
استطلاع / مطهر هزبر – أسماء البزاز –
اليمن .. الخامس عربياٍ في طباعة المصحف بالأحرف البارزة
خلال مشوار حياتها المليئة بالعطاء والعمل المتفاني من أجل خدمة شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا لم يقف طموح المرحومة فاطمة العاقل عند حد معين فقد سعت إلى ترجمة كل طموحاتها إلى واقع عملي يحصد ثماره الأشخاص ذوو الاعاقة والكفيفات بشكل خاص ومن أكبر المشاريع التي كانت تحلم بتحقيقه في حياتها هو مشروع طباعة المصحف الكريم بالخط البارز (برايل ) فقد قالت ذات يوم إنها تتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يحقق حلمها في ان يصل المصحف المطبوع بالخط البارز ليد كل كفيف ليس في اليمن فحسب بل في العالم الإسلامي وخاصة في افريقيا .
الأسبوع الماضي شهدت الجمعية بكل منتسبيها تحقيق هذا الحلم حيث احتفلت الجمعية بتدشين طباعة المصحف الكريم بالخط البارز بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين وسفراء عدد من الدول العربية والإسلامية وممثلي ومنتسبي منظمات وجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا.
منجز تاريخي
هذا إنجاز عظيم يشهد للمرأة اليمنية التي لم تعيقها الإعاقة بل زادتها متانةٍ وعزيمة لإثبات ذاتها وتشريف مجتمعها بعظيم ما تحقق .. هكذا استهل الدكتور أحمد بن دغر وزير الاتصالات وتقنية المعلومات حديثه حول هذا المنجز التاريخي المتمثل بطباعة القرآن الكريم بالخط البارز والذي من خلاله أيقن المجتمع بعظيم العطاءات والمشاريع الخيرية التي تقدمها هذه الجمعية ومنافستها للجمعيات الأخرى ليس محلياٍ بل على مستوى العالم.
امتداداٍ لعطاءاتها
أما وزير الأوقاف والإرشاد الأخ/ حمود عباد فقال : فاطمة العاقل – رحمها الله – أسست بنيان شامخ ومشروع خير مفتوح للأبد وما هذا المنجز إلا امتداد لعملها وثمرة لحصادها ونحن في وزارة الأوقاف نصرح لهذا المصحف وبعد مراجعته الدقيقة من قبل لجنة مكونة من شيوخ أجلاء وعلى رأسهم الشيخ الحافظ/ يحيى الحليلي مضيفاٍ: إن وزارة الأوقاف ستكون بإذن الله من أولى الجهات الداعمة لهذا المشروع في طباعته وتوزيعه لمختلف أنحاء الجمهورية اليمنية لأن هذا هو واجبنا الديني قبل العملي تجاه كتاب الله الحصن الحصين لأبنائنا وشبابنا من دعوات التطرف والانحراف أو دعوات التمزق والانفصال.
بادرة متميزة
الأخ / عثمان الصلوي رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين تحدث عن مشروع طباعة المصحف الكريم بالأحرف البارزة حيث قال : يعتبر هذا المشروع بادرة طيبة ومتميزة بكل المقاييس ونشكر من قام بهذا العمل الخيري ونشكرجمعية الأمان لرعاية وتأهيل الكفيفات على متابعة وإنجاز هذا المشروع العظيم الذي يخدم شريحة المكفوفين ليس في اليمن فحسب بل في العالم الإسلامي. وثمن الصلوي الجهود المبذولة في سبيل أعمال الخير وخاصة مايتعلق بالأعمال الخيرية الهادفة لخدمة شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة والإرتقاء بأوضاعهم في شتى المجالات .
حلم يتحقق
الأخت / صباح حريش رئيسة جمعية الأمان لرعاية الكفيفات تحدثت عن مسيرة الجمعية في طباعة المصحف الكريم بالخط البارز حيث قالت : للمصحف الكريم المطبوع بالخط البارز أربع طبعات مختلفة الرسم والتشكيل وهي الطبعة ( السعودية والمصرية والكويتية والتونسية ) ويوجد النزر اليسير منها بحوزة قلة قليلة من المكفوفين في اليمن ونظرا للاحتياج الذي تلمسته جمعية الأمان لرعاية الكفيفات والأمنية التي رغبت المرحومة فاطمة العاقل مؤسس جمعية الأمان لرعاية الكفيفات بتوفير القرآن الكريم المطبوع بالخط البارز لكل كفيف وكفيفة سعت الجمعية لاقتناء النسخة الالكترونية للطبعة المصرية كونها الأسهل للمكفوفين المتمكنين والمبتدئين على السواء وحرصت أن تكون خامس جهة تنال شرف طباعتها وواجهت إزاء ذلك الكثير من الصعوبات ونذكر منها على سبيل المثال: صعوبة ايجاد البرنامج الخاص والمناسب لطباعة المصحف وصعوبة التعامل مع برنامج الطباعة مما أدى إلى تحمل أعباء استقدام خبراء من القاهرة بالإضافة إلى عدم توفر الورق الخاص بالطباعة لاسيما في المرحلة الأولى وقد قامت المرحومة فاطمة العاقل حينها مع فريق إدارة الطباعة بتصحيح المجلدات الستة والتي يحتوي كل مجلد منها خمسة أجزاء كمرحلة أولى وقد تكررت مرحلتا التصحيح والمراجعة لعدة مرات حرصا على خروجه خاليا وسليما من الأخطاء حتى انتقل هذا العمل الجليل بعد رحيلها إلى اللجنة التي تم تشكيلها من شيوخ مكفوفين يحفظون كتاب الله ويجيدون القراءة والكتابة بالخط البارز بالإضافة إلى الطباعة والمراجعة في إدارة الطباعة.
وفي ختام حديثها دعت الأخت / صباح حريش إلى التكافل المجتمعي لهذه الفئات الخاصة التي هي بحاجة إلى الدعم والمساندة حتى تكمل مشوارها ورسالتها في الحياة.
مسوؤليات عديدة
وهذا ما أكدته الأخت ليزا الكوري بأن ما تملكه الجمعية هو آلة طباعة واحدة للطباعة بالخط البارز على مستوى الجمهورية وهذا تسبب في تأخير طباعة المصحف وعدم إيفائه بالشرائح المعنية في مختلف المحافظات ولهذا فصيانة هذه الآلة كلفت الجمعية الكثير لأننا لا نطبع المصحف الخاص بذوي الإعاقة البصرية فحسب بل أمامنا مسؤوليات عديدة تتمثل في طباعة المناهج التعليمية لكافة المراحل الدراسية للمدارس والمراكز التابعة للجمعية وهذا شكل بالنسبة لنا ضغطاٍ في موافاة هذا الإنجاز وموافاة ذلك الواجب.
دموع الفرح…
الكفيف صدام الحسني يبدي مدى سعادته بهذا التدشين قائلاٍ: إنها نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى أن نتذوق ونقرأ عظيم آياته ونحفظها ونبينها للناس فكم كانت تأسرنا الآلام ونحن نسمع غيرنا يقرأ ويرتل ويجود ونحن عاجزون عن ذلك كله .. فلله الحمد والشكر على ما تحقق لنا والشكر موصول لمن قام بهذا العطاء ودعم هذا المشروع فله كل الشكر والثناء.
وتوافقه تلك السعادة والفرحة الكفيفتان رحمة القباطي وأشواق الأشول قائلتان: كان ذلك حلماٍ طال انتظاره واليوم أصبح حقيقة وواقع ولا نملك في التعبير عن سعادتنا سوى هذه الدموع الجياشة بكل معاني العرفان لمن أوصلنا إلى هذا النجاح ومن الآن سنجود كتاب الله بأعلى أصواتنا ونبض قلوبنا فكانت هذه المفاجأة قبل شهر رمضان أعظم ما نريده وأسمى ما نتمناه.
رسالة سامية
وأما رئيسة المركز الإعلامي بالجمعية سماح شرهان فقد أنهت هذا الاستطلاع ببشارة أخرى قائلة : سيتم الآن بإذن الله تعالى طباعة 150 مصحفاٍ شاملاٍ للمجلدات الستة وبقدر الدعم والسند سنوصل هذه الرسالة السامية لكل أولئك الذين حرموا من قراءة القرآن الكريم بأنفسهم والتلذذ بمعانيه ودروسه وعبره آملين أن نكون بذلك قد حققنا ولو جزءاٍ يسيراٍ من احتياجات وتطلعات المكفوفين والمكفوفات في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية.