دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع في بلاده المستمر منذ أربع سنوات وسط ضغوط متزايدة لإيجاد حل لهذه الأزمة.
ويأتي موقف ألمانيا اكبر قوة اقتصادية وسياسية في أوروبا مع بداية تغير في مقاربة الغرب تجاه النظام السوري خصوصا في ظل أسوأ أزمة هجرة تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية مع تدفق آلاف الهاربين من الحرب إلى أراضيها. كما يتزامن مع دخول روسيا عسكريا على خط النزاع عبر زيادة دعمها العسكري لقوات النظام ما يشكل بحسب خبراء مرحلة جديدة في النزاع السوري.
من جهته دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى تنظيم مؤتمر دولي جديد حول سوريا من اجل أحلال السلام في هذا البلد مستبعدا مرة جديدة أي دور للأسد في مرحلة انتقالية.
وقالت ميركل للصحافيين اثر قمة طارئة في بروكسل عقدها قادة الاتحاد الأوروبي للتباحث في أزمة اللاجئين أمس: “علينا أن نتحدث مع فرقاء كثيرين وهذا يشمل الأسد وكذلك أيضا أطرافا آخرين”.
وأضافت انه يجب الحديث “ليس فقط مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ولكن أيضا مع الشركاء الإقليميين المهمين إيران ودول مثل السعودية”.
من جهته وردا على سؤال عن النزاع السوري قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند :إن “مستقبل سوريا لا يمكن أن يمر عبر بشار الأسد”. وأضاف هولاند في مؤتمر صحافي اثر القمة الأوروبية انه “لا يمكن حصول عملية انتقال ناجحة إلا برحيله (الأسد)”.
في المقابل دعا هولاند إلى تنظيم مؤتمر جديد للأمم المتحدة حول سوريا بعد مؤتمري يناير 2012م فبراير 2013م والمعروفين باسم “جنيف 1″ و”جنيف 2″. وقال :”كل الذين يمكنهم المساهمة في إيجاد حل سياسي في سوريا عليهم أن يجلسوا حول الطاولة. هذا كان المبدأ الذي قام عليه مؤتمرا جنيف وأنا أدعو إلى مؤتمر جديد يتاح لكل البلدان التي تريد عودة السلام إلى سوريا المشاركة فيه”.
وكان هولاند قد اتفق الثلاثاء الماضي خلال لقائه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في انكلترا على “ضرورة تفعيل عملية السلام في سوريا” بعد تلقي النظام السوري طائرات مقاتلة من روسيا لمحاربة تنظيم داعش المتطرف.
وكانت الجمعية الوطنية الفرنسية قد أجرت نقاشا في الأسبوع الماضي حول سوريا حيث علت أصوات عدة في فرنسا تطالب بإعادة النظر في الاستراتيجية الفرنسية إزاء سوريا. يأتي ذلك فيما تتزايد المؤشرات على أن القوى الغربية خففت من لهجتها بخصوص مسالة رحيل الأسد في أطار مساعيها لوقف الحرب في سوريا, فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السبت الماضي أن الرئيس السوري يجب أن يتنحى عن السلطة ولكن ليس بالضرورة فور التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا, وأدلى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بتصريحات مماثلة.
وضاعفت روسيا في الأسابيع الماضية دعمها للنظام السوري عبر تزويده بطائرات ومقاتلات مؤكدة أن هدف ذلك ضرورة مكافحة تنظيم داعش بشكل أكثر فاعلية.
وتعتبر موسكو أن هذا التنظيم يشكل اكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط وان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشن غارات ضد الجهاديين في سوريا والعراق لم يتمكن من دحره.
وفي هذا الإطار استخدم الجيش السوري للمرة الأولى أمس الأول طائرات من دون طيار تسلمها من روسيا.
وقال مصدر امني في دمشق لوكالة صحافة الفرنسية : “بدأت الحكومة السورية اليوم تستخدم طائرات من دون طيار روسية الصنع في عمليات ضد متشددين في شمال وشرق البلاد”.
ولم يورد المصدر أي تفاصيل أخرى حول نوع هذه الطائرات أو المواقع التي استهدفتها. وكانت التقارير سابقا تشير إلى استخدام الجيش السوري لطائرات من دون طيار إيرانية اقل تطورا في عمليات موضعية في ضواحي دمشق.
ويأتي هذا التطور العسكري بعد تأكيد مصدر عسكري سوري رفيع المستوى الثلاثاء الماضي لوكالة الصحافة الفرنسية “وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي” إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية الساحلية.
قد يعجبك ايضا