مشروع مارشال في أبين

علي محمد العزي –
لم ولن نستطيع أن نفي الأبطال من اللجان الشعبية في لودر حقهم لما قاموا به من بطولات إلى جانب أخوانهم من القوات المسلحة¡ وبعد عام من المعاناة لمحافظة أبين¡ هذه المحافظة البطلة الذي تسببت القاعدة في تشريد أهلها وتدمير بنيتها التحتية¡ وأعلنتها إمارة إسلامية في غفلة من الزمن¡ واليمن تعيش الكثير من الأزمات في ذاك الوقت¡ حيث لا أحبذ عبر مقالي هذا أن أخوض بالكثير من التفاصيل الذي عاشته محافظة أبين وأبنائها وما سطروه من ملاحم بطولية وكفاح مستميت في سبيل دحر أنصار الشر من محافظة أبين¡ بقدر ما يهمني الحديث عن ما يفترض تقديمه لأبين بعد دحر القاعدة منها¡ وبما يمكن للحكومة أن تقدمه لعودة النازحين إلى بيوتهم والمزارعين لمباشرة أعمالهم في مزارعهم وحتى تعود السكينة والوئام لهذه المحافظة التي عانت في الماضي من الإهمال وتعرض الكثير من أبنائها العسكريين للإحالة للتقاعد القسري من أبناء مديريات لودر وموديه والكود وزنجبار وما شهدته من تقاسم لأراضي التعاونيات الزراعية وتمليكها لمتنفذين من العيار الثقيل¡ ناهيكم عن غياب التنمية الشاملة التي تسببت بإنتاج مزيد من العاطلين والفقراء في محافظة أبين¡ مما كان لكل هذه العوامل مجتمعة أثرا◌ٍ سلبيا◌ٍ لخلق بيئة حاضنة لفكر القاعدة والأرهابيين¡ وحتى لا تعود القاعدة مرة ثانية لهذه المحافظة¡ علينا أن نقضي على المتسبب قبل الأسباب وأن نحارب الفقر والجهل والظلم عبر تبني القيادة السياسية والحكومة اليمنية لرؤية شاملة نستطيع من خلالها النهوض بالحياة الاقتصادية والتنموية والمعيشية لمواطني أبين¡ حيث يمكن القول بأن أبين اليوم محافظة منكوبة¡ وقد يصل نسبة الدمار الشامل لبعض مديرياتها كزنجبار والكود لنحو 70 % وتضررت الكثير من المؤسسات والمرافق الحكومية وممتلكات المواطنين من مساكن ومتاجر ومزارع¡ لذا فإن المصيبة كبيرة والتحدي كبير¡ لكن أنا على قناعة تامة بأن النوايا السياسية صادقة بانتشال أوضاع أبين المتردية¡ والحكومة تعمل على عودة الخدمات الضرورية لإيصال الكهرباء والماء وخطوط التلفون¡ وبإزالة الألغام وخلق استقرار أمني.
ونشكر الحكومة على ماتقوم به إلا أن هذا الأمر لايكفي نظرا◌ٍ لهول المأساة والنكبة التي تعرضت لها أبين¡ والذي أرى باعتقادي الشخصي بأنها تستحق من الاهتمام على غرار مشروع مارشال والذي تبنته أمريكا للنهوض بأوضاع أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية¡ وأظن بأن محافظة أبين تستحق ذلك لأنها حاربت القاعدة نيابة عن العالم¡ ولو قدر للقاعدة أن تنتصر في هذا الجزء من الأرض لشهدنا من الحقائق والأحداث التي يصعب التكهن بها¡ لذا ليس منة (بكسر الميم) من أحد بل من واجب اليمن حكومة وشعبا◌ٍ إلى جانب إخوانهم من دول الخليج والدول والأصدقاء من الدول المانحة لدول الغرب بأن ينشئوا صندوقا◌ٍ دوليا◌ٍ خاصا◌ٍ لإعادة إعمار أبين وليثبت الأشقاء والأصدقاء دعمهم الحقيقي في القضاء على الإرهاب من جذوره من خلال تبنيهم بإعادة إعمار مساكن المواطنين وبناء البنية التحتية الملائمة والداعمة للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والتنموية لمحافظة أبين التي تمتلك من الإمكانيات والتنوع الاستثماري في مختلف المجالات الزراعية والسمكية والتعدينية والسياحية والتجارية وغيرها من مجالات¡ وكما قدم أبناء أبين نموذجا◌ٍ رائعا◌ٍ في مقاومة الإرهاب من خلال تلاحم الشعب والجيش بدحر عناصر القاعدة من أبين¡ فبالتالي أنا على قناعة تامة بأن أشقائنا من دول الخليج وأصدقائنا من الدول المانحة كأمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا واليابان والصين وهولندا لن يخذلونا في معركتنا بعد تطهير أبين من القاعدة¡ وقد هلت بشائر الخير بقدوم لجنة قطرية مكلفة من قبل أمير دولة قطر الشقيقة للإطلاع على مدى الدمار الحاصل في محافظة أبين ¡وأملنا في الله وبدولة قطر الذي ليس بغريب عليها بما ستقدمه من دعم رئيسي في إعادة إعمار أبين من جهة وتبني إقامة مشاريع استثمارية فيها من جهة أخرى¡ لذا أتمنى من الدول الشقيقة والصديقة أن يحذو حذو دولة قطر للقضاء على مسببات الإرهاب .
Alezzi_ali@yahoo.com

قد يعجبك ايضا