الكتابة عن أعلام الأدب

لم تقتصر الكتابة الأدبية عن نظم الشعر وكتابة القصة والرواية والمسرحية والحديث عن البارزين في هذه المجالات من كتاب وأدباء ومفكرين ونقاد وغيرهم ولا القيام بدراسة هذه الأعمال الأدبية فنيا ونقديا وأدبيا وإبداء الآراء النقدية المختلفة تجاهها فقط ولكن بدأ الاهتمام بالأعمال الإبداعية لهؤلاء الأدباء والمفكرين وبالحوارات التي أجريت معهم وإعادة نشرها في إصدارات جديدة وتحت عناوين مختلفة.
ويشمل هذا الاهتمام بكبار الأدباء والمفكرين والكتاب من حصلوا على جوائز دولية ووطنية وبالأخص الحاصلين على جائزة نوبل في الأدب كما يأتي اختيارهم لإسهاماتهم المتواصلة في عملية التنوير والتثقيف وفي تأسيس مختلف مدارس الأدب في بلدانهم وإيصال أدب بلدانهم إلى العالمية.
والمشتغلون في هذه الأعمال يتجهون بأقلامهم وأعمالهم الأدبية في الكتابة عن هؤلاء الأدباء والكتاب والحديث عن نتاجاتهم الأدبية والإبداعية وأفكارهم التنويرية إلى المهتمين من أبناء المجتمع من الشباب بطرق عديدة وشتى ومن ذلك القيام بترجمة الأهم من أعمالهم الإبداعية إذا كانوا أدباء غربيين أو جمع عدد من الأعمال لعدد منهم تحت تصنيف معين كالأدباء الفرانكفوريين أو أدباء أمريكا اللاتينية أو غير من ذلك من المسميات.
ومثل هذه الأعمال يقدر لأصحابها الجهد الذي بذلوه في التعريف بهم وإيصال أعمالهم الخالدة  التي كان لها الأثر في المجتمعات الإنسانية إلى القراء الشباب الذين يهتمون بالأدب العربي والعالمي.
ومن هذه الإصدارات ما يكون عبارة عن حوارات ثقافية وفكرية وأدبية أجراها عدد من الإعلاميين المهتمين بهذا الشأن مع عدد من هؤلاء الكتاب والأدباء وجمعها والقيام بنشرها والتركيز فيها على مختلف القضايا المختلفة الثقافية والفكرية والأدبية.
فيما يتجه آخرون إلى جمع المقابلات التي أجرتها بعض المجلات الأدبية للمشاهير في عالم الأدب واختيار الأهم من هذه المقابلات ونشرها في إصدار جديد ووضع مقدمة لها توضح فيها مبررات اختيار هذه المواد وإعادة نشرها للقارئ.
وإن كان البعض يظن أن مثل هذه الإصدارات سهلة وهي عملية تجميع إلا أن المجهود مضن ومعلوم فعملية التجميع لا تتم بطريقة عشوائية والبداية تكون مع ظهور الفكرة ومن ثم يتبعها عملية الاختيار وفق أسس ومعايير تعتمد على الأهداف الأساسية للفكرة الأساسية.
وتسعى المجلات الثقافية العربية كالتزام منها بنشر الثقافة العربية إلى دعم الإصدارات المختلفة من روايات ودواوين شعر وكتب ونقد ومؤلفات لمختلف الكتاب والأدباء المشهورين والشباب فإنها أيضا تعمل على اختيار هذه الإصدارات ورعايتها وطباعتها ونشرها مع أعداد هذه المجلات وتكون بذلك قد ساهمت في العملية التنويرية التي تشهدها المجتمعات العربية على الرغم من الظروف التي تعصف بحاضرها ومستقبلها.
ومن أشهر هذه الإصدارات “منفى اللغة” للصحافي والأديب العراقي شاكر نوري الذي  أجرى العديد من الحوارات الأدبية والفكرية مع كبار الكتاب الفرانكفونيين من جنسيات مختلفة عربية وأفريقية وأمريكية وناقش معهم قضية الكتابة باللغة الفرنسية وقد استغرق منه المزيد من الجهد في الالتقاء بهم خلال فترات عمله في الصحافة وفي الأخير قرر نشر هذه الحوارات واللقاءات في كتاب واحد لما لهذه الحوارات من أهمية في الأجواء الأدبية والثقافية قامت بنشره مجلة “دبي الثقافية” في أحد أعدادها.
ونذكر أيضا كتاب “سراج الرعاة” لخالد النجار وهي عبارة عن حوارات مع كتاب عالميين فلكل حوار من حوارات هذا الكتاب قصة يمتزج فيها القصد بالصدفة كما يقول المؤلف في مقدمة الكتاب ويتابع: ولكن تجمع بينها رغبة في سماع صوت الآخر مباشرة إذ كثيرا ما وصلت إليها تجارب الأدباء الغربيين المعاصرين من خلال الترجمات أو القراءة أو التأويل.
وأيضا هناك كتاب “حوارات القرن” مع أدباء عالميين ممن حصلوا على جائزة نوبل في الأدب مع عدد من الصحف العالمية قام بترجمتها وتحريرها محمد الجرطي وأصدرها في كتاب نشرته مجلة الرافد في أحد أعدادها وكتاب يضم قصصا من الأدب العالمي لأدباء حصلوا على جائزة نوبل للأدب ترجمتها إلى العربية “سنية سلمان” وأصدرتها تحت اسم “عن الحب والأثر وأشياء أخرى” إضافة إلى إصدارات أخرى.

قد يعجبك ايضا