اعتذار إلى الحنين

1
جردوك من الغد وقالوا لك: إن الفجر قادم .. ومستقبلك البهي على مرمى خطوة .
ستحضن زمانك الآتي بشوق العمر وستلعن ماضيك المؤلم وتنسى عن طيب خاطر كل ذكرياتك الشقية , وستعتذر إلى الحنين وستخاصم حضوره إن أخذ لحظاتك إلى لحظاتك القاسية الموسومة على جسد أمسك المعلق على مشجب أيامك الخالدة ..!
2
جردوك من لغتك ومعانيك ,ولثغاتك الأبجدية وتأتأة طفولتك وطلبوا منك أن تعبر في بضعة سطور عن ضوء يحجل على قدم واحدة يطاردها الظلام ويتشهاها ضمن فرائسه الثمينة .
وأن تعبر في بضع كلمات عن مالا يقوله المعنى للمعنى وما لا يقوله العابر للطريق وما يكنه الطريق للعابرين الغرباء نحو اغتراب يضمر الجفاء لكل من يصافح متاهاته .
وأن تعبر عن وجعك المزمن في كلمة واحدة فيصرخ كل كيانك :
– “يااااوطني”.
* * *
ترانيم »2«

“1”
* ها أنت تهذي بعطرها .. وها أنت أول السكارى به .
“2”
* بلاغة فمها جعلتك تجيد الرشق بالمعاني وإحالة الحيرة إلى لغة ناطقة باللامعقول .
“3”
* متحير منك , لأنك لم تفتح باب ذاتك وتبدأ برحلة تعرف على ما فيك من عوالم غامضة ومدهشة .
“4”
* كم أنت مفرط في مداك ومسرف في الأسئلة ,وشحيح في الانتظار …!!
“5”
* لم تقل لي بعد,
أأنت من أعني أنه هو..!!
“6”
لا صبر لك ,إلا انهمار صبرك ورشقك المتوالي للآتي البعيد بما يحمله من خوابي ,مدهشة .

قد يعجبك ايضا