أعلن ناشطون عراقيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي أمس استعدادهم للخروج مساء اليوم الجمعة في ساحة التحرير وسط بغداد وفي عواصم المحافظات الاخرى لتأكيد مطالبهم التي اطلقوها الجمعة الماضي بمواجهة الفساد وتردي الخدمات واصلاح المنظومة الكهربائية العاجزة عن توفير الكهرباء إلى المواطنين الذين يعيشون هذه الايام تحت درجات حرارة مرتفعة وغير مسبوقة لامست 53 درجة مئوية.
وأكد الناشطون في بيانات وتوضيحات على صفحات الفيسبوك واطلعت عليها “إيلاف” استمرارهم في التظاهر حتى تنفيذ مطاليبهم.. مشيرين إلى أن “اثنتا عشرة سنة مرت مظلمة عجافا انشغل فيها السياسيون من شتى الكتل والتيارات بمصالحهم الشخصية الضيقة وظل العراقي على حاله ينزف شبابه دما في جبهات القتال”.
وحذر الناشطون من تحويل الاحتجاجات إلى صراع طائفي بعد ان اعلنت منظمات شيعية لها اذرع مسلحة بأن الاحتجاجات قد خرجت بتوجيه منها وان عناصرها سيشاركون فيها حيث تثار مخاوف من رفع صور زعماء هذه المنظمات وشعاراتها بشكل يقود إلى صدامات فيما بينها.
ومن الواضح ان الوعود التي قدمتها الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة خلال اجتماعها امس لبحث مطالب المتظاهرين لم تقنع المحتجين بجديتها حيث وعدت الرئاسات بأصلاحات أمنية وخدمية جريئة وعاجلة و حازمة وأكدت على ضرورة اتخاذ الاجراءات العاجلة والقرارات الكفيلة بالشروع بمعالجات حقيقية وسريعة وفعالة تخدم البلاد وتعزز الحرية والعدالة وتوفر فرص الحياة الانسانية الكريمة لكافة العراقيين”.
وشددت على ضرورة العمل على “اصلاح جميع مؤسسات واجهزة الدولة”.. منوهة إلى أن “الزخم الشعبي الراهن يمنح المزيد من الثقة والقوة في اتخاذ قرارات جريئة وحازمة في هذا الاتجاه وفي مكافحة الفساد ومعالجة ترهل بعض المرافق الحكومية وسواها من النواقص”.
وأقرت الرئاسات بأن ضمان الامن والاستقرار وسيادة القانون وحماية النظام الديمقراطي هي معا الاساس الصلب والامين الذي ينبغي انطلاق الجميع منه لتلبية المطالب الجماهيرية المشروعة في الجانبين الامني والخدمي خاصة دون اغفال ان البلاد في ذروة الحرب ضد الارهاب الذي يستهدف تدمير حياة العراقيين كافة.
الداخلية تحذر من تخريب الممتلكات العامة
ومن جهته حذر وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان من استغلال الاحتجاجات لتخريب الممتلكات العامة وقال خلال جلسة حوارية مع رؤساء وممثلي ومراسلي المؤسسات الإعلامية العراقية إن هناك معاناة يعيشها العراقيون بسبب حالات الفساد والنقص في الخدمات موضحا ان جميع ما تم طرحه في التظاهرات هو أمر حقيقي وإن القانون والدستور كفل حرية التعبير عن الرأي في التظاهر.
وأكد العمل على حماية المتظاهرين وكشف المندسين. وشدد على حماية الممتلكات العامة والخاصة منوها إلى أن بعض الدعوات تنطلق حاليا لتخريب شبكات الاتصال وهذا أمر سلبي لأنه يعود بالضرر على البنى التحتية للبلد ما يرغم الشرطة على التصدي لهما. ورفض تسمية عمليات ردع التخريب بأنه قمع.. وقال ان “مسؤوليتنا أن نقف بوجه المخربين مادام التخريب وصل إلى ممتلكات المواطنين والدولة”.
وأشار إلى الفساد في مفاصل الدولة وهو أمر كما أوضح يتطلب وقفة جادة من الجميع للحد من الفساد ومحاربته مؤكدا أنه على استعداد تام للتعامل مع حالات الفساد والقضاء عليها من خلال فتح قنوات الاتصال مع المواطنين وفتح قنوات الشكاوى كما تعمل الوزارة على حماية المشتكي.
الحرب ضد داعش استنزافية
وعن العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من العراق ضد تنظيم داعش أشار إلى أن البلاد تخوض حاليا حرب استنزاف مع تنظيمات ارهابية وفي مقدمتها هذا التنظيم ومن يتحالف معه.
وأضاف ان هذه الحرب انعكست بشكل قوي على واقع الدولة وعلى أداء الأجهزة الأمنية “لأنها حرب استنزافية يخوضها العراقيون جميعا حيث أن هناك من يدعم هذه الحرب ويمولها سواء كان دعما سياسيا أم إعلاميا وهذا يتطلب توفير كل ما تحتاجه القواتنا العراقية لادامة زخم المعركة بشكل طبيعي ويعززقدراتها العسكرية ويختصر الطريق أمام تحقيق النصر.
وأضاف وزير الداخلية إن الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع مع الجيش العراقي والحشد الشعبي يعملون بخط واحد ويقاتلون من أجل ردع وطرد العدوان الإرهابي من ارض العراق مشيرا إلى أن على الإعلام أن يأخذ دوره في التخفيف من الكثير من التوترات والتأكيد على الأحداث من خلال كشف الحقائق دون التستر على الأخطاء أو تجاهلها.
قد يعجبك ايضا