اللعبة اللعينة!!

هاشم عبدالعزيز –
خاب أمل المتفائلين وحل ما توقعه المتشائمون في شأن تحويل المصالحة الوطنية الفلسطينية من شعارات للمزايدة الإعلامية إلى خطوات عملية¡ ودخل الانقسام السياسي الفلسطيني الساقط على الأرض بين «فتح» و«حماس» في الضفة الغربية وقطاع غزة¡ مأزقا◌ٍ جديدا◌ٍ باتجاه النفق المظلم عوضا◌ٍ عن الخروج إلى أفق الشراكة السياسية والإرادة الوطنية ووطأة القضايا المصيرية.
أمس قبل الأول أقدمت حركة «حماس» على تعليق تسجيل الناخبين في قطاع غزة¡ وجاءت خطوة «حماس» قبل يوم واحد من بدء عمليات تسجيل الناخبين وبعد شهر – فقط – من سماحها للجنة الانتخابات البدء في العمل رسميا◌ٍ في غزة.
«حماس» بررت إجراءها بما أسمته «عراقيل» تعيق عمل هذه الهيئة بينها «انتهاكات» بحق أنصار الحركة في الضفة الغربية¡ بما يمنعهم من التسجيل أو ممارسة دورهم الرقابي وعدم فتح عمليات التسجيل للانتخابات الرئاسية¡ رغم أن اتفاق المصالحة نص على اقتراعين¡ رئاسي وتشريعي¡ فيما اعتبرت «فتح» إجراءات «حماس» تنصلا◌ٍ من اتفاق المصالحة الوطنية.
لسنا بصدد الخوض في هذه المجادلة التي غدت عقيمة¡ لكن يمكن القول إن «افتعال» العراقيل من جهة طرف¡ والرد «الانفعالي» من طرف آخر¡ لعبة دالة على أن كليهما في وضع مريح يريد استمرار الحالة الانقسامية.
ما هو دال على هذه الحقيقة أن تأتي هذه التطورات في اللحظة الأخيرة من بدء هذه العملية.
السؤال الآن : هل الطرفان عمليا◌ٍ باتا في قناعة باستمرار هذه الحالة¿ أم أنهما يلتقيان دون اتفاقات مسبقة على هكذا تلاعب¡ تجنبا◌ٍ لحسابات خسائر إذا ما جرت العملية الانتخابية¿
في أي حال إن ما جرى في شأن تسجيل الناخبين لا يخص علاقة «فتح» و«حماس»¡ لكنه إجهاض لمبدأ الشعب مصدر السلطات¡ وضربة لإرادة الشعب الفلسطيني الصامد في مواجهة الاحتلال الصهيوني¡ إذا به أسير هكذا نزوات سياسية غير مسؤولة¡ وهنا تبدأ وهي خاتمة مسألة المصالحة الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا