محمد المساح –
في العصور الغابرة استغل المستعمرون الموارد الطبيعية الكامنة في باطن البلدان التي استعمروها: أما في اليوم الراهن فإنهم يجردون البلدان الفقيرة من كفاءاتها في الأزمنة الماضية كان هؤلاء يقننون العبيد¡ إن كانت أسنانهم في حالة تدعو إلى الرضا وتبشر بحالة صحية جيدة أما اليوم فإن العيون تتركز على شهادة الدبلوم إني أسمي هذا تقدما حضاريا. هذا ما قاله نور برت بلوم وزير عمل سابق في ألمانيا.. حول هجرة الكفاءات والخبرات العلمية من البلدان النامية إلى الدول المتقدمة¡ ويضيف الأستاذ ماينهارد ميغيل¡ حول هذه الظاهرة معلقا في مطلع الحقبة الاستعمارية كان الأقوياء يستحوذون على أراضي الضعفاء. من ثم راحوا يستغلون الثروات المعدنية ومصادر الطاقة المطمورة في باطن هذه الأراضي¡ أما الآن فإنهم شرعوا بالاستحواذ على قوى العمل الماهرة¡ لقد بدأت عملية الاستحواذ هذه بالزراعة ومرت بالصناعة وانتهت أخيرا بالمجتمع المعرفي.
إنها بدأت بالأرض وتنقلت عبر مرورها بالموارد الطبيعية إلى الإنسان في نهاية المطاف¡ ولن يبالغ المرء كثيرا◌ٍ إذا قال إن التفكير والسلوك الاستعماريين يكادان يطبقان حاليا بأمكر وأخبث صيغة يمكن للاستعمار أن يتخذها. كما يتبين من خلال المثال التالي:
فرص العمل المربحة تغري كل عام 23 ألف عالم أفريقي بالانتقال إلى ما وراء البحار. وحسب ما أعلنته المنظمة المختصة بهذا الشأن في إطار الأمم المتحدة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لأفريقيا خسرت أفريقيا في غضون عقدين من الزمن ثلث العاملين من ذوي المهارات الفكرية.. وكانت مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا وغانا في مقدمة هذه البلدان وليس السنغال فقط بل أفريقيا برمتها تعاني نقصا حادا في عدد أساتذة الجامعات.
Prev Post
قد يعجبك ايضا