكرها أحد ولا يختلف اثنان عليها ومن هذا المنطلق كان لابد على الاعلام إعادة النظر في سياسة برامجه بما يخدم التغيرات الآنية والاحداث المتسارعة على أرض الواقع عاكسا صورته الجذرية والحقيقية وهذا يعني ان يكون الشباب من ضمن أولوياته الرئيسية واضعا قضاياهم من بطالة وفقر وتعليم وغيرها اضافة إلى المخاطر المحدقة بهم من أفكار التطرف والارهاب أو الانحراف وغيرها من القضايا التي إن صلح بها حالهم صلح بها حال البلاد والامة بأكملها.
قفزات نوعية
ومن زاوية أخرى أوضحت الكاتبة الشابة لمياء عبدالسلام بأن هناك قفزات نوعية تقدمها قنواتنا الفضائىة والصحف والاذاعات المحلية مقارنة عما كانت عليه في السابق وهذا بلا شك يتضح جليا في البرامج الشبابية الثقافية التي بدأت تعنى بها القنوات والوسائل الاعلامية الناشئة على وجه الخصوص والتي كان لها في نظر الكثيرين حق الصدارة والاسبقية في نوعية البرامج التي تقدمها وتعرضها.
بالاضافة إلى بعض البرامج التي تفننت في تقديمها إذاعة صنعاء وأكثر ما أعجبني فيها برنامج واحة اليوم وبرنامج إعلام في الأدب والفن والذي تميزت في تقديمه اذاعة عدن ولا يخفى على الشباب وجود اذاعة متخصصة لهم بكل برامجها وموادها ومن هذا المنطلق فإن أكثر برنامج وجدته قريباٍ منا ومن قضايانا عبر هذه المحطة هو برنامج ساعة من العمر الذي استطاع أن يتلمس احتياجات الشباب ويحتضن أفكارهم.
القادم أحلى
وهذا ما ذهب إليه الباحث أسامة النيري قائلا: إن إعلامنا مازال مقصرا بشكل كبير في تعاطيه مع مختلف الامور الحياتية للناس مع تقديري واحترامي للجهود المبذولة في سبيل تنميته وتطوره عما كان سابقا ولله الحمد ولكنه الآن أشبه بمسرحية تقليدية لها سيناريو متكرر الأحداث مع تفاؤلي بأن قادم ومستقبل الاعلام المحلي في تطور مستمر لأنه أخذ حريته نوعا ما فنأمل أن يحذو حذوه في الاقتراب من الشباب أكثر.