الطاقة الاستيعابية.. حجر عثرة أمام خريجي الثانوية!

الطاقة الاستيعابية حجرا عثرة أمام عشرات الآلاف من الطلاب الملتحقين سنويا وبدلا من استقبالهم وتذليل الصعاب لإكسابهم المهارات لخدمة وطنهم تقوم الجهات المختصة بوضع مقاعد دراسية يخجل الإنسان من ذكرها وامتحانات قبول تفوق مستوى تحصيلهم العلمي …الكثير من الطلاب أصابهم اليأس والبعض حالات نفسية والبعض منهم تعرض للضياع والقليل التحق بكليات لا يستطيع التعايش معها للحظات .. الخ.
وفي هذه المادة قمنا باستطلاع البعض من شرائح الطلاب من المعانين منهم عن أسباب القضية ودور الجهات المختصة في حل هذه القضية:
“أصبت بالإحباط واليأس من عدد الطلاب المتزاحمين على إدارة التسجيل والتي يتجاوز عددهم (3) اِلا ف طالب وطالبة.. وما زادني يأساٍ هو نسبة العدد المتطلب والذي يتم قبولهم, إذ حددت الكلية عدد الكراسي التي سيتم شغرها من الطلاب بـ (120) مقعداٍ”.
ويضيف محمد صالح من محافظة صنعاء طالب متفوق حاصل على الشهادة الثانوية بدرجة ممتاز “تقدمت للتسجيل في كلية الطب التي طالما حلمت بأن التحق بها منذالصغر.. عملت بجد واجتهاد وذقت المرارة والسهر والتعب على ضوء الشموع لتحقيق حلمي.. لكن للأسف ما رأيته من ازدحام الطلاب على إدارة التسجيل أصابني بالذهول والعجز في التفكير من كثرة ارتفاع المقبلين ونسبة المقاعد الدراسية وعرفت حينها أن احتمال قبولي ضعيف جداٍ, ورغم اجتيازي لامتحانات القبول إلا أني لم أكن من المتفوقين في الاختيار مستغرباٍ عن دور إدارة الجامعة والتعليم العالي الغائب في وضع حل لهذه القضية الذي تحرم اِلاف الطلاب من التعليم”.
من جانب آخر قال محمد السقاف من صنعاء أحد المتقدمين في كلية الهندسة: كنت انتظر التحاقي بكلية الهندسة حاسباٍ بالساعات والدقائق لكن تقدمت للكلية وقمت بعمل جميع الإجراءات واجتزت الامتحان لكني لم أكن من المقبولين ورغم صعوبة الامتحان والكم الهائل من المقبلين على التسجيل والنسبة الضئيلة من المقاعد إلا أني حاولت تحقيق حلمي الذي دام معي لأعوام والتحقت بكلية الإعلام و أنا لا أريدها ولكن لم يكن باختياري.
سياسة خاطئة
في السياق ذاته قال الدكتور الأكاديمي / أحمد الحاج :إن الجامعة تعاني من إدارة متابعة حقيقية لحل القضايا الذي يعاني منها الطلاب وأهمها قضية الطاقة الاستيعابية الذي يخجل الإنسان من وضعها والتي تعيق آلاف الطلاب من الالتحاق بالتعليم وتحقيق أحلامهم.. وأشار الدكتور الحاج إلى أنه لا توجد استراتيجية أو سياسة لدى المختصين في وضع نسبة استيعابية معقولة تفي بالغرض مستغرباِ من وضع مقاعد دراسية لا تتجاوز (150) مقعداٍ اِمع العلم أن المتقدمين سنويا يفوق (4) اِلاف طالب وطالبة رغم وجود قاعات دراسية متوفرة وكادر تعليمي يفي بالغرض.. سائلا الجهات المعنية عن أسباب ارتفاع عدد المقاعد في الموازي والنفقات الخاصة وأين تذهب إيراداتها وانخفاض عدد المقاعد في التعليم العام.. داعياٍ إدارة الجامعة والجهات الخاصة الى مراقبة سير التسجيل والقبول تفادياٍ للتلاعب الحاصل.
انعدام الدعم
من جانب آخر قال وكيل شئون التعليم العالي للبعثات علي الروضي: إن من أكبر أسباب عملية تقويض نسبه الطاقة الاستيعابية في الجامعات الحكومية عامة وفي جامعة صنعاء خاصة هو عدم وجود الدعم المالي في بناء القاعات الدراسية والمعامل والمختبرات واستقطاب كوادر ذات كفاءة من الدكاترة.. مؤكدا أنهم قد عملوا أكثر من خطة ودراسة لهذه القضية وتم تقديمها للحكومة ولوزارة المالية لكن بدون جدوى حيث كان الجواب لا توجد ميزانية …
ارتفاع عدد المسجلين
من جانب اِخر أكدت الدراسات التي أجرتها إدارة المجلس الأعلى لتخطيط التعليم إن هناك تزايداٍ في أعداد الملتحقين والمقبولين في الجامعات نظراٍ لتزايد أعداد الخريجين من الثانوية سنويا فقد ارتفع عدد المقبولين من (55494)طالباٍ وطالبة في عامي 2005م و/2006م إلى (65287)طالباٍ وطالبة في عام 2011م/2012م كما أشارت الدراسة إلى أن الارتفاع الكبير في عدد الملتحقين بالجامعات الحكومية ونسبة القبول قليلة جداٍ ويظهر ذلك في عدد الملتحقين في عامي 2005م و/2006م والذي بلغ (188,557)طالباٍ وطالبة وعدد الملتحقين في عامي 2011م و/2012م (200875) طالباٍ وطالبة ولم يقبل منهم سوى العدد المذكور سابقا.
امتحانات صعبة
وتشير الدراسة إلى أن هناك نمواٍ سنويا في عدد الملتحقين في الجامعات الحكومية بنسبة (1,3) وبنسبة نمو (6,9) طالب وطالبة في الجامعات الخاصة والتي تلعب دورا إيجابياٍ في استقطاب الطلاب الذين يحرمون من التعليم الحكومي كما أكدت الدراسة أن هناك تشدداٍ أثناء عملية وضع امتحان القبول في الجامعات الحكومية من خلال انخفاض عدد الملتحقين وفق النظام العام من (85,5)2006/2005م إلى (82,1)في 2013/2012م وتشير الدراسة إلى أن النظام الحالي يتجه قدما ليكون أكثر انحيازاٍ للأغنياء ومرتفعي الدخل وأن طلاب وطالبات الدخل الضعيف والفقراء هم الضحية ما لم تتخذ الحكومة والتعليم العالي سياسة جديدة تحد من مشكلة الطاقة الاستيعابية والتشدد في امتحانات القبول.
استراتيجية جديدة
ويرى الخبراء والأكاديميون أن مسألة تقويض العملية الاستيعابية خطيرة جداٍ وتحتاج إلى وضع استراتيجيات جديدة لحلها منها افتتاح المزيد من القاعات الدراسية لكي تزيد عملية القبول, أيضا استقطاب الدكاترة بحسب التخصص والاحتياج ووضع امتحانات معقولة لا امتحانات لتعجيز الطلاب, ودعم الطلاب وتذليل الصعاب أمامهم بدلاٍ من تصعيبها.

قد يعجبك ايضا