وسط”خيبة إسرائيلية” .. فرحة فلسطينية بضم” كنيسة المهد” إلى قائمة التراث العالمي


كتب/ محمد السيد –
فجرت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة” اليونسكو” مساء أمس الجمعة في اجتماعها في مدينة سانت بطرسبرج الروسية¡ مفاجأة من العيار الثقيل من خلال موافقتها بالأغلبية على ضم كنيسة المهد في بيت لحم لقائمة التراث العالمي. قرار أكد من جديد على وقوف العالم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في استرجاع حقوقه المغتصبة. حيث كسبت الدبلوماسية الفلسطينية أخيرا◌ٍ معركتها مع الجانب الإسرائيلي الرافض لضم كنيسة المهد إلى القائمة العالمية.
قرار منظمة اليونسكو أمس لم يزعج الإسرائيليين فقط¡ بل أنه أزعج الإدارة الأمريكية أيضا◌ٍ¡ انزعاج تقرأه من خلال تصريحات السفير الأمريكي لدى اليونسكو السيد ديفيد كيليون والذي أعرب عن” خيبة أمل كبيرة” من القرار الدولي وذلك بعد دقائق قليلة من صدور قرار المنظمة بضم كنيسة المهد إلى قائمة التراث العالمي. حيث أوضح السفير الأمريكي في بيان له¡ بأن هذا الموقع مقدس بالنسبة إلى كل المسيحيين..¡ داعيا◌ٍ اليونسكو إلى عدم إقحام السياسة في عملها. ووصف إجراءات ضم الموقع إلى القائمة العالمية¡ بأنها كانت عاجلة¡ وهي إجراءات لا ت◌ْستخدم عادة إلا للمواقع المهددة بالتدمير الوشيك¡ على حد قوله.
من جانبهم اعتبر الفلسطينيون ضم كنيسة المهد ببيت لحم إلى لائحة التراث العالمي¡ بأنه” يوم تأريخي” حيث انتصرت فيه القضية الفلسطينية. فقد نقلت وكالة” فرانس برس” عن المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس نبيل أبو ردينه قوله” إن هذا اعتراف من العالم بحقوق الشعب الفلسطيني وهو انتصار لقضيتنا وعدالتها”. وأكد بأن صدور هذا القرار¡ ي◌ْبرهن على رفض العالم مرة أخرى للاحتلال ووقوفه إلى جانب الحق والعدل والشرعية الدولية وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
الحكومة الفلسطينية هي الأخرى رحبت بهذا القرار¡ حيث قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في بيان¡ إن قرار اليونسكو في دورتها السادسة والثلاثين¡ يؤكد الأهمية العالمية لمدينة بيت لحم الفلسطينية المقدسة¡ ومكانتها لدى شعوب العالم والتراث والحضارة الإنسانية. مشيرا◌ٍ إلى أن القرار يعطي الأمل والثقة للشعب الفلسطيني بحتمية انتصار قضيته العادلة¡ ويزيد من إصراره على مواصلة انخراطه في تعميق جاهزيته لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وشدد على أنه “آن الأوان لمنظمات الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة أن تتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والثقافية والأخلاقية¡ لوضع حد لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني وتراثه الثقافي وإرثه الحضاري الإنساني¡ من مخاطر جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف فياض “على المجتمع الدولي أن يمارس هذه المسؤولية بجدية وفاعلية لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة منذ عام 1967¡ وتمكين شعبنا الفلسطيني من تقرير مصيره واستعادة مكانته الحضارية والثقافية والإنسانية¡ وإسهامه في تحقيق الاستقرار والسلم الدوليين”.

قد يعجبك ايضا