الديمقراطيون بالكونجرس يعززون فرص رفض الاتفاق النووي مع إيران

يتشكل مزاج عام داخل الكونجرس الأمريكي بمجلسيه (النواب والشيوخ) رافض بشكل قطعي للاتفاق النووي الذي وقعته دول 5 زائد 1 بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران في يوليو الفائت.
وإذا كان رفض النواب والشيوخ الجمهوريين مسألة تبدو مفروغ منها فإن ما سيحرج إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكثر هو ظهور نواب وشيوخ ديمقراطيين ينتظر ان يتزايد عددهم يوما بعد يوم يرفضون بشكل حاسم هذا الاتفاق النووي.
وقرر إليوت انجيل العضو الديمقراطي البارز بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي ان يصوت لصالح رفض الاتفاق النووي مع إيران.
وقال انجيل انه أثار تساؤلات تتعلق بمخاوفه بشان الاتفاق اثناء المفاوضات ومنذ إعلان الاتفاق في يوليو.
وبرر ذلك بأن “الإجابات التي تلقيتها هي ببساطة لا تقنعني بأن هذا الاتفاق سيبقي سلاحا نوويا بعيدا عن أيدي إيران بل انه ربما يعزز في الواقع موقف إيران كقوة لها نفوذ مزعزع للاستقرار ومدمر في إرجاء الشرق الأوسط.”
ومن جهته قال السناتور الديمقراطي تشاك شومر عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نيويورك أمس الأول انه قرر ان يعارض الاتفاق النووي مع إيران الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس باراك اوباما.
ويوصف شومر بأنه “أحد أكثر الأصوات اليهودية تأثيرا في الكونجرس” ويحظى بنفوذ حيث يعتبر قائدا لليهود المتمركزين في مدينة نيويورك.
وأضاف قائلا في بيان: “بالنسبة لي فإن الخطر الحقيقي جدا هو أن إيران لن تعتدل وبدلا من ذلك فإنها ستستخدم الاتفاق سعيا إلى تحقيق أهدافها الشريرة.”
وقال شومر :”قررت انه يتعين علي أن أعارض” الاتفاق النووي الإيراني.
وكان السناتور الجمهوري ميتش مكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي قد رفض أمس الأول الطرح الذي قدمه الرئيس باراك أوباما للدفاع عن الاتفاق النووي مع إيران قائلا :إن من “السخف” المجادلة بأن على المشرعين ان يختاروا بين الاتفاق أو الذهاب إلى الحرب.
وأبلغ مكونيل الصحفيين ردا على خطاب اوباما يوم الأربعاء الماضي :إن الرئيس ارتكب “خطأ فادحا” بموقفه هذا.
ودافع أوباما عن الاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه يوم 14 يوليو تحت قيادة الولايات المتحدة في مواجهة مسعى غاضب من جانب معارضين سياسيين وإسرائيل وقال :إن رفض الاتفاق سيفتح الباب أمام احتمال نشوب حرب.
وقال اوباما إنه إذا عرقل الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون الاتفاق فإن هذا سيسرع وتيرة سعي إيران لتصنيع قنبلة نووية.
وأضاف قائلا :”دعونا نتحدث بصراحة.. الاختيار الذي نواجه هو بشكل أساسي بين الحل الدبلوماسي أو شكل من أشكال الحرب. ربما ليست غدا وربما ليست بعد ثلاثة شهور من الآن لكن قريبا.”
لكن مكونيل رفض ما ذهب اليه اوباما. وقال “تلك حجة سخيفة”.
وشكا زعيم مجلس الشيوخ أيضا من ان الرئيس تعامل مع النزاع بشأن إيران كحملة سياسية عندما قال :إن المتشددين في طهران “يعملون من اجل قضية مشتركة” مع المشرعين الجمهوريين.
وكان خطاب أوباما جزءا من حملة للترويج للاتفاق الذي جرى التفاوض عليه على مدار 18 شهرا بين إيران والقوى الست العالمية التي وافقت على رفع عقوبات اقتصادية مفروضة على طهران في مقابل كبح برنامجها النووي الذي تقول طهران إنه لأغراض الطاقة فقط.
ويعلل معارضو الاتفاق سبب معارضتهم له بأنه لا يذهب إلى مدى كاف لضمان ان إيران لن يكون بمقدورها مطلقا تطوير سلاح نووي.
ومن جهتهم رفض معظم مرشحي الحزب الجمهوري المحافظ لانتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل الاتفاق حول برنامج إيران النووي داعين إلى زيادة القوة العسكرية واستخدامها بأرجاء العالم لحماية المصالح الأمريكية.
واتفق أبرز المرشحين في أولى مناظرات الحزب المحافظ التي استضافتها قناة (فوكس نيوس) الليلة قبل الماضية في ولاية أوهايو ان الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة أوباما “ترفع عقوبات على نظام لا نستطيع الوثوق به” منتقدين أحد ابرز مرشحي الحزب الديمقراطي وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
وفي المناظرة الرئيسية شارك عشرة من أصل 17 مرشحا تم اختيارهم حسب تصنيفات وضعت رجل الأعمال دونالد ترمب بالمقدمة تلاه محافظ ولاية فلوريدا جيب بوش ومحافظ ولاية ويسكونسن سكوت والكر فيما سبقتها مناظرة ثانوية للسبعة المتبقيين.
وقال المرشح دونالد ترمب :ان الاتفاق “والتعامل مع ايران سيقود الى دمار مناطق عدة من العالم” فيما وصف جيب بوش انه “اتفاق خاطئ يجب ان نوقفه” واتفق معهما السيناتور من فلوريدا ماركو روبيو بقوله انه “سينقلب على الاتفاق باليوم الأول”.
واعلن أيضا السيناتور من تكساس تيد كروز ان أولى قراراته الغاء الاتفاق “ونقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل الى القدس”.
وضغط البيت الأبيض على الكونجرس لدعم الاتفاق. والكونجرس في عطلة حاليا وأمامه حتى السابع عشر من سبتمبر للتصويت على الاتفاق.
ووافق زعماء مجلس الشيوخ على بدء مناقشة الاتفاق مع ايران في اقرب وقت عندما يعودون إلى واشنطن في الثامن من سبتمبر.
وأعلنت المتحدثة باسم الأقلية الديمقراطية بالمجلس النائبة من كاليفورنيا نانسي بيلوسي دعهما للاتفاق مع إيران ضمن عدد قليل آخر من الديمقراطيين في الكونجرس.

قد يعجبك ايضا