
استطلاع /عبدالواسع مجلي – مطهر هزبر –
تحت هذا الشعار شرعت تسعى الجهات ذات العلاقة بمحافظة المهرة في تمكين ذوي الإعاقة السمعية من حقهم في الحصول على فرص التعليم والتأهيل بدعم متميز من الصندوق الاجتماعي للتنمية ووفق إستراتيجية الدمج التي جعلت من مدارس التعليم العام محيطاٍ معرفياٍ لكل فئات المجتمع معتمدةٍ في ذلك أساس ومعايير وتهيئة وتأهيل للبيئة التعليمية بكل ما فيها من احتياجات وكوادر ومعينات وفق شراكة تدعم النجاح مع التربية والتعليم عموماٍ والتربية الشاملة على وجه الخصوص .
بارقة أمل
قبل أعوام عديدة حصل الصم بمحافظة المهرة على فرصة التعليم إلا أن تلك الفرصة سرعان ما تلاشت ليعود الصم إلى زاوية الظل مرةٍ أخرى ذلك ما حدثتنا عنه الأخت الصماء / رحاب عوض علي عوض التي أكدت أنها تلقت الخبرات التعليمية على مدار سنتين على يد المتطوعة الاسترالية ليزا إلا أنها وبعد رحيل المتطوعة الاسترالية توقفت عن تلقي التعليم بشكل كامل هي وأقرانها وكان ذلك منذ قرابة ست سنوات مضيفةٍ أن هذا التوقف أدى إلى بقاء الكثير من الأخوات الصم حبيسات الجدران كما أن أثره السلبي أمتد إلى أخوانها الذكور الذين نفذ القليل منهم إلى الحصول على فرصة التعليم في محافظات أخرى ومنهم من سافر خارج البلد إلا أنهم يعدون بأصابع اليد الواحدة أما بقية الصم وهم كثيرون فما يزال الجهل يخيم عليهم بسبب عدم تمكينهم من فرصة التعليم واليوم نجد أن بارقة أمل عادت من جديد بوجود فصول الدمج وما يقام حالياٍ من دورات تدريبية للمعلمين والصم في لغة الإشارة وإعداد الوسائل وغيرها مما كان للصندوق الاجتماعي للتنمية دوره المتميز في البناء والتمويل لتأهيل الكادر.
(تأهيل الكادر التربوي)
حول دور مكتب التربية والتعليم أكد الاستاذ / سمير هراش مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة المهرة أن مكتب التربية بالمحافظة لم يقصر يوماٍ ما مع ذوي الإعاقة عموماٍ وذوي الإعاقة السمعية (الصم والبكم) على وجه الخصوص إلا أن المشكلة كانت في تأهيل الكادر أما ما يتصل بغرف المصادر فقد تم توفيرها في ثلاث مدارس هي مدرسة الوحدة والشعب ومخبال لكننا كنا نحتاج إلى الكادر المؤهل للعمل مع هذه الشريحة ومع وجود فصول الدمج في مدرسة الوحدة التي بنيت بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع حضرموت – المهرة – شبوة وما نجد الآن من تأهيل للكادر التربوي للعمل مع هذه الشريحة وفق ما يعتمده صندوق التنمية من تمويل وتوجيه متميز لتمكين الكادر التربوي من أساليب نقل الخبرات التعليمية لم يبق لنا أو لغيرنا العذر في فتح فصول الدمج بل وتوسيع رقع الدمج لكي تمتد الفائدة لهذه الشريحة من عاصمة المحافظة إلى المديريات والكل يعلم أن محافظة المهرة من المحافظات الكبيرة من حيث المساحة الأمر الذي يوجب علينا أن ننقل تجربة الدمج من عاصمة المحافظة إلى المديريات لنخدم أكبر عدد من الصم مؤكداٍ على أن مكتب التربية على أتم الاستعداد لدعم تجربة الدمج في مدارس التعليم العام معتبراٍ أن هذا التوجه هو واجب وطني و ديني وإنساني قبل أي شيء.
( عمل تطوعي )
كان لاختيار المتدربين في هذه المحافظة التوفيق الذي لا ريب أنه سيعكس ظلاله على خدمة هذه الشريحة فهم يؤكدون طوعيتهم وتفانيهم للعمل مع هذه الفئة وإن كان العمل في أوقات العطلة الصيفية . فقد عكسوا ذلك التأكيد من خلال وثيقة التزام رفعوها للصندوق الاجتماعي للتنمية – ممول المشروع – ولمكتب التربية بالمحافظة حيث طرحت هذه الوثيقة إيمانهم بالعمل الذي يبتغي وجه الله مؤكدين أن ما تبقى هو أن يخصص لهم مركز صيفي للقيام بتدريب الصم في عدة مجالات أبرزها لغة الإشارة التي تدربوا عليها وما يرافقها من مشغولات وحرف للذكور والإناث حتى يصل الصم في المحافظة إلى ما وصل إليه أقرانهم في العديد من المحافظات .
(توعية المجتمع )
لم يغفل المتدربون أهمية وجود جمعية تحتضن الصم وضعاف السمع بل عملوا لهذا الغرض إيماناٍ منهم بما للجمعية من أهمية في المطالبة بالحقوق وتمكين الصم من الخبرات وبالتالي فقد جمعوا الأشخاص الصم وأسسوا جمعية للصم وضعاف السمع حيث كانت الرئاسة من نصيب الأخت / منى عوض التي تؤكد أنها تكليف لا تشريف وأنها تسعى من خلال هذا العمل ومعها الصم والمعلمون إلى المطالبة بحقوق هذه الفئة وتوعية المجتمع بقدرات الصم وما وصلوا إليه في الكثير من المحافظات مقارنة بما تعانيه المحافظة من إغفال لهذه الفئة وبالتالي الدور الواجب على الجهات والمؤسسات من دعم ومؤازرة حيال الجمعية التي تمثل لسان حال الصم لاسيما وأن الجمعية ما تزال في طور التأسيس وهي بأمس الحاجة إلى النفقات التشغيلية التي تعينها على الاستمرار .
(مسح ميداني)
الأخ سمير هراش مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة طرح أهمية وجود مشروع مسح للصم حتى يكون الامتداد الدمجي للصم مبنياٍ على أسس صحيحة مؤكداٍ أن مكتب التربية سيكون أحد داعمي الجمعية وفق ما لديه من إمكانات وخبرات.
(تحقيق الشراكة)
من جانبه أكد الأخ راشد علي مدير عام مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بالمحافظة أن وجود جمعية للصم بالمحافظة هو تحقيق لمبدأ الشراكة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني منوهاٍ إلى وقوفه إلى جانب الجمعية بما يحقق نموها واستقرارها كما أنه لابد و أن يكون لهذا الجمعية نفقات تشغيلية من قبل صندوق رعاية وتأهيل المعاقين مماثلةٍ بالجمعيات العاملة في رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة .
(استمرار الدعم)
الأخت منى عوض رئيسة الجمعية أثنت على دور الصندوق الاجتماعي للتنمية وأكدت على ضرورة الاستمرار في الدعم للجمعية كما نوهت إلى أهمية دور صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في دعم الجمعية لتستمر في خدمة ذوي الإعاقة السمعية بشكل أفضل .
(الحق في التعليم)
الأخ معاذ سعيد هايل – أمين عام الجمعية (أصم ) أشار إلى أهمية تمكين الأشخاص الصم من حقوقهم كاملة وبخاصة الحق في التعليم الذي يعد الأساس في إخراج الأصم من عزلته والاندماج في المجتمع معتبراٍ أن إسهام الجمعية مع الجهات ذات العلاقة في إقامة الدورات التدريبية للعاملين مع الصم حتى لا يضيع حق الصم في التعليم وحتى لا تتجاوز أعمار الأطفال الصم سن التعليم كما هو حال الكثير منهم الآن .
(المرأة الصماء)
الأخت / عهد فضل شيخ (صماء) مسئولة المرأة بالجمعية أكدت أهمية دعم الجمعية والتعاون مع الجمعية الموجودة حتى نتمكن من إخراج الفتيات الصم من عزلة البيت إلى التأهيل والتدريب وحتى تتمكن المرأة الصم من الحصول على فرص التدريب والتأهيل منوهاٍ إلى ضرورة حصول الجمعية على الدعم اللازم الذي يمكنها من إقامة العديد من البرامج والأنشطة وبخاصة الأنشطة النسوية التي تسهم في تنمية قدرات المرأة الصماء وتعزز اندماجها ومشاركتها في المجتمع كما هو الحال في كثير من المحافظات التي شهدت فيها المرأة الصماء حضورا وتواجدا لابأس فيه مكنها من تحطيم جدار العزلة التي خيمت عليها طوال سنين طويلة .