هيجان إعلامي!



أحمد عبدالله الشاوش
جسد الإعلام العربي بكافة وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة وكافة مواقع التواصل الاجتماعي خلال ثورة الربيع العربي الدامي للعام 2011م صورة أكثر بشاعة وسلبية لدى المواطن العربي الذي أصيب جراء ذلك التناقض الإعلامي والتزييف الكبير للحقائق والأخبار بحالة من الرعب والاضطراب النفسي¡ والشعور بعدم الاستقرار حتى وصلت تلك الوسائل في اخبارها الملفقة إلى أقصى درجة من الهيجان الإعلامي¡ وعدم التوازن في نقل المعلومة الحقيقية وفقا للواقع ومجريات الأحداث وعملا بأخلاقيات المهنة¡ وصار المشهد أكثر قتامة ويحمل أكثر من علامة استفهام وتعجب¡ والعجيب في الأمر أن تلك الوسائل تحولت بقدرة قادر إلى دراما مأساوية فظيعة بتجردها عن الحقائق وأشبه بمسلسل مكسيكي¡ وأصبحت تطارد المشاهد على مدار الساعة في كل زاوية نتيجة الطفرة التكنولوجية الحديثة وتحاول إقناعه بما تبثه وتنشره من أخبار وتقارير وتحليلات ومقابلات للتأثير عليه وادلجته برؤية معينة مسبقا في المطابخ السياسية الحاصلة على شهادة الإيزو!! بإثارة النعرات الطائفية والمناطقية والحقد والفجور وإثارة الشعوب ضد انظمة وقيادات بعينها¡ والتسويق للتجزئة وتفكيك الوحدة الوطنية والانسلاخ الأخلاقي حتى صار المواطن العربي أول ضحايا تلك الدراما ونتيجة لثقة المشاهد بتلك الوسائل التي بدأت بالتميز والثقة ولكن سرعان ما تهاوت عروشها وفقدت مصداقيتها وثقتها كالجزيرة والعربية وبعض الصحف والمواقع الإلكترونية نتيجة لحملاتها الشرسة وأخبارها المضللة والتي لا يتوقف بثها أو ينقطع إلا بمزيد من التلذذ بدماء الابرياء التي تسقط معظمها نتيجة التحريض الإعلامي والإثارة المتزايدة الجرعات وأكبر دليل على ذلك الحالة السورية وما تتعرض له من حملات مسعورة على مستوى الداخل والخارج تقودها وتدفع فواتيرها دول النفط العربي¡ وتتزعمها تركيا بإرادة دولية تتنافى مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية كون المستفيد الأول والأخير هم الصهاينة وما الآخرون إلا كمبارس¡ وها هي تلك القنوات والوسائل الإعلامية المقنعة تسقط واحدة تلو الأخرى¡ وتفقد الكثير من مشاهديها وقرائها الذين يحكمون العقل والمنطق لأن الحقيقة تظل هي الأقوى والأسمى في عالم اليوم¡ مع العلم بأن المتابع لبعض وسائل الإعلام الأجنبية الموجهة للوطن العربي صارت أكثر حياء◌ٍ واحتراما للمشاهد واكثر واقعية ومصداقية كقناة روسيا اليوم والـ «بي. بي. سي» وغيرهما من القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية التي تحترم اخلاقيات المهنة.

قد يعجبك ايضا