المغتربون اليمنيون من أكثر الشعوب ارتباطا◌ٍ بقضايا وطنهم الأم

تحقيق/ زهور السعيدي – أسماء البزاز –
يظل اليمنيون مهما باعدت بينهم المسافات وفرقتهم الظروف في مختلف أصقاع الأرض من أكثر الشعوب ارتباطاٍ بوطنهم الأم وبقضايا وهموم أبنائهم.
هذه الحقيقة تتعزز يومأٍ بعد يوم ومرحلة بعد أخرى وهاهي الأحداث التي مرت وتمر بها اليمن تثبت تعلق اليمن وارتباطه الوثيق بوطنه الأم.
ولعل من الشواهد الحالية التي تؤكد عمق ورسوخ هذا الارتباط الإنساني للمغتربين اليمنيين ما بدا جلياٍ من خلال التفاعل الكبير الذي أبداه المغتربون مع حملة جمع التبرعات لصالح مرضى السرطان في اليمن والتي بثت فعاليتها على شاشات التلفزة المحلية في بث حي ومباشر منذ أول أيام شهر رمضان المبارك .. حيث كان تفاعل أبناء اليمن في مختلف بلدان المهجر مع هذه القضية الإنسانية البالغة الأهمية واضحاٍ وجلياٍ في مشهد إنساني مؤثر عكس وأكد الكثير من الحقائق عن الارتباط الوثيق بين أبناء هذه الأرض الطيبة والتفاعل الرائع منهم مع قضايا وأحداث الداخل.
تفاعل مؤثر
التفاعل الكبير من قبل أبناء اليمن في دول الاغتراب مع حملة مكافحة السرطان كان مؤثراٍ للغاية وقد لاحظ جميع المواطنين بأن المغتربين اليمنيين سجلوا السبق في هذا العمل الوطني العظيم وجاءت مبادراتهم السخية من كل مكان من العالم وخاصة من دول الجوار الخليجي .. ولم يكن مستغرباٍ أن يمثل المتبرعون من المغتربين النسبة الأكبر في حملة جمع الأموال الطائلة لصالح أبناء مراكز لمعالجة هذا المرض الخبيث الذي يفتك بعشرات الآلاف من بناء اليمن .. هذه المواقف الإنسانية الرائعة والتي فاقت مبادرات الشركات التجارية والخاصة بكثير أثلجت صدور كل أبناء الوطن وأثبتت بشكل قاطع علاقة الارتباط البديع بين أبناء اليمن أينما كانوا¿
مشاهد مؤلمة
بلى أدنى شك أن الوطن وهمومه وقضاياه في قلوبنا وبين جوانحنا مهما اغتربنا عنه وسافرنا وشغلتنا أمورنا الحياتية عنه إلا أن شغلنا الشاغل في الأول والأساس هو بلادنا قبل كل شيء.
وهكذا استهل المغترب محمد الجعدبي -الصين- حديثه معنا مبيناٍ: فالحملة الوطنية التي أطلقتها جميع وسائل الإعلام اليمنية سواء المقروء منها أو المسموع أو المشاهد بصدد دعم مرضى السرطان الذين هم في الحقيقة وللأسف الشديد في تزايد مستمر أثرت فينا تلك المشاهد لأطفال يموتون من شدة آلامهم وشيوخاٍ مقعدين من فتك المرض بهم والسبب هو عجزهم وفقرهم وقلة حيلتهم فتكبدوا الآلام ويمر عليهم المرض كالموت البطيء الذي لا مفر منه فنأبى إلا أن نكون معهم لعلنا بذلك نحقق ولو جزءاٍ يسيراٍ مما أصابهم وذلك بالتفاعل في دعم هذه الحملة كل حسب قدرته وجهده.
أما سبأ أحمد – الكويت – فهي تقول: والله كلما بعدنا خطوة واحدة عن بلادنا اليمن مازادتنا إلا حباٍ وتعلقاٍ وشوقاٍ بها وإلى قضاياها ومعاناتها فنحن من المتابعين أولاٍ بأول لما يدور فيها وقد صعقنا حقاٍ بالرقم الذي وصلت إليه اليمن في تفشي ظاهرة السرطان ذلك الداء الخبيث ومن واجب كل مغترب مقتدر الإسراع إلى تلبية نداء شعبه بالغالي والنفيس فأطفالنا وشبابنا كل يوم يموتون بالعشرات جراء هذا المرض والحل بإذن الله بعطاءاتنا فجودوا بالعطاء.
تفاعل كبير
فيما الأخ عبدالكريم عابد – مصر – يقول: في الحقيقة أنا وأسرتي وأصدقائي كلنا متأثرون ومتفاعلون مع الحملة الوطنية لمكافحة مرض السرطان فمنا من حول بعض المبالغ ومنا من ينتظر حتى تتاح له الفرصة لإخراج صدقة جارية لهؤلاء المرضى الذين هم أبناء جلدتنا وأهلنا وذوينا وهم أحق بالمال الذي ننفقه لمن سواهم لأنهم في صراع مع الموت صراع مع هذا المرض الذي لم يرحم فقيرهم ولا ضعيفهم ولا صغيرهم فوالله إننا نعاني من أجلهم ونتمنى لهم الشفاء العاجل ولا نملك إلا الدعاء وما مكننا به الله لنجود به.
وأضاف عابد: وفي الأخير هي رسالة أوجهها لكل مغترب بأن هؤلاء المرضى هم في أشد الحاجة إلى أياديكم الخيرة الرحيمة وهم أولى من غيرهم.
وإيمان الأحمدي – السعودية – فهي ترى: لابد من أن نحقق في هذا الشهر الكريم مبدأ ومعنى التكافل المجتمعي والإنساني فنحن من وطن واحد مهما اغتربنا وهاجرنا إلا أن نبض قلوبنا يمني ولهذا فأنا وأسرتي قررنا بإذن الله أن نتبرع بما استطعنا وهذا ما نسعى إليه وهو اقل واجب نقوم به إزاء هذه القضايا الوطنية والإنسانية الهامة.
مشروع لابد أن يستكمل
المشروع خيري وإنساني ويحتاج إلى تعاون الكل وكان المغتربون في المملكة العربية السعودية من أكثر من ساهم في هذا المشروع ومن أكثر المتصلين حين يعد المغتربون في السعودية كيثرين جداٍ وتعد المملكة العربية السعودية المغادر إليها من اليمن والاتصالات التي تأتي من أبناء اليمن في السعودية إنما تدل على طيبة أنفسهم وعلى قلوبهم اللينة حيث أنهم يحسون بمعاناة أبناء وطنهم ويتابعون جميع قنوات بلدهم فهم أهل للوفاء.
يقول محمد الحرازي -مغترب في السعودية منذ 3 سنوات: إن برنامج دعم مرضى السرطان والذي يبث في قناتي اليمن والسعيدة أصبح الهم والشغل الشاغل لأبناء اليمن في السعودية حيث لايظل مكان أو لجمع يجلس فيه اليمنيون هناك إلا ويتكلمون عن البرنامج ويحثون الجميع على التبرع للمشروع ويبلغون من ليس له علم به أن يتابعه وأن يتبرع حيث يحملون على عاتقهم بأن هذا المشروع لابد أن يستكمل ولابد أن يساهم فيه الجميع.
يقول الأستاذ مختار المخلافي -مدير عام المؤسسة الوطنية للسرطان في تعز: إن المرضى الكبار والصغار لديهم مركز وحيد وهو الأمل والتجهيزات هي الآن في مرحلتها الأولى ورغم أن المركز في خطوته الأولى إلا أن هناك عناية خاصة بالأطفال والمرضى من الرجال والنساء فالأدوية تقدم خدماتها مجاناٍ للمرضى وقد أدخل للمختبرات أحدث الأجهزة المختلفة وتقدم خدمات مختلفة ونؤكد للإخوة المغتربين وغيرهم أن الحملة الوطنية لمكافحة مرضى السرطان ماتزال قائمة وفي معظم وسائل الإعلام اليمنية وهي الحملة التي أطلقتها اللجنة العليا لمكافحة السرطان وذلك لبناء دار الأمل في عدن وحضرموت ليرى مرضى السرطان الأمل في العلاج في بلدهم والذين يعانون أشد المعاناة من المرض والفقر وقد كان للمغتربين في بلدان المهجر دور كبير في الوفاء لأبناء بلدهم المصابين بالسرطان وكانوا السباقين إلى الخير بالتبرع بما استطاعوا حيث ضربوا أروع الأمثلة في فعل الخير وفي الوفاء لبلدهم وأبناء وطنهم.

قد يعجبك ايضا