الدعم والإسناد لضحايا الأحداث من أولوياتها

مبادرات شبابية طيبة على مختلف المجالات الإنسانية والحقوقية تشكلت في ظل هذه الأوضاع والظروف العصيبة التي يمر بها ويعاني منها وطننا الحبيب , كنوع من أنواع المواساة والجبر  لتلك القضايا الإنسانية المنكوبة على أمرها مقدمة مختلف سْبل الدعم والإسناد انطلاقاٍ من الواجب الديني والأخوي والإنساني ولمد جسور التكافل الاجتماعي لتعزيز أواصر الوطنية والمصير المشترك .. قضايا وناس استطلعت عدداٍ من أصحاب هذه المبادرات الإنسانية والحصيلة في السطور التالية ..
خمسة أيتام في منطقة شعوب بأمانة العاصمة توفي والدهم وأمهم  نتيجة شظايا غارة للطيران السعودي في الخط العام بسعوان, أوضاع مأساوية صعبة يكابدها هؤلاء الأطفال ليتجرعوا العذاب ضعفين الأول بفقدانهم والديهم وحزنهم المرير على ذلك والآخر صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها بعد فقدان من يعولهم , غير أن روح الخير والعطاء والإيثار في شعبنا لم يقهرها العدوان ولا الاقتتال ولا الصراعات الداخلية ولا تردي الوضع المادي والاقتصادي , بل وحد هذا العدوان الهمجي صفوف البذل والتكامل عن طريق مبادرات مثل هذا الجانب الاجتماعي , مبادرات أنا إنسان إحدى هذه المبادرات الشبابية البناءة في خدمة العديد من القضايا الإنسانية والمجتمعية , حيث كانت أول من زار هؤلاء الأيتام وعدد كثير من ضحايا العدوان المنكوبين رغم تزويد الأسرة بحقائب من المساعدات العينية والمادية .
حيث يقول صدام علوي –رئيس مبادرة أنا إنسان : إنه في ظل هذه الظروف الحالكة على مختلف الأصعدة والمجالات اليائسة وما خلفته من قتلى وجرحى وأرامل وأيتام وثكالى بات من الواجب الديني والوطني والإنساني نصرة هذه القضايا والانتصار لحقوقهم وإنصافهم وتقديم يد العون لهم ومساندتهم في آلامهم وتمكينهم من العمل وتأهيلهم لذلك بقدر الإمكان والإمكانيات المتوفرة.
واسترسل علوي قائلاٍ :” مبادرتنا انطلقت من هذا الجانب والأساس الإنساني وهي مبادرة طوعية وجهودات فردية من شبابُ كرسوا حياتهم وقوتهم ووقتهم في إسعاد الآخرين وتفريج كربهم ومداواتهم وإعانتهم على سبيل العيش عن طريق زيارتهم إلى منازلهم كالأيتام والأرامل والمرضى أو إلى المستشفيات لزيارة الجرحى والمصابين والترويج لقضيتهم لدعمهم ونصرتهم وهو ما نتمنى من مختلف الشباب الانخراط ضمن مبادرات لمنفعة ذويهم ومجتمعهم وما أحوجنا اليوم إلى هذه الرقعة !!.
الأسر المتضررة
أسماء العميقي – رئيس مبادرة يلا شباب هي الأخرى كان لمبادرتها السبق في دعم عددُ من القضايا الإنسانية حيث يتراوح أعداد أفرادها أكثر من ستين شابا ومن مختلف المحافظات جمعهم حبهم لوطنهم وحرصهم على خدمته والبذل والعطاء من أجله.
تقول العميسي: الأرض التي احتضنتك وربتك وجعلت منك شخصاٍ فعالاٍ له حاضره ومستقبله الأحرى أن تبادلها الإحسان بالإحسان وخاصة وهي تمر اليوم بظروف استثنائية صعبة ينبغي تضافر كل الجهود الوطنية والمجتمعية والضبابية لدعمها ودعم استقرارها وأمنها والتضحية بالغالي والنفيس ولن نوفيها مع ذلك حقها علينا.
وأضافت: ومن هذا المنطلق توسعت مبادرتنا لتشمل عدداٍ من المحافظات ولتستفيد العديد من الأسر من المعونات التي تم تقديمها شهرياٍ للأسر المتضررة والأشد فقراٍ والمنكوبة أو من فقدت معيلها أو الأيتام وغيرها من الحالات الإنسانية في عدد من المحافظات: (صنعاء, أبين, الضالع, حجة) وغيرها سواء من مواد غذائية أو إسعافية أو معونات مادية ومن ثم نقوم بزيارات متكررة شهرياٍ لتلك الأسر وموافاتها بمختلف الاحتياجات المعيشية بقدر الإمكانيات المتوفرة.
غياب التمويل
غدير الروني ـ رئيس مبادرة كن بينهم, تقول: هناك طاقة عظيمة يحملها شبابنا رغم كل هذه الظروف الحالكة في سبيل تنمية ودعم هذه القضايا الإنسانية العظيمة في مجتمعنا ورغم أنها أعظم المبادرات التي أنشئت وتقدر بعشرات الآلاف إلا أن أغلبها مجهودات فردية تفتقد لجهات الدعم والتمويل وهذا لم يحبطنا أبداٍ بل نحن نثق بالله أولاٍ وبعزتنا على الترويج لتلك القضايا للجمعيات الخيرية والمنظمات ورجال الأعمال كتبني مبلغ شهري أو معونات غذائية تصرف شهرياٍ لتلك الأسر, وبالرغم من هذه الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة لقينا تفاعلاٍ كبيراٍ من قبل عددُ من الجهات الخيرة, الأمر الذي أسعدنا كثيراٍ وشجعنا على مواصلة هذا المشروع الخيري.
للفرد والمجتمع
وفي هذه الزاوية تحدثنا الدكتورة ليلى وهيب متخصصة علم نفس بمستشفى السلام عن الفوائد والثمار الطيبة للمبادرات سواءٍ للفرد أو المجتمع بالقول: إن هذه المبادرات هي سلسلة من العطاء دون مقابل مادي أو غيره لمنفعة الناس مما يجعل المْعطي صاحب البذل والعطاء يلزمه شعور المسؤولية ويؤسس فيه روح القيادة وهو معالج للاكتئاب والإحساس بالوحدة كاسباٍ إياه خبرات كثيرة ومدارك واسعة لم يدرسها في الجامعات والمدارس أضف إلى أنه يتعلم مهارات جديدة في الحياة العلمية والعملية ويصبح شخصاٍ ناجحاٍ في حياته قادراٍ على إدارة مختلف الأعمال وتحديد الأهداف وتخرجه من الروتين والفراغ  وتحافظ على صحته المعنوية وتقوي فيه حب العمل المشترك كفريق واحد وتحقيق النجاح والمكاسب المشتركة في خدمة المجتمع وقضاياه بالإضافة إلى أنها تجعل الفرد يشعر بالاعتزاز والفخر حيث أن عمله فردي ليس تنفيذاٍ لأوامر المدراء ومضطراٍ لبذل الجهد والقيام بالعمل بل هو عمل وإرادة بدافع وقرار شخصي يحثه ويدعوه للحماس لتقديم المزيد من الجهد والعطاء.
التكافل الاجتماعي
وللمبادرات دور كبير في تعزيز التكافل الاجتماعي فهي من باب البذل والإحسان وهذا ما أوضحته الداعية إيمان النجدي – الكلية العليا للقرآن الكريم وعلومه أن المبادرات الاجتماعية للبناء والإصلاح وتفريج هم المؤمنين من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمٍا ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) .  ومن رفق بعباد الله رفق الله به ومن رحمهم رحمه ومن أحسن إليهم أحسن إليه ومن جاد عليهم جاد عليه ومن نفعهم نفعه .

قد يعجبك ايضا