بقــرة لل مــزارع



علي محمد العزي
الهند دولة معروفة بتعدادها السكاني الهائل ¡ والذي يفوق المليار نسمة ¡ وبالرغم من ذلك حققت اكتفاء ذاتيا◌ٍ لبلدها فيما يخص الحليب ومشتقاته ¡ وهذا بفضل بريفسور هندي دعا لتوفير بقرة لكل مزارع هندي للاستفادة من جزء لسد احتياجاته الأسرية وبيع ما تبقى من الحليب لمعامل الدولة التي أنشئت لهذا الغرض ¡ وهكذا استطاعت الهند أن تستغني عن الاستيراد لهذه المادة واصبحت أكبر منتج للحليب في العالم وأوجدت فرص عمل للفقراء ونوعت من مصادر دخلها بفضل هذا البروفسور الهندي الذي بالمناسبة زار اليمن قبل ثلاثة أعوام ووجد أن اليمن ينتج حوالي 232 ألف طن من الحليب ومشتقاته بقيمة 21 مليار ريال ويستورد منتجات الألبان بحوالي 41 مليار ريال وتشمل حليب البودرة والطازج والسائب والقشدة والزبدة والأجبان وغيرها من منتجات دول الإمارات ونيوزلندا والنرويج وهولندا وسويسرا وفينلندا وإيرلندا والبرازيل وتركيا وأرمينيا ¡ في حين أكد هذا البروفيسور الهندي من خلال الدراسة التي عملها على أن اليمن يمكن أن تتحول من دولة مستوردة للحليب ومشتقاته إلى دولة منتجة ومصدرة ¡ بناء◌ٍ على ما أكده في دراسته على أنه توجد في اليمن سلالة من الأبقار المحلية وتعرف بالزيبو في مناطق المراوعة وباجل والزيدية وبيت الفقيه والجراحي والزهرة في الحديدة من حرض وعبس وميدي والأمان وكعيدة بحجة ¡ حيث يصل إنتاج البقرة الواحدة يوميا◌ٍ نحو 9- 12 ليترا◌ٍ من الحليب في ظل الظروف البيئية اليمنية وغياب التنظيم والإدارة ¡ في حين تنتج أبقار الهند حوالي 3-4 ليترات من الحليب يوميا◌ٍ رغم المراعي الخضراء والاهتمام وتوفير البنية التحتية اللازمة ¡ علما◌ٍ بأن الأسر المتواجدة في محافظات الحديدة وحجة تمتلك بعضها حوالي 5- 10 بقرات ومتى ماغطت ووفرت حكومة الوفاق الوطني بقرة واحدة للأسر الفقيرة في تلك المحافظات من أبقار الزيبو فلا محالة تتوقع الدراسة أن يصل الإنتاج من الحليب بهذه المحافظات لنحو 250- 300 ألف طن ¡ وهذه الأرقام في ظل ماهو متوفر من أبقار في تلك المناطق ناهيكم من أن الرقم قابل للارتفاع في حال توفر بقرة لكل أسرة مزارع فقير وظهور أنشطة استثمارية في مجال الثروة الحيوانية خاصة بتنمية أبقار تلك المناطق في محافظتي الحديدة وحجة مما يؤكد ولايدع مجالا◌ْ للشك بأن اليمن قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب ومشتقاته وسنتمكن من تصدير الفائض وستتنوع المصادر الإيرادية لخزانة الدولة ¡ مما يتطلب تبني هذه الإستراتيجية من قبل وزارة الزراعة لتوفير بقرة لكل مزارع في محافظتي الحديدة وحجة كمرحلة أولى من جهة وتبني المؤسسة الاقتصادية اليمنية من جهة أخرى لإقامة مصنع للألبان ومشتقاته ضمن مشروع المركز الإقليمي لتنظيم وتجارة المواشي بمدينة المخاء والبالغة تكلفته نحو 26 مليون دولار ¡ هذا وستجمع المؤسسة الحليب الفائض من المزارعين فيما لو صدرت اليمن حوالي 100 ألف طن من الحليب سنويا◌ٍ في البداية سنحقق إيرادا◌ٍ قد يتجاوز مبلغ 600 مليون دولار في السنة ¡ ومن الطبيعي أن يختلف الحال بحال ارتفاع الطاقة التصديرية للمصنع ¡ علما◌ٍ بأن سعر الطن عالميا◌ٍ يقدر بنحو 6000 دولار ¡ مما يتوجب الإشارة إلى أن دولة كالأردن استطاعت أن تحقق اكتفاء ذاتيا◌ٍ لبلدها من الألبان وأصبحت دولة مصدرة قبل 15 عاما◌ٍ¡ ونحن في المثل قادرون في اليمن على ان نسد احتياجاتنا المحلية من الحليب ومشتقاته ونصدر الفائض منه ¡ متى ما أخلصنا النوايا واعتمدنا على العلم والمعرفة ووجدت الإرادة والرغبة لتغيير واقعنا التنموي إلى مستويات أفضل وأردنا تحسين المستوى الإيرادي للدولة ومعيشة المواطن اليمني .
Alezzi_ali@yahoo.com

قد يعجبك ايضا