تعالي يا حكومة
صقر الصنيدي –
يرى النواب المسافة بين مبنى البرلمان ومجلس الوزراء قريبة بينما يراها الوزراء بعيدة ومحفوفة بالمشاكل في هذا الوقت العصيب بدرجة كبيرة¡ يفسر هذا الاستدعاء المتكرر للحكومة ومحاكمتها غيبيا في حالة عدم الحضور مكتملة دون التماس أي عذر للمهام الكبيرة والمعقدة الملقاة على كاهل حكومة باسندوة.
كل يوم تقريبا نسمع أصوات الأعضاء وهم يطلبون الحكومة حية أو ميتة¡ وفي الليل يتم إرسال طلبات الحضور إليها في الصباح وهو ما يخالف لوائح المجلس ذاته والتي تقضي بإعطائها مهلة كافية لترتيب أوراقها قبل الحضور للإجابة على الأسئلة المكررة على الدوام.
ويبدو أن اصطفاف الحكومة في الصفوف الأولى للبرلمان يهدئ أعصاب النواب ويشعرون بالفخر أنهم قادرون على إحضارها بوجه حق أو بحكم باطل¡ الاسبوع الماضي تحدث رئيس المجلس يحيى الراعي إلى وزير الخدمة المدنية وطاقمه الذين جاءوا لمناقشة قانون التأمينات والمعاشات بعد أن لحظ أن وجودهم أصبح غير ضروري بعد الاستماع إلى نقاش طويل عريض أحيل على إثره مشروع التأمينات إلى لجنة مختصة »الاخوة من الحكومة إذا ما بقى لكم شيء في الجلسة الله معاكم« ما أن أكمل الراعي هذه العبارة حتى تدفقوا نحو الباب.
وأن تصل الوفود الحكومية المختصة إلى هذا المستوى من القناعة بعدم جدوى البقاء وحتى النقاش فهي مشكلة كبيرة المفروض النظر إلى مسبباتها التي لن تخرج عن الشعور بأن العمل البرلماني صار اصطيادا◌ٍ للفرص واقتناصا◌ٍ للأخطاء وليس الهدف الصالح العام بقدر ما هو القول نحن هنا.