مواطنون: 26 سبتمبر هي الثورة الأم وملحمة التغيير الاستثنائية

53عاماٍ مضت على ثورة 26 سبتمبر 1962م الثورة الأم 26 سبتمبر اليوم الذي قرر فيه ثلة من الرجال الأحرار الذين أبصروا بعين النور والحقيقة مآسي شعبهم أن يصدعوا بكلمة حق وأن يرفعوا لواء التغيير فكانت ثورة الـ26 من سبتمبر الثورة التي حققت قصب السبق وسطرت ملحمة التغيير الاستثنائي في جزيرة العرب وهي الثورة التي الهمت ثورة الـ14من أكتوبر فكمن سر عظمتها في هذا الإلهام الثوري المجيد المتمثل بثورة أكتوبر.. وكذا في كونها ثورة ملهمة لا تنفك توحي بأهمية التغيير في حياة الشعوب وأهمية أن تكون هذه الشعوب حرة في قرارها مستقلة في سيادتها.
عن أهمية هذه الثورة وتأثيرها في حياة اليمنيين كان لـ«الثورة» وقفة مع عدد من المواطنين وهاكم المحصلة:

في البداية تحدث الوالد محمد عزي قائلا:
يا ابني ذكرتني بأشياء كنت لا أريد أن أتذكرها كان عمري حينها 28 عاما تقريبا وكنت أشاهد الإمام يمر بموكبه من شارع التحرير إلى قصره تتقدمه الخيول في الوقت الذي يصطف فيه الناس على جانب الطريق بانتظار موكبه وتنحني رؤوسهم إجلالاٍ وإكباراٍ له.
وأضاف: كانت أياماٍ صعبة قياسا بهذه الأيام أقلها الآن بعض الناس من يتضور جوعا أما في تلك الأيام بالكاد تحصل على الغذاء.
على الناس أن يحمدوا الله على ماهي عليه اليوم وإن وجدت بعض الأخطاء التي نعاني من اليوم فلا بد أن يأتي اليوم الذي يصلح فيه حالنا وتشرق شمس الحب والاستقرار والانتصار في وطننا الحبيب.

جبروت الإمامة
وبدوره تحدث الأخ/ محمد إبراهيم لطف بالقول:
الثورة تعني الزبيري والثلايا واللقية وغيرها من الأسماء الخالدة في ذاكرة ووجدان اليمنيين لأنهم قاموا بالثورة ضد النظام الملكي قاوموا الإمامة في عز جبروتها ولم يرضخوا لها منهم من قاوم بكلمة ومنهم بالقصيدة ومنهم بالرصاص كلهم كانوا عين وروح اليمن.
وأردف: قد تقول لي إننا اليوم نكابد الأمرِين من غلاء وظلم وتخلف سأقول لك معك الحق ولكنها تظل معاناة قليلة جدا قياسا بتلك الأيام التي عاشها آباؤنا وأجدادنا في تاريخ اليمن يكفي أنك اليوم تتنفس نسائم الحرية اليوم الجميع يستطيع أن يقول «لا» من دون أن يخاف على روحه.
بصراحة هذه هي ثورة 26 سبتمبر وهذا فضلها علينا جميعا فهي ثورة العطاء وهي النافذة التي نطل من خلالها إلى فجرنا الجميل دائما وأبدا.
فرحت لفرح والدي
* أما الدكتور مقبل سعيد , فقد تحدث عن تلك الأيام بشغف كبير حيث قال :
قامت ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م وعمري حينها عشرة أعوام , فرحت كثيراٍ بها على الرغم من أنني لم أعلم ما هي الثورة ولكني كنت أشاهد أبي في المنزل فرحاٍ ففرحت لفرحه, وكان يقول لي الثورة هي المدرسة وهي العاب الأطفال وهي حدائق ومتنزهات وهي مطار استطيع أن أسافر بواسطته إلى أي بلد في العالم , ولهذا فرحت بالثورة .
ويضيف : بالفعل كانت الثورة كما قال لي والدي , وأتذكر أني حفظت أغنية الفنان محمد مرشد ناجي , الوطنية والتي ألفها الدكتور سعيد شيباني :أنا فداء صنعاء فداء بلادي .. فداء حقول البن في كل وادي أنا فداء السلال بكر ينادي .. من الحسن والبدر حرر بلادي .
وكان يطلب مني والدي أن أغنيها في مقيله بحضور أصدقائه .

أيام صعبة
* وبدورها قالت الوالدة لطفية محمد : يا ابني أنت وعادك صغير بالسن وما عشت أيام ما قبل ثورة 26 سبتمبر, لن تصدق إن قلت لك إننا كنا محرومين من كل شيء فلا كهرباء ولا ماء ولا طرق ولا مستشفيات ولا مدارس , حياتنا كانت خوفاٍ في خوف , الخروج والدخول بمواعيد ومن يخالف ذلك يحاسب حساباٍ عسيراٍ.
* وأضافت: إني عارفة أن الحياة هذه الأيام صعبة وأن زمنكم غير زمننا بس لكل زمن سلبيات وإيجابيات , فزمن الأمس غير زمن اليوم بالأمس كنا ما نأكل إلا الكدم أما اليوم فمعاكم روتي بكل أنواعه , ومعاكم أكثر من عشرة أنواع من الدقيق تقدر تختار بمزاجك , صح ما فيش فلوس عشان نشتر يه بس يكفي أن كل شيء معروض وربنا بيفرجها إن شاء الله .

وضع مزرُ
* كما تحدث الوالد محمد سعيد بالقول:
ذكرتني بأجمل يوم في حياتي يوم الـ26 من سبتمبر ذلك اليوم الذي أعاد الروح إلى الجسد الذكر إنني في ذلك اليوم كنت أعكف على الانتباه على دكان والدي وما كنت أعرف السياسة بس كنت أعرف أن الجميع خايف من الحديث في السياسة ومن عكفة الإمام ولهذا أغلقنا أفواهنا لكن الوضع كان مزرياٍ للغاية لم تكن هناك مدارس ولا مستشفيات ولا حرية ولا كهرباء كان كل شيء ما فيش.
صحيح أننا اليوم نعاني من مصائب كثيرة ولكن بالمقارنة بما كنا نعانيه بالأمس فهو لا شيء يذكر.

ثورة الحرية والمستقبل
* الأخ / محمد شرجبي طالب جامعي قال:
ثورة 26 سبتمبر هي الثورة التي اعتقت اليمنيين من نير النظام الملكي وهي الثورة التي أضاءت طريق اليمنيين نحو المستقبل ولولاها لكنا اليوم نغرق في ظلام دامس.
واستطرد: الإمام حكم بالحديد والنار أما اليوم الجميع يتحدث بحرية والدستور يحفظ له حقوقه كمواطن ويستطيع هذا المواطن أن يتحدث بحرية وليس هناك حجر على أي رأي ولا وصاية عليه.
هذه هي ثورة 26 سبتمبر التي ستظل نبراساٍ يضيء لليمنيين دربهم إلى الحرية وإلى المستقبل المشرق.
ويضيف: لم أعش تلك الثورة لأنني صغير بالسن قياساٍ بعمرها ولكنني أؤمن بأهدافها ومبادئها وسأظل أؤمن بها لأنها ثورة حررت الإنسان في هذه الأرض وكانت ثورة الـ14 من أكتوبر 1963م امتداداٍ.

قد يعجبك ايضا