تسبب العدوان السعودي الأميركي الغاشم على بلادنا في إحداث حالة من الركود الذي أصاب مختلف الأنشطة الشبابية والثقافية والتي تأثرت بصورة مباشرة ودخلت مرحلة بيات شتوي وتوقف تام.
القطاع الرياضي كان في مقدمة الأنشطة المتضررة في البلد حيث بدأ العدوان في الوقت الذي انطلقت فيه العديد من المسابقات في مختلف الألعاب الرياضية ومع بداية موسم المشاركات الخارجية للفرق والمنتخبات الوطنية عربيا وإقليميا.
ومع استمرار العدوان الذي دخل شهره الخامس أصبحت الأنشطة الرياضية المحلية متوقفة تماما إلا ما ندر من مسابقة تنشيطية هنا وهناك كما أصبحت المشاركات الخارجية نادرة جدا إن لم تكن مستحيلة.
منتخبات كرة القدم هي الوحيدة التي تمكنت من الصمود في وجه العدوان ومقاومة الظروف الصعبة التي كانت انعكاسا للوضع الصعب الذي يعيش فيه البلد الذي تعرض لأبشع هجمة بربرية شرسة من قبل دول تحالف العدوان التي عمدت إلى تدمير كل ما هو جميل في الوطن من بنى تحتية ومكتسبات وطنية ومشاريع استراتيجية ومنها الملاعب الرياضية والصالات المغلقة وبيوت الشباب ومقرات الأندية في مختلف محافظات الجمهورية.
ورغم المعوقات الكبيرة إلا أن المنتخبات الوطنية لكرة القدم حرصت على التواجد في المحافل الدولية وتمثيل اليمن في مختلف التظاهرات الكروية وفي مقدمتها التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2018م وكأس آسيا 2019م حيث تأهل المنتخب الوطني من الدور التمهيدي الأول على حساب منتخب باكستان وتمكن من بلوغ دور المجموعات حيث يشارك حاليا ضمن المجموعة الثامنة التي تضم إلى جانبه منتخبات أوزبكستان البحرين الفلبين كوريا الشمالية .. وقد خاض الجولتين الأولى والثانية حيث خسر أمام كوريا الشمالية بثلاثية نظيفة في المباراة التي أقيمت على استاد نادي قطر بالدوحة في 11 يونيو الماضي بقرارمن الاتحاد الدولي وأمام الفلبين بهدفين بدون رد في 16 يونيو ولا زال المنتخب الوطني الأول يواصل تحضيراته لاستكمال مبارياته في التصفيات الآسيوية تحت قيادة المدرب الوطني أمين السنيني الذي تسلم مهمة قيادة المنتخب بعد رحيل المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب الذي انتقل للتدريب مع الظفرة الاماراتي أحد أندية الدرجة الثانية في الامارات.
ومن المقرر أن يخوض المنتخب الوطني مباراته الثالثة في الثالث من سبتمبر المقبل أمام أوزبكستان قبل أن يواجه المنتخب البحريني في الثامن من نفس الشهر .. وفي 13 أكتوبر يستهل المنتخب الوطني مباريات مرحلة الإياب بملاقاة كوريا الشمالية ثم يواجه الفلبين في 12 نوفمبر وبعدها يلتقي أوزبكستان في 17 نوفمبر وينهي مشواره الآسيوي بمواجهة البحرين في 24 مارس العام المقبل.
وبدوره دشن المنتخب الوطني لناشئي كرة القدم تحضيراته للمشاركة في التصفيات الآسيوية للناشئين تحت سن 16 عاما المؤهلة لنهائيات آسيا بالهند عام 2016م ضمن المجموعة الأولى التي تضم منتخبات (اليمن أوزبكستان فلسطين المالديف) وتقام منافساتها بمدينة رام الله الفلسطينية خلال الفترة من 12 إلى 20 سبتمبر المقبل حيث استهل معسكره الإعدادي الداخلي الذي يخوضه بصنعاء تحت قيادة المدرب البرازيلي لوسيانو ومساعده الوطني محمود عبيد.
ويجري منتخب الناشئين تدريباته اليومية على فترتين صباحية على ملعب نادي 22مايو ومسائية على ملعب نادي أهلي صنعاء.
ومن المقرر أن يبدأ المنتخب الوطني للشباب تحت 19 عاما تحضيراته الأسبوع المقبل استعدادا للمشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات آسيا بالبحرين 2016م ضمن المجموعة الثانية التي ضمت منتخبات (اليمن والسعودية وسوريا وتركمانستان) وتقام منافساتها في السعودية خلال الفترة من 28 سبتمبر إلى 6 أكتوبر 2015م.
ويعكف الجهاز الفني لمنتخب الشباب تحت قيادة المدرب الوطني القدير محمد النفيعي حاليا لاختيار القائمة الأولية للمنتخب والتي سيبدأ بها مرحلة الإعداد للاستحقاق الآسيوي المقرر إقامته في الدمام السعودية.
وترفع المنتخبات الوطنية الثلاثة الأول والناشئين والشباب شعار التحدي والإصرار والصمود في وجه العدوان وتحدي الظروف الصعبة التي فرضها المعتدي والذي كان يهدف إلى كسر عزيمة الإنسان اليمني وإحباط معنوياته لكن روح الشباب ومعنوياتهم العالية تظل شامخة شموخ جبال عيبان وعطان ونقم وشمسان.. ويؤكد لاعبو منتخباتنا الوطنية أنهم حاضرون في مختلف الظروف وسيمثلون اليمن أرضا وإنسانا في مختلف المحافل الدولية رغما عن المعتدي وفي مختلف الظروف والأزمات ليؤكد أن ما تمر به بلادنا مجرد غيمة عابرة وسحابة ستنجلي مع مرور الوقت ويعم الخير والأمن والاستقرار ربوع الوطن ليعود اليمن سعيدا رغم كيد الكائدين وأنف الحاقدين.
قد يعجبك ايضا