مثلت ولعقود طويلة محطة عبور للقوافل التجارية من وإلى صنعاء

خالد الحضرمي –
مدينة القاعدة.. امتداد طبيعي لمدينة «سهفنة التاريخية» مركز العلم والعلماء
القاعدة تشكو الإهمال المزمن وطفح المجاري الذي يهددها بكارثة بيئية

مدينة القاعدة هي امتداد لمدينة سهفنة التي اجتاحها فيضان القرن السادس الهجري والتي كانت مركزاٍ للعلم والعلماء وسهفنة تقع في الضاحية الشمالية الغربية لمدينة القاعدة وتعرف اليوم بمنطقة السفنة ومدينة القاعدة تقع على الطريق الرئيسي بين صنعاء- تعز -عدن وتعد ثاني مدن محافظة إب وتقع على الطريق العام صنعاء تعز ويصل عدد سكانها إلى أكثر من خمسمائة ألف نسمة ويقال أن مدينة القاعدة قد سميت بهذا الاسم لما كانت تمتاز به في القدم كمركز تجاري هام يربط بين محافظات الجمهورية حيث كانت محطة وقوف للبضائع التجارية القادمة من وإلى العاصمة صنعاء إضافة إلى أنها تتوسط عدداٍ من القرى والوديان الزراعية الخصيبة وهذا الموقع جعل المدينة مركزا تجاريا رائجا يشتهر سوقه الأسبوعي حتى وقتنا الحاضر والمعروف بسوق الثلوث يتوافد اليه الباعة قبل انعقاده بيوم من مختلف مناطق اليمن بأشهر منتجاتها الزراعية والحرفية الى جانب الحيوانات وكانت الفترة الذهبية للمدينة في فترة الانفتاح على الواردات التجارية الواصلة الى عدن في أوائل خمسينيات القرن العشرين.
لكن تصادف اسم تنظيم القاعدة مع اسم المدينة جنى عليها وعلى ابنائها وأدى إلى إهمالها فذبل جمالها وتحولت شوارعها وأزقتها إلى أوحال ومقالب قمامة وأضحت مثارا للتهكم والتندر سواء على المدينة أو على أهلها وأضحى من ينتمي إلى هذه المدينة سواء في داخل الوطن أو خارجه يتعرض للتندر بل أن المسافرين من المدينة إلى خارج اليمن قد يتعرضون للمساءلة أحيانا بسبب اسم المدينة المكتوب على جوازاتهم وحتى المغترب حين يتواصل مع أسرته يلغي اسم مدينته ويخاطبهم على اعتبار أنهم من محافظة إب أو من مديرية ذي السفال ولا يمكنه ذكر مدينة القاعدة أثناء اتصاله بأهله وأقاربه مع العلم أن مدينة القاعدة من المدن السياحية التجارية الجميلة وبفعل اكتضاض الهجرة الداخلية الى المدينة وارتفاع عدد السكان وشحة المياه قل ذلك النشاط .
ومدينة القاعدة التي يبلغ عدد سكانها حوالي خمسمائة ألف نسمة نسمة توجد فيها ثلاث مدارس ثانوية والعديد من المدارس الابتدائية ومعهد مهني ومستوصف طبي وفيها مشروع مياة اهلي قديم “مياهه شديدة الملوحة” وفيها مشروع مجاري متعثر منذ ثمان سنوات وهذا يعتبر المشكلة الأساسية التي يعاني منها سكان مدينة القاعدة وهي المجاري الطافحة في معظم شوارع المدينة التي حولتها من مركز تجاري إلى مستنقع كبير للأمراض والأوبئة والحشرات الضارة والكلاب وغيرها خاصة منذ ما يزيد عن عامين وما تم من عبث في شوارع المدينة تحت مسمى مشروع الصرف الصحي وفي فرع مؤسسة المياه حسب قول سكان المدينة.
وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد عبدالله قاسم بن سيبان : لا يوجد في اليمن مدينة أكثر ظلماٍ وخذلاناٍ من مدينة القاعدة بالرغم من كبرها وتزايد عدد سكانها وتوسع العمران فيها لكن ذلك التوسع قوبل بإهمال طيلة عقود .
مشيرا الى أن الحفر والعبث في الشوارع وطفح المجاري في معظم حارات وأحياء المدينة وشوارعها أصبح يهدد بكارثة بيئية تستهدف سكان المدينة وفي مقدمتهم الأطفال بالرغم من انه تم تسليم مشروع تنفيذ المجاري لأكثر من شركة وصرفت باسمه مليارات الريالات وأضاف “لا اتركوا المدينة وحالها بدلاٍ من العبث في شوارع المدينة وحاراتها حتى صارت مجاري المنازل تصب في الشوارع وأصبحت المجاري تعيق المارة من سكان المدينة وزائريها ناهيك عن الأطفال وطلاب المدارس وكذا البضائع والخضروات المعروضة في أسواق المدينة التي أصبحت غارقة وسط القمامة ومياه الصرف الصحي وأضاف :حتى المقابر لم تسلم من المجاري الطافحة في شوارع المدينة.
من جانبه قال الأخ عبدالمجيد هزاع :أن الوضع الحالي لمدينة القاعدة قد تسبب في انتشار الأمراض وأن طفح مياه الصرف الصحي في شوارع المدينة وبالذات داخل الأسواق التجارية قد تسبب كثيراٍ في تدني عملية البيع في معظم المحلات التجارية وإقبال المواطنين خاصة القادمين من المديريات المجاورة لغرض التسوق.
مشيراٍ الى ان مدينة القاعدة بدءاٍ من أبنائها الذين جمعتهم الجغرافيا الوطنية من الجهات الأربع ليجدوا أنفسهم في مدينة “محرومة” تعيش خارج التنمية غارقة بالتخلف والفساد والحرمان حتى من الخدمات الأساسية وما من أحد قد مثلها أو تحدث باسمها أمام الجهات الرسمية وأفلح في تغيير النظرة الدونية لهذه المدينة لكن سرعان ما تتحسن أوضاع أشخاص على حسابها ويتحولون إلى عوائق دون نهضتها والاهتمام الرسمي لها.
وأضاف قائلاٍ : وما زاد الطين بله مخلفات الدجاج حيث أضحى مذبح الدجاج المطل على الخط العام والقريب من مدرسة عائشة للبنات خطراٍ كبيراٍ على البيئة وعلى المنازل الكائنة حول ذلك المذبح الذي تتصاعد من خلاله الروائح النتنة التي سببت الكثير من الأمراض الغريبة على قاطني تلك الحارة مع ان المدينة المسكينة لا ذنب لها سوى اسمها الذي كانت تعتز به ذات يوم لكن ان شاء الله يتم اجتثاث تنظيم القاعدة الإرهابي الذي بمجرد اجتثاثه.. سيعود للمدينة عافيتها ورونقها ونظافتها.
من جهته تحدث الاخ محمد علي صالح قائلاٍ:مدينة القاعدة من المدن المنسيةعلى الرغم من أنها من المدن القديمة ذات الشهرة الواسعة منذ القدم وتعد ملتقى بين محافظتين هامتين هما إب وتعز وأضاف: مجاري الصرف الصحي التي تمر (في الهواء الطلق) من أمام منزلي أصابتني انا وأسرتي بجميع الأمراض ولا يمر شهر إلا وأحد أفراد العائلة في المستشفى ولم تقدم الدولة شيئاٍ لهذه المدينة المظلومة.
هذا وطالب أبناء مدينة القاعدة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الكهرباء والإنشاءات ومحافظ إب بضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة واللازمة لإنقاذ المدينة من حالة البئس والتدهور ومن كارثة بيئية في حال استمرار تدفق البيارات في أزقة وشوارع المدينة وتوفير احتياجاتهم من الماء والكهرباء واستكمال مشروع المجاري “.

قد يعجبك ايضا