المشروع يطبق في مجال تنمية خدمات المياه بالمناطق الفقيرة من خلال الشراكة بين القطاعين


محمد العريقي –
ترتبط كفاءة تنفيذ المشروعات بمدى توجيه واستخدامات التمويل بطريقه سليمة وشفافة , وبما يخدم تحقيق الأهداف من تنفيذ المشروع .
وتزداد الحاجة للأخذ بهذا الأسلوب كلما كان المشروع يتعلق بالخدمة الاجتماعية وبالتحديد الموجه للفقراء .
وعلى ضوء هذا الاتجاه ظهر حديثا ما يعرف بتنفيذ مشاريع اجتماعية وفق مفهوم (التنفيذ المستند على النواتج).
في اليمن هناك حاليا برنامج في قطاع المياه والصرف الصحي يدعم تنفيذ مشروعات وفق هذا المفهوم (التنفيذ المستند على النواتج).
ولأن هذا المفهوم غير واضح عند الكثير منا , لذلك وضعت أمام الأخ المهندس قائد سرحان مدير مشروع (الدعم المستند على النواتج) ليلقي لنا الضوء حول هذا المشروع , وأهدافه وأماكن تنفيذه وذلك من خلال هذا الحوار :

المفهوم والخلفية
< أنت الآن مسؤل مشروع جديد يطلق عليه (مشروع الدعم المستند على النواتج) وهذا مفهوم جديد ربما لم يعرف عنه الكثير هنا باليمن ماذا يعني هذا المفهوم .. وماهي خلفياته .. والهدف منه .. وآلية تنفيذه ¿
– يأتي هذا المشروع في إطار توجه وزارة المياه والبيئة في تحقيق الأهداف الإستراتيجية الوطنية لقطاع المياه والصرف الصحي الحضري وأهداف الألفية التنموية بإيلاء الأولوية للفقراء ورفع نسبة التغطية وتحسين الخدمة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية الفقيرة , وبالنسبة لمشروع الدعم المستند على النواتج , فهو يركز على تنفيذ مشاريع مياه في المراكز شبه الحضرية الفقيرة في عدة محافظات بدعم مشترك من برنامج الشراكة العالمية والبنك الدولي والحكومة اليمنية وبمشاركة القطاع الخاص لتزويد الخدمة عبر عقود امتياز.
فالمعونة المستندة إلى النواتج هي آلية تربط صرف التمويل في شكل دعم مالي بما يتم إنجازه من خدمات ونواتج محددة وقد استخدمت المعونة المستندة إلى النواتج منذ مطلع القرن الجديد في توفير البنية الأساسية والخدمات الاجتماعية للفقراء عادة من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص .
وفي ظل مشاريع المعونة المستندة إلى النواتج يتحمل مقدمو الخدمة مخاطر الأداء ويعني ذلك أن يمول مقدمو الخدمة النواتج مقدما قبل أن يستردوا أموالهم من الدعم المالي المقدم من برنامج المعونة لدى التحقق بواسطة جهات مستقلة من قيامهم بتقديم النواتج المتفق عليها مسبقاٍ.
وفي معظم المشاريع التي يمولها برنامج الشراكة العالمية للمعونات المستندة على النواتج يتم حجب جزء من المدفوعات إلى ما بعد عدة أشهر من البدء بتقديم الخدمة وذلك لتعزيز فرص استدامة المشروع .
ماهي الدول التي استفادت من هذا البرنامج .. وفي أي مجالات¿
– مشروع الدعم المستند على النواتج طبق في العديد من الدول الأفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية وعلى الأخص في البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية والبنك الدولي,وتتركز في تقديم الخدمات الأساسية كالمياه والطاقة والصحة والتعليم .

منطلقات المشروع
< بالنسبة لليمن , ماهي طبيعة المشروع الذي تشرف عليه وينفذ في إطار هذا البرنامج .. .وماهي منطلقات أهميته ..وماهي مكوناته .. وماهي الجهات المساهمة في تمويله ... ومقدار تكلفته .. والمدة الزمنية للمشروع ¿
– المشروع الذي نحن بصدد الحديث عنه في مجال المياه حيث تشكل المياه أهمية كبيرة لارتباطها بحياة الإنسان ورغم الاهتمام الذي توليه الدولة والجهات الممولة لزيادة التغطية في مجال مياه الشرب في المراكز الحضرية وشبه الحضرية إلا أن التغطية لم تتجاوز 45% لذلك أضحت مسألة إشراك القطاع الخاص في مساعدة القطاع العام للاستثمار في مشاريع المياه ضرورية ليتحمل جزءاٍ من المهام الموكلة إلى القطاع العام .
وتأتي أهمية هذا المشروع أنه يستهدف المراكز شبه الحضرية والتي يغلب عليها حالة الفقر كما أنه يحفز القطاع الخاص للمشاركة بتقديم الخدمة .
أما مكونات المشروع فهي كالتالي :
1- إعادة تأهيل مكونات المشاريع القائمة من آبار ومضخات ومولدات وخطوط نقل وخزانات مياه .
2- حفر آبار جديدة .
3- توريد وتركيب مضخات جديدة .
4- استبدال المضخات والمولدات القديمة .
5- تحسين الشبكات القائمة ومد شبكات جديدة .
6- التوصيل إلى المنازل وتركيب عدادات .
كما أن المشروع يهدف إلى إشراك القطاع الخاص في بناء وتشغيل المشروع وفقا لمعايير نوعية وفق عقد امتياز لفترة 15 عام والدعم المقدم خمسة ملايين دولار من الشراكة العالمية للدعم المستند على النواتج 9.1مليون دولار من البنك الدولي و2 مليون دولار من الحكومة اليمنية .
وهذه المبالغ تغطي أربعة عشر مشروعا في عدة محافظات . مخطط للمشروع أن ينجز حتى منتصف عام 2014م إنما بسبب الظروف التي مرت باليمن فقد يمتد تنفيذه إلى منتصف عام 2015م وذلك للمرحلتين ويدار هذا المشروع عبر ( وحدات مشروع المياه والصرف الصحي للمدن الحضرية) التابعة لوزارة المياه والبيئة وهى وحدة متخصصة مستقلة مالياٍ وإدارياٍ أنشئت من قبل البنك الدولي وتدير تمويلات للبنك الدولي والصناديق العربية والخليجية وبكلفة تقدر بمائتين مليون دولار
< وماهي المناطق المختارة ¿
-في المرحلة الأولى سيكون البدء بأربعة مراكز تجريبية
قرية القابل في أمانة العاصمة
سنبان في محافظة ذمار
شرس في محافظة حجة
جوبلة في محافظة إب
< هل يمكن التوسع إلى مناطق أخرى¿
– وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى سيتم البدء بالمرحلة التالية والتي ستغطي عشرة مراكز أخرى في عدة محافظات .
< ماهي المعايير التي تبنى عليها اختيار المناطق التي ينفذ فيها المشروع .¿
– أما المعايير التي يبنى عليها اختيار المناطق التي ينفذ فيها المشروع فهي :
1- توفر مصادر المياه .
2- مستوى الفقر وإيصال المياه إلى الفقراء .
3- استعداد المستفيدين لدفع تكلفة المياه .
< ماهي المزايا التي يمكن استخلاصها من تنفيذ مشاريع على ضوء هذا البرنامج ¿
– المشروع تجريبي وسيْستخلص منه دروس وتجارب يستفاد منها في المرحلة التالية والتي تتمحور حول مدى نجاح إشراك القطاع الخاص فى تنمية خدمات المياه .
< ماهي الأطراف المعنية التي يتطلب التواصل معها قبل تنفيذ المشروع في تلك المناطق ... وكيف يتم توصيل فكرة المشروع للمستفيدين والمنفذين والمشرفين على المشروع ¿
– سيكون هناك تواصل مع المستفيدين من المشروع وممثليهم والمجالس المحلية والجهات ذات العلاقة بالمياه وسيتم عقد لقاءات وورش عمل مع كافة ذوي العلاقة لطرح فكرة المشروع وإيصالها أيضاٍ إلى القطاع الخاص الذي نأمل أن يتجاوب وأن يكون له دور في إنجاح المشروع .

شحة المصادر المائية
< هل تأخذون في الاعتبار أوضاع المصادر المائية الشحيحة التي تعاني منها اليمن وخطورة الاستنزاف وكيف يتم ذلك¿
– عند إعداد دراسة الجدوى تؤخذ مصادر المياه في الاعتبار إذ بدون مصدر المياه لا يمكن للمشروع أن يتم, واستنزاف المياه في الأحواض المائية يكون في الغالب في مجالات الري بالطرق التقليدية وهو مايمثل نسبة عالية جداٍ من المياه المستنزفة أما مياه الشرب فتكاليف الخدمة تدفع المستهلك إلى ترشيد الاستهلاك خاصة وان المشروع من مكوناته تركيب عدادات مياه للمستهلكين.
< هل هناك تنسيق مع الهيئة العامة للموارد المائية والمؤسسات المحلية في المناطق الواقعة فيها المشروع .. وكيف يتم ذلك ¿
– المؤسسات المحلية هي الجهات التي ستتولى توقيع العقد مع مزود الخدمة والإشراف عليه ومراقبته . وكما أن المشروع القائم سيسلم للمؤسسة المحلية التي بدورها ستقوم بتسليمه لمزود الخدمة الذي سيرسو عليه العطاء .
وفي حالة حفر آبار جديدة سيتم التنسيق مع الهيئة العامة للموارد المائية ومن خلال المؤسسات المحلية .

المردود المتوقع
< ماهو المردود المتوقع على مستوى إمدادات المياه في تلك المناطق وماهي إمكانية ديمومة تلك المشاريع ¿
1- تحسين خدمة المياه من خلال توصيل المياه إلى كل منزل ووفقا للمواصفات الفنية .
2- تحسين الوضع التعليمي والمعاش .
3- وصول مياه شرب نقية معقمة مما يسهم في تحسين الوضع الصحي .
ستوقع عقود امتياز مع مزودي الخدمة من القطاع الخاص لفترة خمسة عشر عاماٍ قابلة للتمديد والديمومة مرتبطة بتوفر مصادر المياه واستجابة العملاء بدفع رسوم تكاليف إيصال الخدمة .
< ماهي المقومات المطلوبة لنجاح أداء المشروع وتحقيق أهدافه المرجوة¿
– تجاوب القطاع الخاص المؤهل والقادر وتعاون المجتمع المحلى والجانب الرسمي وتوفير الحماية الأمنية والقانونية.
*هل تتوقع صعوبات أو معوقات محتملة .. خاصة وانتم في بداية المسح وجمع المؤشرات الأولية (من الجانب المجتمعي – والرسمي).¿
نحن نتوقع تعاون المجتمع المحلي والجانب الرسمي نظرا لحاجة المجتمع لهذه الخدمات الحيوية إلا أنه من تجاربنا في مشاريع سابقه تظهر عوائق حول تسليم أصول المشاريع القائمة من أراضُ ونحوها كما أن تقبل المجتمع المحلى للتعرفة وتجاوبه في تسديد تكاليف الخدمة الشهري بانتظام كفيل باستمرار الخدمة واستدامتها كما أننا نخشى عزوف القطاع الخاص المؤهل والقادر على الإقدام على المنافسة والمشاركة في هذه المشاريع الخدمية.
< هل هناك رؤية للتغلب على مثل هكذا صعوبات إن صادفتكم أثناء تنفيذ العمل ¿
– البرنامج وضع معالجات منها برامج توعية وتواصل وكذا برامج تدريب و رفع قدرات لمزودي الخدمة الذي سيرسو عليه العطاء.

قد يعجبك ايضا