بفضل تحسن سعر صرف الريال أمام الدولار



سوق السيارات المستعملة يتجه إلى الخروج من الرود
بدأت مبيعات السيارات في السوق اليمنية حاليا استعداداتها للخروج من موجة الركود التي أصابتها العام الماضي في مقتل وبدأت في الاتجاه نحو استعادة نشاطها السابق بفضل تحسن سعر صرف الريال أمام الدولار واستقراره عند 215.50 ريال.
ومن المنتظر أن تسفر عودة نشاط تجارة السيارات خصوصا السيارات المستعملة المستوردة من بلدان مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية عن زخم هذا السوق والذي يعمل به ما يزيد عن 100 الف عامل ويحقق نشاطه التجاري إنتاجا يفوق 130 مليار ريال في العام ليصبح بذلك من اهم قطاعات التجارة الداخلية في اليمن.

استطلاع/أحمد الطيار
انطلاقة
بدأ سوق السيارات في النشاط قبل شهر وفق ما ذكر علي الحبابي صاحب معرص سيارات بصنعاء مفيدا بأن تراجع سعر صرف الريال السعودي والدولار اثمر في حفز الناس على الشراء لأن معظم السيارات تباع بالريال السعودي وهذا يمثل بداية النشاط بعد أن فقدت هذه التجارة اكثر من 70% من نشاطها العام الماضي وحتى الربع الأول من هذا العام نتيجة التأثيرات السلبية للأوضاع الاقتصادية في اليمن عقب الثورة الشبابية إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار والريال السعودي أمام الريال اليمني حيث أدى إلى ارتفاع أسعار السيارات بنسبة تزيد عن 30% وبالتالي قاد ذلك لتراجع حاد في المبيعات جراء المخاوف والقلق من تفاقم الوضع على مستوى الجمهورية وضعف حركة الاستيراد.
انتعاش
{ يشهد السوق بداية انتعاش في حركة البيع والشراء حسب ما يقول أصحاب معارض للسيارات ويتوقعوا أن يستمر الانتعاش خلال الفترة القادمة إذا ما استمر الريال بالتحسن أمام العملات الأجنبية الهامة كالريال السعودي والدولار واللذان تخضع أسعار السيارات في السوق اليمنية لهما بدرجة أساسية.
يقول المهندس فتحي القدسي صاحب معرض للسيارات في العاصمة صنعاء أن السيارات المستعملة المستورة من الولايات المتحدة الأمريكية كماركة هيونداي تشهد انتعاشا ملحوظا هذه الأيام جراء تحسن الريال أمام الدولار فبفضل هذه التحسن يمكن القول ان السيارات تراجع أسعارها بنسبة 20% ضاربا المثل بسيارة سوناتا موديل 2004م سعرها نحو 6000 دولار فعندما كان الدولار بمبلغ 240 ريالا كان سعرها يبلغ مليوناٍ و440 ألف ريال أما اليوم وسعر الدولار ب215 ريالا يكون سعرها مليوناٍ و290 ألف ريال أي أن المشتري تمكن من توفير 150 ألاف ريال .
وكمثال آخر السيارات سوزوكيxl أمريكي سعرها يبلغ 9000 دولار وعندما كان الدولار بـ240 ريالا كانت تباع بمليونين و160 ألف ريال أصبحت اليوم عقب تحسن الريال مليونا و935 ألف ريال فقط مما مكن المستهلك من توفير مبلغ 225 ألف ريال.
وبخصوص سيارات الهيلوكس غمارتين فإن سعرها لموديل 2004م وما قبله 53 ألف ريال سعودي وعندما وصل سعر الريال السعودي إلى 64 ريالا يمنيا أصبحت قيمة السيارة بـ3ملايين و393 ألف ريال واليوم سعر الريال السعودي يبلغ 57 ريالا أصبح سعر السيارة 3 ملايين و21 ألف ريال فقط حيث يستطيع المستهلك توفير أكثر من 300 الف ريال في قيمتها.
مظاهر
{ على امتداد شارع النصر بالعاصمة صنعاء استعادت عشرات المعارض بعض أنشطتها السابقة في عمليات البيع والشراء ويقول محسن العوامي تاجر سيارات للحقيقة أن الوضع التجاري بدأ في النشاط ونتوقع الأيام القادمة تكون اكثر نشاطا حيث بدأ الزبائن في زيارة المعارض وبدأت عمليات الشراء والبيع تمضي قدما إلى الأمام بتحسن يصل إلى 30% مقارنة بالفترة الماضية .
السيارات المستعلمة
{ تعد السيارات المستعملة المستوردة من الأسواق الخليجية والولايات المتحدة وأوروبا من أكثر السيارات المباعة في السوق اليمنية ويفضلها المستهلكون الأفراد أكثر من السيارات الجديدة نظرا لأسعارها المناسبة لمحدودي الدخل كالموظفين الحكوميين وفي القطاع الخاص.
وخلال السنوات الخمس الماضية شهدت تجارة السيارات المستعملة قفرات هائلة في اليمن مدعومة بتخفيضات الرسوم الجمركية واستقرار أسعار صرف الدولار وتحسن مستوى الدخل لدى الكثير من الأسر اليمنية فقد خفضت الحكومة رسوم الجمارك من 50% عام 2000م إلى 23 % فقط خلال السنوات الخمس الماضية وهو ما أدى إلى نشاط ملحوظ في عمليات البيع والشراء في السوق اليمنية وتبين الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء ان تجارة السيارات في بلادنا شهدت نموا عاما بعد آخر ففي العام 2009م ارتفعت واردات سيارات الركوب إلى 120 مليارا و63 مليون ريال ارتفاعا من 95 مليارا و816 مليون ريال في 2008م وتوضح الأرقام الرسمية للواردات ان بلادنا استوردت شاحنات للنقل بمبلغ 35 مليارا 330 مليون ريال .
وقد تم استيراد تلك السيارات من كل من عمان والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة والسعودية واليونان والبحرين فمن سلطنة عمان تم استيراد ما قيمته أكثر من 17 مليار ريال ومن السعودية بـ29 مليار ريال ومن الولايات المتحدة بـ25 مليار ريال ومن ألمانيا 5 مليارات ريال ومن البحرين بقيمة ملياري ريال وغيرها من الدول كتركيا والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والصين.
نشاط فعال
{ توصف تجارة السيارات بأنها من اكبر الأنشطة التجارية في بلادنا ويدل على ذلك الأرقام الإحصائية الرسمية التي تحصي هذه النشاط فوفقا لبيانات التجارة الداخلية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء يعمل في نشاط بيع وصيانة المركبات ذات المحركات والدراجات النارية اكثر من 55 الف عامل في جميع أنحاء اليمن من خلال 24 الف منشأة رسمية لها سجلات رسمية معتمدة بلغ قيمة إنتاج نشاطها عن العام 2007م اكثر من 100 مليار ريال فيما حققت قيمة مضافة تصل إلى 77 مليارا و159 مليون ريال ودفعت ضرائب غير مباشرة بمبلغ مليارين 68 مليون ريال وبلغت تعويضات العاملين فيها 10 مليارات و120 مليون ريال فيما حققت فائض تشغيل بمقدار 58 مليار ريال وهو رقم كبير يعكس حجم وأهمية هذا النشاط التجاري الكبير وحسب مختصين بالشأن الاقتصادي فإن تجارة السيارات في اليمن تستوعب الآلاف من العمال نظرا لحب اليمنيين لتجارة الواسطة حيث تمتلئ المعارض بالوسطاء الذين يقدمون للزبائن خدمات البيع ويساعدونهم في عملية الشراء نظير عمولة بسيطة كما ان هناك الآلاف من اليمنيين يقومون بالسفر إلى عمان والى دبي لشراء سيارات مستعملة من تجار جملة ومن مزادات دولية بأسعار منخفضة ويقومون بجلبها لليمن ليستفيدوا من بيعها بأسعار منافسة ومؤخرا ظهرت شركات يمنية أمريكية متخصصة تقوم بجلب سيارات مستعملة من الولايات المتحدة الأمريكية تباع من قبل شركات التأمين هناك بعد ان تكون قد تعرضت لحوادث بسيطة وتقوم تلك الشركات باستيرادها بأسعار منخفضة وتصليحها في اليمن وبيعها بأسعار منافسة في السوق اليمنية كماركات هيوندي وباثفيندر وسوزوكي إكس إل وسيارات الفورد وجي إم سي وغيرها.

قد يعجبك ايضا