الثورة نت/..
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور بأن اليمن وانطلاقاٍ من استيعاب الدلالات الكاملة لمفهوم الأمن القومي أكثر وعياٍ بالتحديات المرتبطة بأمنه القومي.
وقال الدكتور مجور خلال افتتاحه بصنعاء اليوم ورشة العمل حول محددات الأمن القومي التي تنظمها الأكاديمية العسكرية العليا بالتعاون مع مركز الشرق الأدنى وجنوب أسيا للدراسات الاستراتيجية ” إذا كان الاستقرار يعد أحد المؤشرات القوية على سلامة الأمن القومي لأي بلد فإننا في اليمن نحرص على إرساء مناخ الاستقرار وسمنضي في كافة الإجراءات المؤدية إلى الاستقرار المنشود عبر معالجة الاختلالات في الجانب المؤسسيوالإيفاء بالمتطلبات والأولويات المعيشية الملحة للناس”.
وأضاف ” إن جهود الدولة والحكومة ماضية نحو الوصول إلى تنمية شاملة ومستدامة واقتصاد راسخ وقوي البنيان ومتعدد المصادر. يكون بمقدوره أن يستجيب للأولويات الملحة بما في ذلك إيجاد فرص عمل للعاطلين وهي الهم الأكبر في إستراتيجية مستدامة للأمن القوميبما يمثل ذلك من انعكاسات طيبة على جهود مكافحة الفقر التي تعتبر واحدة من أولوياتنا الرئيسية خلال المرحلة الراهنة واللاحقة”.
وتابع رئيس الوزراء قائلاٍ ” ومن بين تلك الأولويات توفير الخدمات الأساسية من مياه صالحة للشرب وكهرباء وطرق وتوفير تعليم حديث تتناسب مخرجاته مع مدخلاتة”..مشيراٍ إلى أن تأمين الدولة موارد متنامية ودائمة وثابتة يتطلب بدوره تطوير مواردنا الحالية وإدارتها وتوجيهها التوجيه السليم والصحيح وبكفاءة نحو الأهداف المنشودة.
واستطرد قائلاٍ ” إننا ندرك تماماٍ انه لا يمكن الركون إلى هذه الموارد فحسب بل وينبغي التوجه في نفس الوقت إلى تنميه موارد متجددة أخرى مثل تطوير البنية التحتية للسياحة والثروة السمكية وتشجيع الاستثمار الخارجي ونحن على يقين أن ذلك لا يتحقق إلا من خلال وضع ورسم سياسات إستراتيجية تحقق بيئة استثمارية وسياحية مناسبة لتحقيق تلك الأهداف أبرزها تلك الموجهة لتطوير أداء أجهزة الدولة الإدارية والقضائية والأمنية”.
وقال رئيس الوزراء ” لازلنا ننظر إلى الدعم الدولي المباشر عبر المساعدات والهبات والقروض وغير المباشر من خلال الاستثمارات باعتباره مورداٍ ذا أهمية في هذه المرحلة ونعول كثيراٍ على الاستثمارات العربية والأجنبية في مشاريع ذات مردود اقتصادي ومولدة لفرص العمل”..مؤكدا حرص الحكومة على تشجيع المؤسسات المالية والاقتصادية وحثها على التوجه نحو توظيف رأس المال الخارجي للاستثمار في مشاريع البنية التحتية والمشاريع السياحية والتعليم والطاقة والأسماك وغيرها من المجالات التي لها مردود للمستثمرين ولليمن على حد سواء.
وأضاف ” اننا نعول على الدعم الدولي في مساعدة اليمن على التغلب على الصعوبات والعوائق الإدارية والقانونية وتمكين المؤسسات اليمنية من مواكبة آليات التحديث العصرية وتجاوز العوائق المحبطة للاستثمار الخارجي.
وأشار الدكتور مجور إلى أهمية الوقوف على “محددات الأمن القومي” كونه يستمد اهميته من طبيعة التهديدات التي تستهدف الأمن القومي لليمن ولغيره من بلدان المنطقة هذه الأيام من خلال إثارة الفوضى وتسويقها عبر وسائل الاتصال الأكثر تطوراٍ في عالمنا إلى حد بات معه الاعتقاد راسخاٍ بأن منطقتنا تتعرض اليوم لمخطط خطير للغاية يستهدف إشغال شعوبها بقضايا.
ولفت إلى ان هذه القضايا تخرج من الأجندة ذاتها التي تريد أن تجعل كل دولة في منطقتنا في حالة انشغال كامل بمشاكلها الداخلية وتنأى عن أولوياتها الوطنية والإقليمية وفي مقدمتها قضية فلسطين والتكامل العربي.
وعبر عن أمله في أن تخرج هذه الورشة بتصورات واضحة حول مفهوم الأمن القومي ومحدداته خصوصاٍ وأن الأمن القومي لم يعد يقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية فقط بل يتعداها إلى مجالات عديدة كلها تشكل سلسلة متصلة ببعضها وتتشارك في صياغة المعنى الحقيقي والأكثر شموليةٍ لمفهوم الأمن القومي.
من جانبه عبر وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي عن أمله في أن يقود التعاون بين اليمن ومركز” النيسا” للدراسات الإستراتيجية الأميركي إلى الإسهام بشكل متزايد في ايجاد أجواء من الفهم المشترك والاستيعاب لمواقف اليمن والتحديات التي يواجهها.
وقال ” إن انعقاد الورشة في اليمن يعطي مجموعة من المؤشرات والفرص التي علينا استيعابها ومنها إدراك الإدارة الأميركية الأهمية الإستراتيجية لليمن بالرغم من وجود بعض الدعوات في الولايات المتحدة إلى تقسيم دول المنطقة لوضع خارطة جديدة لها خدمة للمصالح الاميركية وأن الإدارة الحالية تتمسك بوحدة اليمن كعامل أمن واستقرار للمنطقة والعالم”.
وأوضح أن توجه مدنية العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم سيزيل الكثير من الشكوك حول السياسية الأميركية وسيمكن من ايجاد علاقة ندية ومتوازنة كما أن هذا التوجه سيفتح الباب واسعا للدفع بالعلاقات اليمنية الأميركية نحو آفاق أوسع من التعاون .
ولفت الوزير القربي إلى التغير الحاصل في تعاطي الولايات المتحدة مع أجندة الإرهاب من حيث دورها وما هية الدور والدعم الذي تقدمه لشركائها في مكافحة الإرهاب وإدراكها أن تواجد قواتها المباشر لا يضر بالجهود الوطنية لمكافحة الإرهاب فحسب ولكنه أيضا يكلف الولايات المتحدة الأميركية الكثير سياسيا وعسكريا وماديا ويحط من صورتها أمام شعوب العالم.
وأكد أن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تختزل في الجانب الأمني والعسكري بل يجب أن تنطلق من خطة متكاملة تعتمد على تحقيق الأمن الإنساني بإبعاده المتعددة الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية وبناء الدولة الحديثة.
وأشار إلى أن الفرصة سانحة اليوم للولايات المتحدة الأميركية والجمهورية اليمنية لتطوير شراكة تعتمد على حماية مصالح البلدين وتعزيز دورهما في حماية الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وفي الشراكة الدولية في مكافحة الإرهاب منوها بان الفرصة متاحة كذلك من خلال مجموعة أصدقاء اليمن للدفع بهذه التوجهات وتحقيق الأهداف المرجوه.
وأكد أن اليمن يعول كثيرا على دور فاعل للولايات المتحدة الأميركية في جعل هذه المجموعة أداة حقيقية لمساعدة اليمن على مواجهة التحديات الكثيرة في أجواء من الثقة والشراكة وفي إطار برنامج الحكومة للتنمية والإصلاحات .
فيما أكدت عضو مجلس النواب الأميركي بيتي ماك كولوم أن من مصلحة بلدان المنطقة والعالم أن ينعم اليمن بالأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية وأكدت تطلعها لعلاقات شراكة متينة بين اليمن والولايات المتحدة قائمة على مبادئ الأمن المشترك وتعزيز جهود التنمية.. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تابعت باهتمام مبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للإصلاحات والتي أعلنها في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى وأكدت أهمية الحوار من أجل الخروج من أي أزمات.
وأكدت المسؤولة الأميركية أهمية الفعالية التي تحتضنها العاصمة صنعاء للبحث في استراتيجيات حماية الأمن القومي في اليمن والتي من شأنها أن تساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي.
وأوضح السفير محي الدين الضبي وكيل أول وزارة الخارجية أن ورشة العمل الخاصة بإستراتيجية الأمن القومي في اليمن ستبحث خلال الفترة من 19 ـ 23 فبراير 2011م في تحديات الأمن القومي واستراتيجيات مواجهاتها انطلاقا من أوضاعها في الوقت الراهن..مشيرا إلى أن الورشة تستهدف البحث في رؤية شاملة بشأن أولويات الأمن القومي تحقق المصالح العليا لليمن .
من جانبه أكد علي محمد الآنسي مدير مكتب رئيس الجمهورية ومدير جهاز الأمن القومي أن تنظيم الورشة يأتي في إطار التعاون بين مركز الشرق الأدنى لجنوب آسيا التابع لجامعة الدفاع الوطني الأميركية وبمشاركة عدد من الكوادر الأمنية والعسكرية المهتمة بقضايا الأمن القومي في اليمن ضمن سلسلة من الدورات التي يتبناها المركز في واشنطن وصنعاء بهدف زيادة الوعي وتعزيز القدرات التدريبية والتعليمية غير القتالية للعاملين بقضايا مكافحة الإرهاب بما يعزز من أسس الشراكة القائمة بين اليمن والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة في كافة إشكالها تجسيدا للعلاقات المتميزة القائمة بين البلدين الصديقين
في مختلف المجالات .
وفي الافتتاح القى السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين والدكتور حسن العمر عضو مجلس الشوى كلمتين تناولتا أهمية تنظيم الفعالية في صنعاء والنتائج التي يأمل المشاركون الخروج بها من أجل تحديد رؤى حديثة لتعزيز الأمن القومي في اليمن .