لماذا السياحة

البعض أو الأغلب يتساءل لماذا السياحة في ظل العدوان ¿ والسياحة لم تقدم أي جهد يذكر ولو على استحياء¿ وهذا حقهم لأنهم يحبون وطنهم ويرغبون في المعرفة ودور كل جهة والرد هنا ليس لهم لكنه مشاركة معهم فنقول إن اهتمام العالم والمجتمع الدولي بالسياحة ودخول دوله العظمي المنافسة في الأسواق السياحية وحضورها المباشر ولوجود الكثير من منظمي السياحة المهتمين باليمن والذين يثيرون الكثير من الأسئلة عنها هو الدافع الأساس لإصرار الكتابة عن السياحة وإحاطة العالم بما تتعرض له اليمن الأرض والإنسان ووجوب الدعوة لتصوير الواقع  في ظل عدوان التحالف الذي تحول كما وصفته الصحيفة البريطانية ايكونومست
إلى حالة من الجنون والانتقام . لقد نال السياحة اليمنية ومقوماتها  أضراراٍ كبيرة جراء هذا العدوان العارم وأصابها بمقتل من خلال الحصار وتدمير عدد من المنشآت السياحية في  المناطق السياحية وخاصة مدينة حرض وما جاورها من المدن إضافة إلى مدينة إب وصعدة وحجة ومأرب وتعز والحديدة وعدن  أدت إلى وقف النشاط السياحي كليا وتحمل القطاع الخاص السياحي  خسائر باهظة لا يقوى على تحملها ومن ثم فإن علي المجتمع الدولي الذي يدرك معاناة السياحة ومنشآتها في ظل الحرب المفروظة عدواناٍ وبغياٍ أن يتحمل نتائج دعمه ومشاركته في العدوان ويتحمل مسؤولية بحث كيفية تعويض القطاع السياحي اليمني والعاملين فيه  لأن السياحة  نشاط مدني خالص ليس فيه أية شبهة عسكرية وقد تعرض لتدمير مبيت وفي حالة من النشوة والغرور بالقوة والعزة بالإثم جعلت كل اليمن وكل المواقع المدنية عرضة للقصف الجوي والبري والبحري وبحرية شاملة وبشكل لم يسبق في أية حرب أو عدوان فقد ركز قوته  نحو ضرب المعالم التاريخية من حصون وقلاع ومبان ومدن تاريخية ومعالم ومدن ومتاحف أثرية بشكل يؤكد أنه عمل لا مبررله و تم بتعمد وإصرار تجاوز روح العدوانية الانتقامية المغروسة ضد التاريخ والثقافة والحضارة والإنسان اليماني الذي لم يعد يملك من متاع الدنيا ما يجعله متعلقا بها والذي وضع نصب عينيه  الثأر  للزوجة والأم والأب والولد والدار ففي صعدة لوحدها أكثر من 850 ألف من البشر تحت القصف المكثف و الذين اعتبروا هدفا مشروعا للتحالف هدف على كل مساحة المحافظة التي أصبحت قاعا صفصفا وهكذا هو وضع بقية المحافظات وللقارئ العربي والصديق في الشرق والغرب وكل إنسان حر أن يتصور حالة الرعب والفزع التي يعيشها الناس ويعيشها القطاع السياحي بمنشآته الفندقية والترفيهية ومنشآت الطعام والشراب ووسائل النقل المختلفة جراء الاستهداف الممنهج والذي بدأ يطول بعنف الأحياء السكنية وسط المدن والقرى وأطرافها وتوسع بقوة في ضرب الجسور الرابطة بين المدن والقرى   وهكذا لم يترك التحالف منطقة أو مدينة أو قرية  إلا استهدفها أو حلق في سماها بشكل مفزع إنها الآلة العسكرية الغربية الأمريكية  والاستراتيجية العدوانية للسيطرة على الشعوب . ولأن السياحة لا تقوم ولن تقوم في أي بلد إلا بتوافر عامل الأمن والاستقرار والخدمات والإنسان  وهذا ما تعرض له العدوان بدعم السياسة الأمريكية وسياستها في الشرق الأوسط والتي بدأت.
الفوضى الخلاقة التي زرعتها ….. الغربية  ثم صعدت حركة  الصراعات الحزبية والطائفية في الوطن العربي مستغلة حماس الحركات الإسلامية موظفة لها في تحقيق مآربها لترتقي المواجهة   إلى حروب أهلية ثم تأخذ النزعة الإقليمية دورها العسكري   خدمة للمصالح وتحقيق الأهداف المبطنة والظاهرة ودمارا للشعوب العاجزة عن بلورة رؤية وطنية جامعة لأن السياسة الغربية الأمريكية  ترفض بقوة أي توجه موحد يقوم على الأمن والاستقرار ويهيئ لقيام دولة ذات سيادة  وهذا ما نحن فيه من عناء ولو صدقت النوايا الغربية بتوقيف العدوان لأوقفت الإدارة الأمريكية العدوان من أول يوم بل منعت التفكير بمثل هذا العدوان أصلاٍ لكنها الرغبة في تأديب العرب وإعادتهم إلى الخلف عشرات السنين وهو ما وقع في فخه  سوريا والعراق واليمن المحتاج اليوم إلى تحالف وطني خالص  يعيد له التوازن ويبدأ ببناء ما هدمته الولايات المتحدة بآلتها الحربية وجنودها المجندة لخدمتها  من اليمنيين والعرب ليبقى اليمن دائما في هامش العالم  يتطلع للنهوض ولامعين له ولا ذكر له ولا قدرة .
إننا والعالم أجمع لا نجهل السياسة الغربية الأمريكية التي لا علاقة حميمة ولا صداقة دائمة لها ولا يؤمن شرها   لكن أطماع الساسة من المحليين هي من ورط اليمن حيث غلبتهم نزعتهم الفردية فجيروها لتصبح صراعات حزبية وطائفية وإقليمية وساروا في ركب العدوان بلا بصر ولا بصيرة  فدمرت اليمن بأيديهم ورغبتهم وقناعتهم وكل يسعى إلى النصر الوهم والجلوس على كرسي الحكم وبعد هذا وقد فقد الوطن الأمن والكهرباء والمياه والغذاء والعمل والتعليم والصحة والزراعة  وفقدت المنشآت والطرق والموانئ والمطارات فكيف لمن يريد أن يحكم وطناٍ أفرغه من كل مقومات الحياة أن يقدم على تولي حكمه  إنه الهراء والزيف الذي  يقدم نفسه ويبرر مواقفه لذلك  فإن السياحة أكثر مصداقية وأكثر قدرة من كل الوجوه على كشف الواقع ومرارته للعالم ونقل الصورة الفعلية لنتائج الحرب عبر الإنسان السائح والأسواق السياحية ووسائل الترويج والإعلام السياحي إن وجد من يعمل فيها من أجل اليمن وليس لإرضاء أشخاص أو تلميع نظام وقيادات  تجير العمل السياحي لنفسها في هذا الظرف وتمثل اليمن بجهالة مصطنعة في المحافل والمؤتمرات إن صحة المعلومة وهذا يتطلب أن نتعلم من العدوان ونطهر أنفسنا وبلدنا ومؤسساتنا من أيدي العابثين والفاسدين  وأن يكون هناك محاسبة فعلية لتصرفات الوزراء قبل الإدارة التنفيذية والإشرافية والفنية والعمل على تجديد وتحديث البنية التشريعية وتحقيق نزاهة القضاء ورفع شأنه ليقوم الوطن بعدل ونحقق سياحة مسئولة ونظيفة تحافظ على الشخصية الوطنية لوطن قتله أبناؤه وعاثوا فيه فساداٍ. أما إذا عاد الوضع إلى ما كان عليه فياويلاه لليمن من الطغيان.

قد يعجبك ايضا