بعيدا◌ٍ عن الإساءة والتجريح.. نتسامح


العزي العصامي –
۹ قبل أيام مضت تلقيت اتصالا هاتفيا من وزير الشباب والرياضة الأخ معمر الإرياني يؤكد لي من خلاله أنه ليس راضياٍ عن أي اتهامات أو تجريح تصدر من أي إعلامي قد يحسبه البعض على الوزير وهو موجه لي أو لأي شخص .
ويؤكد في نفس الوقت أنه يتقبل النقد البناء والإيجابي ولكنه لا يقبل التجريح والإساءة الشخصية وهذه أمور كلنا نؤكد عليها في الوسط الرياضي ولا خلاف حولها وهذا أمر إيجابي يحسب للأخ الوزير ويؤكد قدرته على التعامل مع مختلف الأحداث بجدية وبما يتناسب مع تطوراتها , غير أنه أبدى استياءه من التجريح الذي يعتقد أنه طاله في بعض الانتقادات والتي تمس شخصه ولا تتعلق بالنقد وتصحيح الأخطاء واعتبرها وكأنها موجهة ضده , ونحن أيضا نؤكد على رفضنا لأي من هذه الإساءات التي تطال شخص معمر الإرياني لكننا لا نستطيع أن نمنع النقد الموجه للوزارة وللوزير طالما وأن السلبيات ما زالت متراكمة وفي نفس الوقت يجب ألا نغض الطرف عن الايجابيات والخطوات التصحيحية عندما تنفذ.
– وكنت قبلها قد تحدثت مع الزميل العزيز معاذ الخميسي مدير الإدارة الرياضية بصحيفة الثورة في إطار من التواصل الذي يفترض ألا ينقطع بيننا كزملاء مهنة واحدة وأكد الزميل ” أبو إلياس ” احترامه لرأيي الصادر في عمود سابق بالثورة كنت قد أشدت فيه بالوزير وأوضح وجهة نظره في تعامله بشفافية مطلقة مع كل المراحل والأحداث التي تمر بها البلاد في مجال الشباب والرياضة بدون أي تحيز وأكد أن تعامله مع أخبار واعتصامات ومطالب موظفي الوزارة لم يتم إلا لأنها مطالب مشروعة يجب أن لا يغض الإعلام عنه الطرف وأن تجد الحلول والمعالجات القانونية من الوزارة ومن الوزير الرد والتوضيح بالطرق القانونية وفقا لتأكيد الزميل الخميسي , كما أنه قد عمل على نشر آراء تشيد بالوزير وتتفاعل مع أدائه , مؤكدا أنه لا ولن يستقصد شخص الوزير أو غيره بالإساءة أو التجريح وما صدر من كتابات هي مجرد آراء شخصية تأتي من واقع هموم ومطالب الموظفين .
– الكثير من الزملاء وجهوا انتقادات حادة للوزير والوزارة وقدم بعضهم أدلة على وجود أخطاء , لكنهم لم يقدموا بعد الدليل المادي الملموس الذي يمكن أن يدين شخص الوزير أو غيره بالفساد حسب زعمهم وهو نفس الأمر الذي ينطبق على الهجوم المنظم والشرس ضد شخص الشيخ أحمد صالح العيسي طيلة سنوات مضت لم يقدم أحدهم دليلا ماديا واحدا يمكن أن يدين العيسي باستثناء وجهات نظر ليس إلا يرى البعض أنها تدين من يختلفون معه لأنه لا يتوافق مع توجهاتهم – ومع احترامنا الشديد لكل رأي – تظل تلك التهم الموجهة مجرد نزوات لا تلبي جوانب النقد البناء ولا تعمل على تصحيح الخطأ , بقدر ما تعتبر مجرد كتابات استفزازية لم يحرك لها العيسي ساكنا ولم يعرها أي انتباه مواصلا مسيرته في قيادة اتحاد الكرة شاء من شاء وأبى من أبى طالما وأنه مسنود إلى شرعية الجمعية العمومية ومباركة الفيفا مواصلا العمل في تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي يمر في طريق مليئة بالأشواك والمنغصات فيصيب تارة ويخطئ تارة أخرى مجتهدا بكل الوسائل في إصلاح الأخطاء والاستفادة من النقد البناء والإيجابي وهو نفس الأمر الذي نرجوه من الوزير الارياني والذي يجب أن يدرك أنه عرضة للنقد كثيرا وقد كلف مستشارا إعلاميا مقتدرا هو الزميل فؤاد قاسم يمكن أن يتولى توضيح وجهة نظر الوزير في القضايا التي تكون عرضة لنقد دون أن يضيق صدر الوزير بأي نقد أو يعتبره هجوماٍ شخصياٍ ضده .
– ولعلنا نذكر مثالا حيا على النقد البناء والإيجابي الذي انتهجته الإدارة الرياضية في «صحيفة الثورة» عندما تم توجيهه للوزير نتيجة ما رأه البعض من إهمال وتقاعس في تكريم البطل الأولمبي علي خصروف وبدون أي تجريح أو إساءة فسارع الوزير إلى تدارك هذا الخطأ وساهم في تكريم جماعي على طريقة الإحساس بالخطأ والاعتراف بالتقصير ومثل هذه الانتقادات الإيجابية يمكن أن تقنع المسئولين وتساعدهم على تصحيح الخطأ ومثل هذه الانتقادات أيضا يجب ألا يشعر حيالها الوزير أو أي مسئول بالغضب كونها جاءت في محلها في إطار الدور التكاملي بين القيادات الرياضية والإعلام الرياضي .
وهناك أمثلة كثيرة على إيجابيات النقد الذي يمارس عبر «رياضة الثورة» وعبر مختلف الصحف والصفحات الرياضية وكلها في نهاية المطاف تؤدي إلى إحداث الكثير من الحراك الإيجابي و المتغيرات الطيبة وقد يرضى عنها البعض ويغض البعض عنها طرفه كل حسب توجهه وانتماءه .
– زملائي الأعزاء نجوم الإعلام الرياضي أينما كنتم أجدها مناسبة في هذه الفسحة للرأي والرأي الآخر أن أدعو الجميع وأنا أولهم إلى أن نقف صفا واحدا في وجه كل من يتعدى على الأعراض بأي طريقة كانت , فأعراض الناس ليست مباحة مهما كانت المبررات والأخطاء أدعوكم إلى احترام مفردات الكلمة وانتهاج آداب وسلوك النقد الموجه لقيادات الوزارة أو الاتحادات والنقد الموجه إلى بعضنا , وان نترفع في حواراتنا وخطاباتنا الموجهة عبر وسائل الإعلام المختلفة لأننا قد ضللنا الطريق كثيرا وبأيدينا أن نتراجع عن الخطأ أدعوكم جميعا إلى طي صفحة الصراعات والنزاعات والبدء بصفحة جديدة بيضاء نقية نحترم فيها أنفسنا وكياننا ونرفع بلدنا فوق الرؤوس من خلال ما نتناوله من قضايا وأحداث بعيدا عن الإساءة والتجريح , فإن وجدنا الخطأ انتقدناه بصورة إيجابية تساعد على معالجته وكلنا نعرف كيف نفعل ذلك وإن وجدنا الخطأ أو الفساد كشفناه وبينا جميع جوانبه وأسبابه وأقطابه لنوقفهم عند حدهم بالحق وحده وليس بالمزايدة قد نكون أصبنا أو أخطانا في كثير من الجوانب في الفترة الماضية ولكني أعتقد أن الفرصة ما زالت مواتية لطي صفحة الخلافات والانقسامات ما دمنا نؤكد أننا جميعا نهدف إلى المصلحة العامة فنغلب مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية ولنقف جميعا ضد أي إساءة شخصية أو تجريح أو اتهام أو تعريض بالأعراض ويكفي إلى هنا وما على المتضرر من أي تعريض أو تجريح إلا اللجوء إلى القضاء إذا لم يكن في قلبه متسعاٍ للتسامح وأنا أول المعتذرين عن أي إساءة أو خطأ في حق أحد من زملاء الإعلام الرياضي .. فهل أنتم فاعلون ¿!
– كنت وما زلت أتمنى أن يكون لنا في الإعلام الرياضي كياناٍ واحداٍ على الأقل سيعمل هذا الكيان على حمايتنا من أنفسنا ومن بعضنا وسيحاسب المخلون والمقصرون وسيمنع تدخلات الآخرين واستغلالهم للانقسام الحالي لمصالحهم الشخصية. كنت أتمنى من بعض الاشخاص من كبار نجوم الإعلام الرياضي أن يسعوا إلى خلق مبادرة شخصية تبدأ من عندهم وتهدف إلى لملمة صفوف الإعلام الرياضي تحت كيان ولو بادر أحدهم باستضافة مجاميع معينة من كل محافظة لمدة يومين في صنعاء أو عدن ويمكن أن يخرجوا بنتيجة إيجابية واحدة دون أن ننتظر أن تحرك الوزارة ساكنا فنحن نعلم أن الكثير يعتقدون أن الوضع القائم منذ العام 2002م تقريبا يصب في مصلحة أطراف معينة في الوزارة والاتحادات الرياضية وهم قلة ممن لا يريدون لنا أن نعتصم في كيان واحد يعطي لكل ذي حق حقه ويحاسب كل مقصر أو معتد ويحمي حقوق وكيان الصحفيين الرياضيين المهم أن توجد مبادرة تحرك المياه الراكدة وبعدها ستتوالى الخطوات التي يمكن أن تفضي إلى حل يعيد لكيان الإعلام الرياضي مكانته ويوقف الكثير من السلبيات ويطلق روح المنافسة الخلاقة والإبداع الكامن في أعماق الجميع دون عوائق أو خوف من ضياع حقوق أو فقدان مكانة أو مصلحة .

قد يعجبك ايضا