من المهم تفنيد زيف العدوان وعرض الحقائق في وقتها

التضليل الإعلامي بالنسبة لدول العدوان من أهم قواعد اللعبة
صمت عربي وعالمي تجاه العدوان الهمجي الذي تشنه السعودية على اليمن.. يمن الحضارة والتاريخ عدوان تحيط به هالة كبيرة من التضليل الإعلامي الممنهج الذي يموله تحالف الإجرام فيما دول ومنظمات حقوقية وإنسانية محلية وإقليمية ودولية تبيع ضميرها.. لتسير في الاتجاه ذاته..
لقد تخلت الوسائل الإعلامية عن مسؤوليتها الدينية والمهنية والأخلاقية والإنسانية مقابل المال فيما لا نمتلك وسائل إعلام وطنية قادرة على مخاطبة شعوب العالم الحر وإظهار عدالة القضية ومظلومية الشعب اليمني المنكوب بغطرسة جيرانه ومن يقف وراءهم.. جرائم العدوان مستمرة وفرص فضح زيف ذرائعه ومبرراته الواهية محدودة..
والسؤال..كيف يمكن مواجهة التضليل الإعلامي الذي يؤازر تحالف العدوان على اليمن.. ويقدم صورا مغلوطة لحقائق الواقع¿
ولمواجهة أساليب التضليل الإعلامي يتطلب الأمر تخصيص أكفأ المختصين في الأجهزة الإعلامية والخبراء في المجالات الأمنية والإستراتيجية والعسكرية وبالتنسيق والتعاون الوثيق مع الأكاديميين المتخصصين في مجالات علم النفس والاجتماع والإعلام والتربية وكذلك الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني هذا ما قاله د. أحمد حمود المخلافي – عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء.
مضيفاٍ : من الإجراءات والأساليب التي ينبغي القيام بها لمقاومة أساليب التضليل الإعلامي تحليل رسائل وأساليب التضليل الإعلامي والبحث عن مصادرها ودراستها ومن ثم وضع خطة مضادة لها تكون قادرة على احتوائها وكشف أبعادها وزيفها ومروجيها وأغراضهم وتفنيدها بالحجج والبراهين والأدلة والحقائق الثابتة وتأمين وحدة خاصة للاستعلامات لمقاومة أساليب التضليل الإعلامي بحيث يتمكن المختصون من الإجابة على أي استفسار حول رسائل وموضوعات ومضامين التضليل الإعلامي التي يتم بثها وترويجها لتجفيف جذورها والقضاء على تأثيراتها مبكراٍ ودعم المسؤولين والمتحدثين الرسميين بهذه المعلومات أولاٍ بأول ليتمكنوا من خلالها من التخاطب مع الجماهير بوضوح.
وإلى جانب ذلك يرى المخلافي ضرورة أن يتخلل النشاط الإعلامي المضاد استضافة محللين استراتيجيين لتفنيد زيف التضليل الإعلامي والتنسيق الفعال بين مختلف وسائل الإعلام وعرض الحقائق في وقتها وتعزيز الثقة فيها وتنمية الوعي الوطني للشعب.
كما يؤكد أنه يتعين على الجميع الانتباه إلى أغراض التضليل الإعلامي قدر الإمكان ومواصلة الكفاح والصمود الوطني وعدم اليأس والعمل بصدق من أجل أن يعم التعاون والتماسك أفراد المجتمع.
من الجهة المسؤولة عن المواجهة¿!
أمين الوائلي – رئيس تحرير صحيفة المنتصف – يقول : التضليل الإعلامي تجاه اليمن كبير ومنظم وموجه وهناك جبهة حرب وعدوان موازية للعدوان العسكري وليست أقل سوءاٍ وخطراٍ منهº فالإعلام وخصوصاٍ الخارجي الغربي يسير بذات الفلك وليس فقط العربي كون هذا الأخير تابع ومسير وممول باستمرار وتابع للحكومات ولا يملك حريته أو يعبر بحرية. لكنني لا أعرف من يفترض أن يكون معنياٍ ومسؤولاٍ الآن وفي هذه المرحلة الحرجة عن الإعلام ورسم سياساته وتفعيل جبهته بوعي وإدراك لصالح القضية وفي مواجهة التزييف والتضليل والتعتيم والتعمية في الإعلام الخارجي والعربي بما أن الجميع يخضع لتأثيرات المال والمصالح المباشرة أو الضمنية !
ويضيف :في حالتنا واضح أنه ليس لدينا جهة مسؤولة وضمن جهاز إداري وحكومي لإدارة الأزمة والمرحلة والمتوفر من إمكانات وجهود خضع لإدارة موجهة وعشوائية عديمة المعرفة والخبرة فكانت عديمة الجدوى.
وتابع : الإعلام الرسمي أصبح دوره ببغاوياٍ يحاكي خطاب وأسلوب وتعبوية إعلام لايهتم للمجتمع وبما أنه لا سلطة ولا حكومة فلا إدارة جماعية واعية ومنتجة وهذا شرط أول ومهم للمواجهة ثم ليس هناك وسيلة واحدة تبث وتنشر باللغة الإنجليزية وتخاطب العالم بما يحدث ! ” كيف يمكن مواجهة التضليل بدون مخاطبة العالم إذاٍ¿!”.
حشد الطاقات الإعلامية
وعن الفشل في مواجهة العدوان إعلامياٍ كما ينبغي وكيفية إدارة الأزمات في ظل عدوان همجي وإجرام لا يستثن شيئاٍ وإعلام عربي وعالمي مْشترى دفن الحقيقة وتخلى عن شرف المهنة وتجرد من الضمير والإنسانية تحدث نبيل حيدر – مهندس وكاتب صحفي – : ” الحرب الإعلامية جزء من الحرب النفسية للعدوان ولأي حرب بشكل عام والمواجهة وإن كان التساؤل ظهر متأخراِ مقارنة بالفترة التي مرت على العدوان الهمجي الذي تشنه السعودية ومن معها من مسوخ داخلية وخارجية إلا أنه يبقى مهماٍ كوننا حتى اليوم لم نتعلم أهمية وكيفية إدارة الأزمات ومواجهتها خاصة أزمة كالتي نمر بها وهي العدوان “.
متابعاٍ : كان ينبغي حشد كافة الطاقات والأفكار التي تتلاقى عند رفض العدوان والوقوف أمامه وهي طاقات إعلامية وتقنية ومادية تتطلب دراسة وتحديد نوعية وحجم الأدوات العاملة حالياٍ في المواجهة الإعلامية ومن ثم الوقوف على قدرتها على الوصول إلى الرأي العام من عدمه داخلياٍ في المقام الأول وخارجياٍ في المقام الثاني وإن صعب الخارجي مع أنه توجد طرق عديدة لتغطية إيصال الرسالة للخارج مثل دعوة إعلاميين عرب وغير عرب معروفين بحيادهم وتركهم ينقلون الصورة كما هي ووفقاٍ لمنهجياتهم. 
توثيق كافة جرائم وانتهاكات العدوان
هشام السنباني – باحث في الإدارة العامة – بدأ بالتذكير بغزو العراق كمثال حي على التضليل الإعلامي في تاريخنا المعاصر بقوله : رأينا التضليل الإعلامي من خلال الحملة الإعلامية الضخمة التي سبقت الغزو والتي روجت لوهم أن: ” أمريكا تتعرض للهجوم ” بحيث صورت الحقائق المزيفة التي بثتها وسائل إعلام ذلك العدوان على أنه عمل مشروع للدفاع عن النفس وخلقت له ذرائع ومبررات والتي عبر عنها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في خطاباته على أنها “حرب لحماية الحرية ” و” الحرب الوقائية ” بينما كان يتم إخفاء الأهداف الإستراتيجية والاقتصادية الحقيقية للحرب.
وأضاف : يْدرك المتابع لسير الأحداث في اليمن حجم الماكينة الإعلامية الهائلة التي تستخدمها دول العدوان الغاشم على بلادنا والمتمثلة بعشرات القنوات الفضائية ومئات المواقع الإخبارية والتي هدفت من خلالها إلى إضفاء طابعاٍ إنسانياٍ على العدوان وعملت على إعطاء الحرب بعداٍ قومياٍ عروبياٍ تارة وبعداٍ دينياٍ تارة أخرى ولغرض قلب وتزييف الحقائق والتأثير على الرأي العام العالمي تم استخدام العديد من وسائل التضليل الإعلامي كالمنشورات ووسائل التشويه والتشويش وبث الشائعات والتلاعب بالمعلومات والانتقائية المتحيزة لذكر بعض الحقائق وتجاهل البعض الآخر والتعتيم والتجاهل لأحداث مما جعلها خارج وعي الجمهور والتضليل بالصور والأفلام المفبركة والرسائل الإلكترونية.
ومضى يقول: كما تتعدد أدوات التضليل الإعلامي التي يمارسها العدوان تتعدد الأساليب التي يمكن من خلالها مواجهته والتقليل من آثاره أهمها: توحيد الخطاب الإعلامي وتعدد وسائل وقنوات التواصل والتركيز على الروح الوطنية وكل ما هو جامع ومشترك بين مكونات المجتمع والتغطية الكاملة للأحداث بكل مصداقية وموضوعية وعدم التعتيم على أي انتكاسة عسكرية والتعامل معها بشفافية ووضوح والنزول الميداني واستخدام الصور للرد على الإشاعات والتأكد من دقة المعلومات التي تْبث وعدم الاستهانة بالإشاعات الصادرة من العدو مهما كانت بسيطة والتشكيك الدائم في نواياه ودراسة كافة الشائعات وتحليل مضمونها وتحديد دوافعها وأهدافها ومصادرها وعدم الاكتفاء بالإعلان عن تكذيبها لأنه يصبح تكراراٍ لها والتوعية المستمرة بخطورة الأخبار والمعلومات مجهولة أو غير موثوقة المصدر وعقد مؤتمر أو إصدار بيان يومي يوضح بشفافية ما يحدث يومياٍ.
مشدداٍ على ضرورة توثيق كافة جرائم وانتهاكات العدوان وإرسالها إلى مختلف المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية العربية والعالمية وخلق قنوات تواصل فعالة بين قيادات المؤسسات الحكومية والقيادات السياسية والعسكرية وتنسيق المواقف والقرارات وتكوين فريق مهني لمواجهة هذا التضليل تتعدد مهارات أعضائه لتشمل الخبرات السياسية والعسكرية والقدرات الإعلامية الاحترافية بالإضافة إلى خبراء الاقتصاد والعلوم النفسية والاجتماعية والتاريخية.
المواجهة على المستوى الشخصي والمجتمعي
يرى د. يوسف الحاضري- كاتب ومحلل سياسي – أن التضليل الإعلامي بحد ذاته سلاح ارتكزت عليه الصهيونية العالمية منذ سعيها إلى تحقيق بروتوكولاتها فطورت منهاجه وأساليبه وأدواته وأفكاره وجنسياته.
 متابعاٍ : انتهج العدوان السعودي المصبوغ بالصبغة الصهيونية نفس المسار في عدوانهم على اليمن ولكن لم ينتهجوه إلا بعد أن أعدوا لهم بيئة شعبية وحاضنة جماهيرية تتقبل كل ما يأتي منهم حتى لو كان فوق الخيال وأبعد منه وحتى نحصن أنفسنا ومجتمعنا من التضليل والتوجيه الإعلامي ( كمرحلة أخيرة بعد التضليل) خاصة وكثير من العقول أصبحت ضمن نطاق التعليب ( الخطوة الأولى ) يلزمنا الكثير والكثير أهمها : حملة شعبية لإغلاق هذه القنوات من باقاتنا في المنازل مستخدمين خطباء المساجد والإعلاميين والتربويين حتى تصبح ثقافة مجتمعية ممارسة سلطة الدولة وبشدة ضد كل من يخل بواجب العمل ضد العدوان أو يدعم العدوان إعلامياٍ إغلاق الصفحات التي تدعم العدوان ضمن نطاق الإنترنت واستمرار الجهود عبر ما يتوفر لنا من قنوات إعلامية وصحف ومجلات ومواقع تواصل وغيرها على نشر الحقائق وإيصال رسالة مفادها”.
وزاد بالقول: من المعيب استمرار متابعة قنوات الزيف والتضليل التابعة لدول العدوان فضلاٍ عن التبرير له ” مؤكداٍ أن مواجهة العدوان يتطلب جهداٍ كبيراٍ يقوم به كل الشرفاء في هذا الوطن وبشكل مكثف دون يأس أو استسلام.
 المصداقية والوضوح
من جهته يقول د. فارس البيل – أستاذ النقد الثقافي: إن مهمة الإعلام اليوم هي المهمة الأبرز لتوجيه الشعوب والمؤسسات والجماعات والتيارات وأن الإعلام صار الخطاب التعبوي الشعبي غير المنظم الذي يخلق حالة من الاقناع أو التأثير وحتى التحريك وردات الفعل.
وإزاء هذه القيم التي يبثها الإعلام بمختلف انتماءاته وتقنياته ومن يقفون وراءه فإن الإعلام يمثل حالة من الفوضى المعلوماتية والعبث النفسي والشحن غير العقلاني إذ إن أغلب وسائل الإعلام منحازة لمراكز صناعتها ولا تقدم سوى مصالحها وهنا يكمن العبث بعقول الناس والتأثير غير المحمود لصالح النسيج الاجتماعي أو الدولي.
مضيفاٍ : لا يوجد في الإعلام حد وإطار منضبط للموضوعية والمهنية إذ إن كل الوسائل الإعلامية تدعيه لكنها لا تتمثله ومنها تغطية الصراعات والحروب والأحداث الساخنة ففي الحروب لا أحد يقول الحقيقة وكل هذا سيخلق أضراراٍ بالغة على المدى الطويل في طريقة تفكير الناس وآلية تعاملهم مع الأحداث وطبيعة حياتهم وتصرفاتهم والسلم الاجتماعي وحتى على المعرفة.
مشيراٍ إلى أن السبيل الأرشد لتجنب هذه المخاطر هو في أن تلتزم وسائل الإعلام بالأخص العامة أو الرسمية بخط وطني ومعرفي وإنساني عام لا يسعى إلا إلى تطبيع الحياة بين الناس ونبذ الكراهية والحد من الاختلافات التي ستؤدي بلا شك إلى صراعات وحروب مستقبلية وتغطية أخبار أي حدث حتى لو كان عدواناٍ يجب أن يتسم بالمصداقية والمهنية والرقي وإلا فإنه سيفقد ماجناه في المستقبل خيبة وانعدام ثقة.
ويختتم د. فارس حديثه بقوله : ” نفتقد في اليمن لوسيلة إعلامية واحدة تنشر الخبر وتنقله من مصدره بكل زواياه وملابساته بعيداٍ عن هوى وانتماء وعاطفة الصحفي والمنتج والمخرج ومن يشرف على هذه الوسيلة ودور الإعلام مهم ومحوري وفي غاية التأثير لكن حينما يكون أميناٍ في النقل ولا يبث إلا ما هو حقيقي ونافع على المدى القريب والبعيد وليتحمل الإعلام تبعات هذا التفكك الذي حل بالناس والتشاحن والتعصب الذي يتلبسهم جراء الشحن المتهور وحينما ينتصر الإعلام للمهنة وللحقيقة وللإنسان أولاٍ.. سينتصر الوطن حتماٍ “.

قد يعجبك ايضا