رحيل نور الشاشة العربية ..نور الشريف تاركا تراثا فنيا تتوارثه الأجيال

رحل الفنان الكبير نور الشريف بعد مشوار فني طويل وحافل مخلفٍا وراءه تراثا فنيا من الأعمال السينمائية والدرامية التي كانت وستظل علامة فارقة لعشاقه وجمهوره في مصر والعالم العربي.
وكان الفنان نور الشريف قد أصيب بأزمة صحية نقل على أثرها إلى ألمانيا وأمريكا لتلقي العلاج هناك وعاد إلى القاهرة بعد استقرار حالته الصحية واستقر بمنزله بمنطقة الشيخ زايد بعد أن نصحه الأطباء بالراحة التامة حتى توفى عن عمر يناهز 74 عاما بعد صراع مع المرض.
وولد الراحل واسمه الحقيقي محمد جابر محمد عبد الله يوم 28 أبريل عام 1946م في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة من مركز مغاغة بمحافظة المنيا وحصل على دبلوم من المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز وكان الأول على دفعته عام 1967م.

“البداية الفنية”
وبدأ الشريف مشواره الفني من خلال فرقة التمثيل بالمدرسة ولشدة حبه للتمثيل ترك كرة القدم التي كان يلعبها بنادي الزمالك وعندما التحق بمعهد الفنون المسرحية رشحه المخرج الراحل نبيل الألفي لتمثيل دور روميو في رائعة شكسبير “روميو وجوليت” بشعبة المسرح العالمي التابع للتليفزيون وقتها كما تعرف على المخرج سعد أردش الذي أسند إليه دورا صغيرا في مسرحية “الشوارع الخلفية”.
واختاره بعد ذلك المخرج كمال عيد ليشترك في مسرحية “روميو وجوليت” وأثناء بروفات المسرحية تعرف على الفنان عادل إمام الذي قدمه للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم “قصر الشوق” الذي حصل من خلاله على شهادة تقدير تعد أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.
“أبرز الأعمال”
وتألق الفنان الراحل بعد ذلك في أدوار متميزة في السينما والتلفزيون مما مكنه من أن يصبح أحد النجوم المتميزين حيث احتل عن جدارة مساحة كبيرة في قلوب الملايين بأعماله الفنية المتميزة التي احترمت ذهنية المشاهد لتناولها الواقع المعيشي للمجتمع بمشاكله وقضاياه وهمومه ساهمت في ترسيخ اسمه كفنان في وجدان الشعوب العربية ومن أبرز أعماله السينمائية “المصير” و”كتيبة الإعدام” و”الكرنك” و”عمارة يعقوبيان” وسواق الأتوبيس” و “ليلة ساخنة” و”دائرة الانتقام” و”ناجي العلي” و”الحفيد” و”أولى ثانوي” و”حبيبي دائما”.
“أعمال فنية”
كما قدم عددا من الأعمال التلفزيونية المتميزة منها “رجل الأقدار” و”عمرو بن العاص” و”الحرافيش” و”هارون الرشيد” و”عمر بن عبد العزيز” و”لن أعيش في جلباب أبي” و”الرجل الآخر” و”عائلة الحاج متولي” و”العطار والسبع بنات” و”حضرة المتهم أبي” و”الدالي” بالإضافة إلي عدد من الأدوار المسرحية أبرزها “لقدس في يوم آخر” و”يا غولا عينك حمرا” و”الأميرة والصعلوك” و”يا مسافر وحدك”.
“جوائز وأوسمة”
ونال الفنان نور الشريف خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم “ليلة ساخنة” وجائزة مهرجان “نيودلهي” عن فيلم “سواق الأتوبيس” كما حصل على أربع جوائز عن فيلم “يا رب توبة” وجائزتين عن فيلم “الشيطان يعظ” وثلاث جوائز عن فيلم “قطة على نار” من جمعية كتاب ونقاد السينما وجمعية الفيلم كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان وهران للفيلم الدولي مؤخرٍا عن دوره في آخر أعماله “بتوقيت القاهرة”.
” اليمن فاتنة بكل مفرداتها”
كما أن الراحل نور الشريف زار اليمن عام 2004م إلى جانب الفنانة عفاف راضي ونخبة من نجوم المسرح القومي المصري للمشاركة في الاحتفالات بصنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م.
حينها أعرب الفنان الكبير نور الشريف عن إعجابه باليمن فناٍ ومعماراٍ وبموروثها الثقافي والحضاري الأصيل لافتاٍ بهذا الصدد إلى زيارته لبعض المدن التاريخية اليمنية ومعالمها السياحية في كل من حضرموت وصنعاء وسيئون والمحويت واصفاٍ زيارته لهذه المناطق بأنها تمثل خطوة هامة جدا في مشواره الفني والحياتي.
وقال: لن أنسى زيارة اليمن ولا كرم ضيافة أهلها وحسن وفاءهم… اليمن فاتنة بكل مفرداتها ومضمونها مضيفاٍ أنه لن ينسى مشاركته صنعاء احتفالاتها بعامها الثقافي الجديد كعاصمة لثقافة العرب مشيدا بمستوى وعي الجمهور اليمني وثقافته وإن ذلك ليس بالغريب على الشعب اليمني الذي أخرج الكثير من الرموز الإبداعية منذ القدم والتي انتقلت منذ فجر التاريخ إلى أرجاء الأرض حاملة مشاعل العلم والمعرفة .
وقد جرى حفل تكريم من قياده الدولة في ذلك الوقت وفي التكريم تحدث الفنان العربي الكبير نور الشريف عن أن تكريمه والوفد الفني المصري المرافق يعكس الكثير من الدلالات التي تؤكد اهتمام الدولة اليمنية بالثقافة وإدراكها بالوعي لدور المثقف المؤثر في صنع التغيير وفي خدمة القضايا التي تلامس هموم الأمة العربية.
وكان قد قدم الفنان نور الشريف عرضين مسرحيين في صنعاء وعرضا ثالثاٍ في سيئون في إطار التواصل الثقافي بين البلدين الشقيقين وأن خصوصية زيارته لليمن تنبع من تزامنها مع احتفال اليمنيين بمئوية المسرح اليمني وبرواده العظماء على مستوى الساحة الثقافية العربية في إشارة إلى أحد أهم رموزها وهو الأديب اليمني الكبير الراحل علي أحمد باكثير .
وفي تصريح صحافي قبيل مغادرته اليمن في عام 2004م توقع الفنان نور الشريف مستقبلاٍ زاهرا لليمن خاصة وقد أتضح مدى اهتمامها بالثقافة والمثقفين متمنياٍ للتجربة المسرحية اليمنية استعادة عافيتها قريباٍ.

قد يعجبك ايضا