تتواصل عملية الامتحانات للشهادتين العامتين الأساسية والثانوية والتي مثِلت هذا العام تحدياٍ كبيراٍ سواءٍ للطلاب أو لوزارة التربية والتعليم ومكاتبها بالمحافظات نتيجة للعدوان والحصار المفروض على بلادنا والذي انعكست آثاره بشكل كبير على جميع اليمنيين وكان قطاع التعليم هو الأكثر تضررا إلا أن وزارة التربية والتعليم وكذا الطلاب كانوا على قدر هذا التحدي بحيث اختاروا الإصرار على إجراء الامتحانات واستدراك ما كادت تسبب الأوضاع في فقدانه.
حسب الجدول الامتحاني للشهادة الأساسية كانت مادة اللغة العربية هي المادة الثانية في هذا الجدول حيث توجه الطلاب أمس الثلاثاء إلى المراكز الامتحانية لأداء هذا الامتحان.. وقد كان نزولنا إلى بعض المراكز لمواكبة الحدث واستطلاع آراء الطلاب وانطباعاتهم حول هذا الاختبار الذي يتم في ظروف استثنائية هذا العام فإلى التفاصيل..
في مركز الشهيد الكبسي الامتحاني كان لنا لقاء مع عدد من الطلاب والذين عبروا عن ارتياح عام من مستوى الاختبار والذي جاء هذا العام غير ما كان يتوقعه الطلاب إذ أن أسئلته بحسب مدرسين ومتخصصين راعت الفروق الفردية كما أنها حققت سهولة ووضوحا وفي المقابل كانت شاملة ولم تهمل المادة العلمية.
يقول الطالب شامان محمد القحوي من طلاب مدرسة النصر والذي التقيناه في مركز الكبسي الامتحاني: اختبار اليوم كان مناسبا وأسئلته واضحة ولم نواجه أي صعوبة على غير ما كنا نتوقع رغم أننا كنا قد استعددنا للاختبار بقدر ما استطعنا ولا نزال نأمل أن تكون بقية الاختبارات بنفس المستوى..
ويوافقه في ذلك زميله محمد يحيى أحمد الشاعر من ذات المدرسة والذي أكد أن الأسئلة كانت واضحة وسهلة وإن كان ثمة صعوبة فهي في أسئلة النحو.. ويعيد الشاعر السبب في هذه الصعوبة التي لم تكن كبيرة إلى المستوى العام للطلاب الذين يعانون ضعفا في مادة النحو وخصوصا حين يركز الأستاذ على حفظ الطلاب للقاعدة دون تطبيقها على أمثلة من خارج المنهج بالإضافة إلى تقصير البعض في مسألة المذاكرة والاستعداد للاختبار وخاصة هذا العام الذي يعاني فيه الشعب عموما من سوء الأوضاع كما أن الطلاب أكثر معاناة وخصوصا في فترة الاختبارات.. ويشترك معه في هذه النقطة الطالب طارق محمد الحرازي حيث أوضح أن الامتحان كان بسيطا ومناسبا للظروف التي يمر بها الطلاب هذا العام فرغم الظروف التي تمر بها بلادنا إلا أننا والحمد لله صممنا على خوض الاختبار متحدين لكل الصعوبات والعقبات التي اعترضتنا وقد راعى القائمون على عملية الاختبارات هذا الجانب فجاءت الأسئلة واضحة وبسيطة كنوع من المراعاة.
ويختتم الحرازي بالقول أحث كل الزملاء على المثابرة في فترة الامتحانات وبذل المزيد من الجهد وعدم الاستسلام للأوضاع التي تعاني منها البلاد كما أننا نأمل من وزارة التربية والتعليم مراعاة ظروف الطلاب.
الطالب أحمد يحيى أبو صلاح هو الآخر أبدى ارتياحا كبيرا من اختبار اللغة العربية ورضا عن أدائه من خلال الإجابة على الأسئلة حيث أكد أنها كانت إجابة ممتازة فبالإضافة إلى وضوح الأسئلة وعدم خروجها عن المقرر فقد كان الجو هادئا والوقت كافيا والحمد لله ونحن نأمل أن تسير اختبارات بقية المواد على ذات الصورة.
انطباع عام لدى طلاب الصف التاسع أساسي في المراكز الامتحانية التي نزلنا إليها مفاد هذا الانطباع هو أن امتحان مادة اللغة العربية كما كان الامتحان السابق له واضحا وبسيطا ومراعيا لظروف الطلاب ومستوياتهم والفروق الفردية بينهم.. فها هو الطالب أسامة القفيلي من مدرسة صنعاء النموذجية يؤكد ذلك قائلاٍ: الحمد لله كان الاختبار سهلا ما يثبت أن الذين وضعوا أسئلته قد راعوا ظروف الطلاب وظروف المرحلة التي نمر بها فأجواء القلق النفسي التي نعيشها بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية كان لذلك كله أثر كبير على قدرتنا في الاستعداد للاختبارات بالشكل المطلوب..
ويضيف القفيلي: إلا أننا لا نزال نأمل في مراعاة هذه الجوانب في اختبارات بقية المواد بحيث لا يصاب الطالب بالإحباط من جميع النواحي.
كسابقيه من طلاب التاسع أساسي يؤكد الطالب كريم راشد موسى من مدرسة صنعاء النموذخية أن الاختبار لم يحتو على أي صعوبة ولم يكتنف أسئلته أي غموض أو تعقيد فقد كانت الأسئلة بحسب كريم» عبارة عن أسئلة موضوعية متنوعة فيها ضع علامة صح أو خطأ مع تصحيح الخطأ وفيها أكمل الفراغ واختر الإجابة الصحيحة من بين الأقواس بالإضافة إلى التعبير والإملاء وهكذا.. لذلك لم نواجه أي مشكلة كما أن الوقت كان كافيا والأجواء هادئة» وإذا كان هناك أي صعوبة فهي بسبب مستوى الطالب وعدم استعداده بالشكل الجيد وذلك نتيجة الأوضاع التي نعيشها لذا نتمنى من وزارة التربية التعاون معنا في مسألة التصحيح ومراعاة الحالة النفسية والمعنوية للطالب.
لا يختلف عن زملائه الطالب خالد وليد النزيلي فهو الآخر بدا متفائلا وراضيا عن اختبار مادة اللغة العربية بشكل عام مؤكدا: الأسئلة رغم بساطتها ووضوحها إلا أنها تحتاج إلى الاستعداد بقدر الإمكان وهذا ما أنصح به زملائي وهو استغلال الوقت المتاح لنا في بقية المواد.
أما الطالب عبد العزيز المنتصر فيقول الاختبار كان سهلا في معظمه كما أننا استفدنا من الأسئلة الاختيارية حيث كان هناك سؤالان اختياريان والباقي إجباري وهذا ما أعطانا فرصة في إجابة الأسئلة التي تناسبنا والاستغناء عن التي كانت فيها بعض الصعوبة.. عموما -يضيف المنتصر- الاختبار كان بسيطا ولكننا نأمل من وزارة التربية التعاون معنا ومراعاة الطلاب الذين لم تتح أمامهم الفرصة للاستعداد الجيد للاختبار.
اختتاما لهذا الاستطلاع كان لنا لقاء مع الأستاذ إسماعيل الجابري مدرس مادة لغة عربية والذي تحدث عن الاختبار من وجهة نظره كتربوي متخصص وأستاذ لذات المادة حيث يقول: من حيث بناء الاختبار وبنظرة تقييمية نستطيع القول أنه كان بمستوى ممتاز حيث كان اختبارا موضوعيا شاملا ومع ذلك كانت أسئلته واضحة وبسيطة ومراعية للفروق الفردية بين الطلاب..
وإذا كان هناك من مشكلة فإنها تتمثل في عدم تمكن بعض المدارس من إكمال المنهج للطلاب وأنا أقول هنا بعض المدارس أما بالنسبة للطالب الذي درس المنهج المقرر كاملا وأتيحت له فرصة الاستعداد والمذاكرة فمن المؤكد أن مثل هذا الطالب لن يواجه أي مشكلة أو صعوبة مع هذا الاختبار.