سبل الوصول

 - عندما يسألك أي شخص عن الصعوبات والعراقيل التي تعترض  وصول الأشخاص ذوي الإعاقة لدمج شامل وكامل في المجتمع  يتبادر إلى الذهن الإجابة التالية.
إن البيئة المحيطة من أبنية وطرق ومنشآت  غير مهيأة لسبل الوصول ولم يأخذ
عبد الله أحمد بنيان –
عندما يسألك أي شخص عن الصعوبات والعراقيل التي تعترض وصول الأشخاص ذوي الإعاقة لدمج شامل وكامل في المجتمع يتبادر إلى الذهن الإجابة التالية.
إن البيئة المحيطة من أبنية وطرق ومنشآت غير مهيأة لسبل الوصول ولم يأخذ مشيدوها حساب احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة ونستغرب على هذا الأمر رغم أن جميع المجتمعات لا تخلو أبدا من وجود هذه الشريحة وعلى مختلف الأزمان .
وهنا يتبادر تساؤل هام لماذا لا يؤخذ بالحسبان شريحة ذوي الإعاقة عند تصميم وتجهيز وبناء المنشآت والطرق لتكون سهلة الوصول للجميع رغم أنها غير مكلفة وتعتبر لمسات فنية في غالب الأحيان.
ومن وجهة نظري أن الإجابة هي تكمن في قوة وفعالية صوت الأشخاص ذوي الإعاقة ومنظماتهم الناطقة بحالهم فكلما نشطت وعلا صوتها انتبه لها الجميع وحقق مطالبها.
وتأكيدا لهذا الاستنتاج فإننا نجد أن الدول التي تكون منظمات الاشخاص ذوي الإعاقة فيها قوية وفعالة ونشطة نجد أن الاشخاص ذوي الإعاقة يتمتعون بأكثر حرية ودمج في المجتمع ويتمتعون بمشاركة فعالة في مجتمعاتهم ذلك بسبب أن دولهم قد أمنت لهم سبل الوصول إلى جميع المرافق والمنشآت العامة والخاصة تسهيلا منها لإتمام عملية الدمج الشامل والكلي للأشخاص ذوي الإعاقة مع المجتمع¡ غير أن هذا لم يأت عفويا بل جاء بعد مطالبات ومتابعات وضغط من منظمات الاشخاص ذوي الإعاقة .
وفي ما يخص بلادنا اليمن الحبيب نلاحظ أن الجهات المختصة وبعد مناشدات عديدة قد أصدرت عددا◌ٍ من القوانين المعنية بذوي الإعاقة ومنها قانون رقم 61 لعام 1999 م الذي سمي قانون رعاية وتأهيل المعاقين¡ إذ خصصت مادة رقم 10 منه لضمان وصول ذوي الإعاقة وتهيئة البيئة المحيطة لتسهيل وصول الاشخاص ذوي الإعاقة كما صدرت بعض القرارات التي يكون من شأنها تسهيل سبل وصول الاشخاص ذوي الإعاقة ومنها على سبيل المثال عدم منح تصاريح البناء مالم يؤخذ حساب تنقل ذوي الإعاقة في تصاميم البناء .
وهذا الأمر يعد خطوة هامة وجيدة غير أن الواقع يشهد غير ذلك فعند تسليم أي مبنى أو منشأة عامة أو مختلطة أو خاصة فإن المستلمين لها لا يهتمون لذلك تركيزا منهم على الأمور الكبيرة والهامة في نظرهم.
ومن هذا المنبر والصحيفة الرائدة نناشد الجميع لمراعاة وصول الاشخاص ذوي الإعاقة إلى جميع ما يتاح لغيرهم الوصول إليه كونهم جزءا◌ٍ لا يتجزأ من مكونات المجتمع وعلى الجميع احترام كرامتهم وتسهيل سبل وصولهم كون ذلك من أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتع بها أي إنسان .

> نائب رئيس المنظمة العربية
للأشخاص ذوي الإعاقة

قد يعجبك ايضا