عبد الله أحمد بنيان –
مما لا شك فيه ان الجمهورية اليمنية تقع على منطقة جغرافية واسعة ومترامية الاطراف وتحوي على جميع التضاريس المختلفة جبال شاهقة ووديان وسهول منخفضة وبحار وجزر . وهذا الأمر يعد نعمة من الخالق عز وجل ونحمده على ذلك . ونتيجة لذلك فإننا نلحظ أن معظم مساحة اليمن هي مناطق ريفية وتعاني مما تعاني منه المناطق الريفية حيث أننا نجد ان الخدمات الاساسية تتركز في المناطق الحضرية وتنقص الخدمات بشكل كبير في المناطق الريفية .
وما يهمنا في مقالنا هذا هو وضع الاشخاص ذوي الإعاقة وخاصة الذين يقطنون في الأرياف فهم يعانون من بؤس شديد وحرمان لأبسط مقومات الحياة البسيطة فالأغلبية العظمى منهم يقبعون تحت مستوى خط الفقر ولا يستطيعون ان يحصلوا على ابسط الحقوق الإنسانية كالتعليم والصحة والوصول إلى المجتمع وفي أبسط الاحيان يحصل بعضهم على منحة من السماء بأن يسمح له بالانتقال إلى الحضر ليتلقى العلم ¡ هذا إن كانت أسرته واعية وبشرط أن يكون ذكرا◌ٍ أما إن كانت أنثى من ذوات الإعاقة فمن المستحيل أن تقبل أسرتها فكرة ارسالها إلى المدينة وتبقى رهينة الإعاقة سجينة الريف المحروم من الخدمات الضرورية التي يحتاج لها الاشخاص ذوي الإعاقة كي يتمكنوا من الانخراط في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين .
ونظرا لهذا الواقع والذي يتطلب منا إيجاد بدائل وتدخلات لوجستية من قبلنا جميعا ومن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ووزارة الشئون الأجتماعية والعمل والجهات المعنية وذات العلاقة لتسهم في رفع وتخفيف معانات الأشخاص ذوي الإعاقة من سكان الأرياف لا سيما وهم يمثلون أكثر من ثلثي عدد ذوي الإعاقة في اليمن والإهتمام بهم والوصول إليهم يعد واجبا◌ٍ وطنيا◌ٍ وإنسانيا◌ٍ .
لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين فروع في بعض المحافظات وهذا أمر جيد غير أننا نطمح لفتح فروع في جميع محافظات الجمهورية كي تصل خدماته إلى كل ذي إعاقة وكي ننهض بهذه الشريحة الهامة في المجتمع وكي يصل الاشخاص ذوي الإعاقة إلى حقوقهم التي كفلها لهم الدستور وجميع التشريعات النافذة ¡ فمن حق الجميع وبغض النظر عن موقع سكنه أن يحصل على مساواة عادلة في تلقي الخدمات مثله في ذلك مثل من يماثله في نوع الإعاقة .
* نائب رئيس المنظمة العربية
للأشخاص ذوي الإعاقة