اليمنيون يقضون العيد تحت هدير الطائرات والقصف

“عيد بأيةö حال عدت يا عيد” بهذا الشطر من قصيدة المتنبي.. استقبل اليمنيون عيد الأضحى وهو العيد الثاني الذي يستقبلونه بعد عيد الفطر المبارك, وهم تحت هدير قصف طائرات العدوان السعودي, وفي ظروف وأزمة خانقة.
إيمان أحمد الحجري لم تشعر بفرحة العيد, ولم تمارس طقوسه.. حاولت كثيرا الخروج من الوضع الراهن.. جاهدت كثيرا لنسيان مشاهد انتشال الجثث من تحت الأنقاض التي شاركت فيها قبل يوم العيد بحي الحصبة ـ أمانة العاصمة.. دون جدوى.
تضيف إيمان الحجري “لم نحس بحلاوة ولذة العيد ورغم ذلك حاولنا أن نفرح الأطفال ونخرجهم ومعهم أنفسنا من الجو الكئيب المخيم على وطننا والمفروض علىينا”.
كيف تفرح بالعيد وشوارع مدينتك تهددها حالة الرعب من طائرات العدوان.. والجثث ما تزال تحت أنقاض منازل الحي.. وأنين الجرحى يدوى في سماء الوطن.. حتى طغى على أصوات وأزيز طائرات العدوان.
بالنسبة لطقوس العيد لم تمارسها إيمان كما هي عادتها في كل مناسبة دينية تحل, وذلك لغياب الأمن والاستقرار وبسبب القلق والخوف المستشري في قلوب الناس.
الزميل أحمد الشرفي ـ مدير مكتب مدير التحرير ـ حدثني عن العيد والمرارة والألم حاضرين بقوة في نبرات صوته.. يقول بأنه لم يمر عليه عيد كعيد الأضحى الحالي منذ أن وجد على الأرض, إذ أنه لم يتمكن خلال هذه المناسبة الإسلامية من زيارة الأرحام والأقارب والأصدقاء والأحباب.. ولا الخروج أيضا برفقة الأسرة إلى الحدائق والمنتزهات أو السفر برفقة أصدقائه نحو المدن الساحلية أو المحافظات ذات المنظر الخلاب والجميل, كما هي عادته وطقوسه كل عيد.
يضيف الشرفي ” لم أتمكن ـ ومثلي الكثير ـ من الاستمتاع بلحظة العيد, وذلك لغياب الأمن والاستقرار وكذا بسبب استمرار قصف العدوان على الأحياء السكنية, وما يخلفه من ضحايا وخسائر بالإضافة إلى غياب المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها بالسوق السوداء”.
يؤكد أحمد أنه حاول أن يهيئ للأسرة أجواء العيد.. إلا أن الوضع الراهن والأزمة التي يمر بها الوطن وقف أمامه وأجبره على الإخفاق والانصياع للواقع المر.
يتحدث أحمد عن صباح يوم العيد ” بدأنا الخروج من الواقع المر حين غادرنا منازلنا باتجاه المسجد لأداء فريضة العيد, إلا أن طائرات العدوان أفزعتنا وقصفت تلك الفرحة التي اصطنعناها أمام أطفالنا لنشعرهم بالعيد, بالإضافة إلى أن العملية الإجرامية التي نفذها انتحاري بجامع “البليلي” وذهب ضحيتها أكثر من اثني عشر شخصا من المصلين, ما قضى على العيد, وأعادنا للواقع المؤلم والحزين”.
يتمنى أحمد أن يعود العيد واليمن يشهد أمنا واستقرارا وخاليا من الصراعات والحروب والعدوان حتى يعيش هو وأسرته وكل اليمنيين فرحة العيد ويمارسون طقوسه.
الدكتور جميل الخياطي يتحدث عن هذا العيد بالقول ” يطل هذا العيد على اليمنيين وقد أنهكت الحرب كل قواهم ودمر كل جميل وطنهم وعصف بأفراحهم وطقوسهم وغيب البسمة عن شفاه أطفالهم لا سيما من فارقوا الحياة بفعل فاعل, أما بالنسبة للطقوس العيدية لم يعد لها مكان في جداول حياتنا, لا تبادل زيارات مع الأهل والأصدقاء والجيران, ولا خروج للتفسح مع الأهل وكذا الأصدقاء لا شيء يذكر مما كنا نألفه ونمارسه كما لعب غياب المشتقات دورا بارزا في اتصالنا مع الأقارب”.
عبد الله فارع يؤكد أن هناك فارقا كبيرا بين عيد الأضحى الحالي والأعياد السابقة من حيث صعوبة شراء ملابس العيد لكافة أفراد الأسرة, والذهاب للحدائق والمتنزهات, وأخذ الصور التذكارية, والخروج في رحلات أسرية أو شبابية إلى محافظات أخرى وكذا عدم المقدرة على شراء أضحية العيد, وممارسة بعض الترفيهات مثل القنص والسباحة, والتنقل من مكان إلى آخر خوفا من القصف وارتفاع أسعار المشتقات النفطية بالإضافة إلى صعوبة الاستمتاع بفرحة العيد بسبب فقدان الأحباب والأصدقاء والجيران والانشغال بدفنهم وإقامة العزاء لهم.
ويرجع عبدالله فارع أسباب اختلاف العيد عن سابقيه إلى ارتفاع الأسعار وانعدام المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها بالسوق السوداء وانعدام الواردات من السلع والخدمات وكذا انقطاع الكهرباء والماء وصعوبة الحصول عليه انعدام الشعور بالأمان على نفسك ومالك وأهلك وطمع وجشع التجار وأصحاب السوق السوداء وانقطاع الأعمال وانعدام السيولة ومصادر الدخل وعدم توفر وسائل نقل مناسبة وبسعر مناسب وفي الوقت المناسب بالإضافة إلى النزوح من مكان إلى آخر خوفا من القصف أو مواجهات المليشيات وكل تلك الأسباب تأتي بعد السبب الرئيسي والأساسي وهو العدوان والقصف المستمر على الأحياء السكنية والأسواق.

قد يعجبك ايضا